طوّر الخبراء عبر السنوات اختبارات بسيطة تساعد على قياس مدى تقدم العمر بدقة نسبية، ليس فقط من الناحية البدنية، بل أيضا على المستوى الذهني والعاطفي والاجتماعي.
ومن بين هذه الاختبارات، يُستخدم اختبار "الجلوس والوقوف" لقياس قدرة الشخص على النهوض من وضعية الجلوس إلى الوقوف والعودة خلال 30 ثانية، وهو مؤشر مهم لقوة العضلات والقدرة الحركية، حيث تشير الدرجات المنخفضة إلى زيادة خطر السقوط وضعف الحركة.\
مع ذلك، يؤكد الخبراء أن تقييم تقدم العمر لا يقتصر على القدرات البدنية فقط، بل يتطلب النظر في صحة الدماغ والمرونة الإدراكية والذكاء العاطفي والتواصل الاجتماعي.
ويشير ماركو أركستين، محاضر الميكانيكا الحيوية للرياضة والتمارين الرياضية في جامعة أبيريستويث، إلى أن أفضل طريقة لفهم تقدم العمر هي عبر تقييم اللياقة المعرفية، والتي تشمل الانتباه والذاكرة والمرونة الذهنية.
وينصح أركستين بأداء 3 اختبارات رئيسية:
- اختبار رسم المسار (TMT)
يتطلب توصيل نقاط تحمل أرقاما وحروفا بترتيب محدد، ويقيس الانتباه البصري والسرعة الحركية والوظائف التنفيذية مثل التبديل بين المهام.
ويُستخدم في التشخيص المبكر لحالات مثل الخرف وإصابات الدماغ.
- مهمة "ستروب"
يقيس قدرة الدماغ على تجاوز التداخل المعرفي، حيث يُطلب تسمية لون الحبر لكلمات قد تتعارض مع معناها، ما يعكس المرونة الإدراكية وقدرة السيطرة على ردود الفعل التلقائية.
وفي البيئات السريرية، يمكن استخدام مهمة "ستروب" لتقييم قصور الانتباه والمرونة الإدراكية، مثل تقييم الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو حالات عصبية أخرى.
- تحدي المهام المزدوجة
يتضمن أداء مهمتين في الوقت نفسه، مثل المشي والعد أو التحدث، لقياس كيفية توزيع الانتباه والتعامل مع تعدد المهام، وهو مفيد في تقييم وتحسين التوازن لدى المصابين بحالات عصبية.
يشدد أركستين على أهمية تكرار هذه الاختبارات بانتظام، خاصة شهريا، لمراقبة أي تحسن أو تدهور في القدرات المعرفية، موضحا أن التغيرات في الذهن قد تكون أقل وضوحا من التغيرات البدنية.
ويؤكد أن تقييم العمر الحقيقي يشبه تجميع صورة من قطع عدّة، تشمل الصحة البدنية والقدرات الذهنية والتوازن العاطفي والعلاقات الاجتماعية، وأنه لا يمكن لاختبار واحد أن يعكس الصورة الكاملة أو يتنبأ بشكل دقيق بما يخبئه المستقبل.