هل نتمكن من حكم لبنان؟

هل نتمكن من حكم لبنان؟

image

هل نتمكن من حكم لبنان؟

اثبت بالممارسة بانّ القوة تستمد من الجاذبية واتقان قواعد اللعبة وفهم الحدود لا الصلاحيات

مازن عبّود - النهار
"لا مكان للإمبريالية القديمة، أي استغلال الدول للربح. برنامجنا تنموي قائم على التعامل العادل والديمقراطي".
(ترومان (1949

الرئيس عون أعلن بانّ لبنان لن يبقى بمنأى عن السلام. اثبت بالممارسة بانّ القوة تستمد من الجاذبية واتقان قواعد اللعبة وفهم الحدود لا الصلاحيات. الا اننا مهددون لبنانيا بفعل بطء الدينامية الداخلية وعدم قدرتها على مواكبة المتغيّرات الخارجية المتسارعة. إسرائيل تستدرج الشيعة الى رفض تسليم السلاح كي تستفرد بالبلد.
شرق أوسط جديد وعالم جديد بانا في الرياض. اميركا تبدّلت. ما عادت خطاب تنصيب ترومان و"النقاط الأربع". الأمم المتحدة بدأت تغيّب. تمويل برامج التعافي الاقتصادي للدول الأقل نموا اختفى. الدفاع عن الدول المحبة للحرية ضد العدوان فعل ماض. إشراك العالم في التقدم العلمي والصناعي (Truman, 1949) تحوّل حربا تجارية. يد الخير أي النقطة الرابعة من مشروع ترومن التي جعلت اميركا جذّابة سحبت. تاريخيا، اخلّت اميركا أحيانا في عقيدة ترومان الا انها حافظت على جوهرها بوصلة للتصويب.
صرنا في عصر يمكّن الدول الغنية ضمان نفوذها بثرواتها والتأثير على القرارات الإقليمية والعالمية.
توّسع الدول القوية الإقليمية هوامشها (تركيا وإسرائيل وإيران).
وحدها الدول الأقل قوة التي لا تمتلك مقدرات، كلبنان مكشوفة وحكمها صعب في ظل تداعي النظام العالمي. مشاريع USAD ووزارة الزراعة ما عادتا أدوات السياسة الخارجية الامريكية الخفية، بل العقوبات.
الانتخابات البلدية مسيحيا نصّبت سمير جعجع إمبراطورا. وطرابلس أرسلت رسائل غير ملائمة.
العالم عاد الى الامبريالية القديمة التي تجددت بحكم الرؤساء التنفيذيين للشركات.
سلام على النقطة الرابعة للجامعة الامريكية في حوش حالا والتنمية وترومان.
القوة الخشنة تلزم كي ترهّب وتخضع، لكنها تزيل الجاذبية.
احببنا اميركا لجاذبيتها الأخلاقية وقيمها الليبرالية. فهي الدعوة والخير اللتان صنعتا تمايزها. عيوننا على مجتمعها المدني وديناميتها الداخلية اللتان تضمنان تخطيها الأزمات (Joseph S. Nye, Jr, Project Syndicate, 2025). علّها تعود جذّابة!
عيوننا على اميركا، وقلوبنا في لبنان الذي يحتاج أسلحة جديدة كي يضمن بقاءه. يحتاج قواعدا جديدة. يحتاج وعيا وقبولا وتصالحا مع الواقع ورؤية ودبلوماسية وحنكة واقتصادا.


مقالات عن

لبنان