من يعطي الذرائع لتقليص عديد القوات الأممية؟

من يعطي الذرائع لتقليص عديد القوات الأممية؟

image

من يعطي الذرائع لتقليص عديد القوات الأممية؟
سياق متواصل لتعديل مهام قوات الطوارئ والفرنسيون يتولّون المهمة ضد حزب الله

آمال خليل - الاخبار

في الجميجمة أمس، بلغ التوتر بين الجنوبيين وقوات «اليونيفل» أعلى درجاته منذ وقف إطلاق النار قبل سبعة أشهر. مجدّداً، دخلت قوة من الوحدة الفرنسية إلى منطقة «الوعر» الواقعة في أطراف البلدة لناحية خربة سلم. تصدّى الأهالي للدورية التي بادر عناصرها إلى إطلاق النار في الهواء لترهيبهم، ثم ألقى الجنود القنابل المسيّلة للدموع والرذاذ الحار لإبعادهم، علماً أن عدداً من الأهالي تصدّى لقوة مماثلة قبل نحو أسبوع، دخلت إلى أملاك خاصة في «الوعر» من دون مواكبة الجيش اللبناني. حينها وبحسب ما أظهرت المقاطع المصوّرة، تجاوب الجنود الفرنسيون مع أصحاب الأملاك الخاصة الذين طلبوا إليهم المغادرة وعدم العودة إلا برفقة الجيش.

عاد الفرنسيون أمس من دون الجيش، وإلى الأملاك الخاصة، ما أثار غضب الأهالي الذين تجمهروا وتصدّوا لعناصر الدورية المؤلّلة الذين لم يتفهّموا ردة فعل الأهالي هذه المرة. الجنود المدجّجون، أظهروا عنفاً في التعاطي مع الجمهور الأعزل. وبحسب بيان صادر عن أهالي الجميجمة، لفتوا إلى أنهم «طلبوا إلى قوات اليونيفل التراجع وعدم التمادي داخل الأراضي. لكنّ الجنود بدأوا بالتشاجر مع الأهالي ورَمي القنابل المسيّلة للدموع على عيونِهم وإطلاق الرصاص، وقَد سُجِّلَت أكثر من إصابة جراء رمي القنابل المسيّلة للدموع». ونفى الأهالي بأن الدورية كانت تكشف على مخازن وأسلحة لحزب الله.

في المقابل، قدّمت «اليونيفل» نفسها ضحية لهجوم الأهالي. وقال المتحدّث باسمها أندريا تيننتي إن «الدورية كانت تقوم بنشاط عملياتي روتيني، عندما قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهتها وحاولت إيقافها باستخدام العصي المعدنية والفؤوس، ما أدّى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية». وأكّد تيننتي أن الهجوم المزعوم لم يؤدّ إلى إصابة أي جندي، لكنّ حفظة السلام «استعملوا وسائل غير فتّاكة لضمان سلامتهم وسلامة جميع المتواجدين في المكان». بعد وقوع الحادثة، حضرت قوة من الجيش اللبناني وعملت على إخراج الدورية الفرنسية. لكنّ تفاعلات مواجهة الجميجمة لم تنته بعد.

لم تثر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على «اليونيفل»، الحملات التي أثيرت أمس تضامناً معها بوجه الجنوبيين والمقاومة. جهات لبنانية سياسية وإعلامية سارعت إلى استثمار ما حصل للتصويب على الجيش وحزب الله، متهمة الدولة بفشلها في تطبيق القرار 1701. فيما أغدق البعض على حفظة السلام، بحملات التضامن وكأنهم تعرّضوا لاعتداء، متناسين الجرحى الذين سقطوا جراء القنابل المسيّلة للدموع. وعلمت «الأخبار» أن قيادة «اليونيفل» من جهة وقيادة الوحدة الفرنسية ورئيس أركان القوة الفرنسية من جهة أخرى، يجهّزون شكاوى بالجملة ضد الجنوبيين وحزب الله على خلفية حادثة الجميجمة والحوادث المماثلة التي وقعت في الآونة الأخيرة. ومن المنتظر أن تصل الشكاوى سريعاً إلى مجلس الأمن الدولي الذي انطلقت فيه محادثات التمديد لولاية جديدة لليونيفل.

وأبدت مصادر مطّلعة خشيتها من «طابور خامس يفتعل الحوادث بين الأهالي واليونيفل لإعطاء الذرائع للتغيير في مهمة حفظة السلام. وكانت الخطة هي إحداث اشتباك بين الجيش اللبناني والبيئة. وعندما لم تنجح الخطة، انتقل الطابور إلى محاولة إحداث اشتباك بين الجنوبيين و«اليونيفل». ولفتت إلى أن الدول الكبرى «تفكر جدياً في تقليص عديد اليونيفل إلى ستة آلاف جندي كحد أقصى تحت ذريعة تعرّضها للهجوم من قبل البيئة من جهة وعدم تمكنها من القيام بمهماتها من جهة أخرى»، كون تقليص «اليونيفل» يستدعي ضغوطاً غير مسبوقة على الجيش اللبناني، يستفيد منها العدو الإسرائيلي في الميدان الذي سيشهد فراغاً سيسعى إلى السيطرة عليه.

وبالنظر إلى المواجهات بين «اليونيفل» والأهالي، يظهر أن المحطات المفصلية أدّت لاحقاً إلى فرض تغيير ما. المواجهة الكبرى بين جنود الوحدة الفرنسية والأهالي سُجّلت في تموز 2009، في خربة سلم. وهي أدّت لاحقاً إلى وضع خطة لتغيير قواعد الاشتباك. أما المواجهة بين الأهالي والقوة الإيرلندية في كانون الأول عام 2022، فقد أدّت إلى منح مجلس الأمن حرية الحركة من دون مرافقة الجيش.