الشركات الصغيرة جداً ركن أساس لإعادة الإنماء الاقتصادي

الشركات الصغيرة جداً ركن أساس لإعادة الإنماء الاقتصادي

image

الشركات الصغيرة جداً ركن أساس لإعادة الإنماء الاقتصادي
لها مرونة كبيرة وتجذب المستثمرين المحليِّين الإقليميِّين والدوليِّين

د. فؤاد زمكحل - الجمهورية
في كل اقتصادات العالم، التركيز الأساس لإنماء الاقتصاد، يكون على الشركات الصغيرة والمتوسطة SMEs، باعتبار أنّها المحرّك الأساس للإنماء، وتمثل تقريباً 85% من الأسواق.

أمّا بالنسبة إلى لبنان، فإنّ جزءاً من هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة قد خرجت منه، وجزءاً آخر قد صُغِّر، والجزء الثالث بيع أو دُمِج مع الشركات الكبرى. فعلينا أن ننظر ونركّز وحتى نعتمد على الشركات الصغيرة جداً أو ما يُسمّى بالـ «مايكرو كومبانيز» Micro companies، باعتبار أنّها تنمو بسرعة، توظف، وتُصدِّر نجاحاتها وأفكارها إلى العالم، لذا يجب أن يكون التركيز اليوم على الرياديِّين والمبتكرين الذين يُشكّلون العمود الفقري لاقتصادنا الجديد وإعادة الإنماء.

نذكّر أنّ محاربة البطالة، كانت من أولويات اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليَّين خلال ربيع 2025، لذا علينا التركيز على الشركات الصغيرة جداً، وتمويلها ومواكبتها لأنّها تُنمّي الإبتكار والمرونة، وتخلق الوظائف وتجذب الإستثمارات.
 

فالشركات الصغيرة جداً المبنية على الإبتكارات، لها مرونة كبيرة، وتجذب المستثمرين المحليِّين، الإقليميِّين والدوليِّين. فمرونة هذه الشركات تسمح لهؤلاء المستثمرين أن يتأقلموا ويتكيّفوا مع متغيّرات الأسواق، كما يُمكن أن تُغيّر هذه الشركات بسرعة أنماط عملها وسلعها وأسواقها، والحفاظ على إنماء مستدام في كل البيئات، فتتحمّل العواصف وتنتظر الأوقات الملائمة لإنماء كبير.
 

من خلال هذه الشركات، يُمكن للبنان أن يصدّر أفكاره وابتكاراته ورياداته ونجاحاته، عوضاً من أن يُصدّر شبابه وأدمغته.

نذكّر، أنّ اقتصادنا كان ناتجه المحلي يبلغ نحو 55 مليار دولار، وقد أصبح ما دون الـ 20 ملياراً، ممّا يعني أنّه يحتاج إلى النمو. فقبل إعادة الثقة والدورة الاقتصادية، سيكون من الصعب إقناع الشركات الكبرى بالإستثمار وتكبير حجم أعمالها.
 

لذا، فإنّ هذه الشركات الصغيرة جداً، من ضمن هذه الورشة لإعادة الهيكلة، يُمكن أن تحفر مكاناً لها في هذه الأرضية الجديدة، وتجذب المستثمرين، ليس فقط لسوقنا المحلي، لكن لأسواقنا الإقليمية والدولية.

أمّا بالنسبة إلى تمويل هذه الشركات، فسيكون من الصعب تمويلها عبر القطاع المصرفي، الذي لا يزال مغيَّباً، فتمويلها سيكون عبر صناديق دعم وتمويل من خلال فتح رأس المال، عوضاً عن الديون، فهذه الشركات، يُمكن أن تنمو بسرعة فائقة، وأن تُعيد حركة الأسواق وتبني إنماء مبنياً على الإبتكارات والريادة والنجاح.

في المحصّلة، إنّنا في ورشة إعادة بناء اقتصادنا وإعادة هيكلة شركاتنا، لذا من أجل التطوير، علينا أن نركّز على الشركات الصغيرة جداً - «مايكرو كومبانيز» Micro companies، التي تُشكّل نقطة الإنطلاق لإعادة الإنماء، والمبنية على نقطة قوّتنا، وهي أفكارنا المبدعة وابتكاراتنا التي تدور حول العالم، وريادتنا المعروف عنها دولياً، لإعادة لبنان إلى رادارات الأسواق والاقتصادات الدولية.