السلام في أوكرانيا... تتعدّد المحاولات الآن ولكن النتائج الى ما بعد 2025...
الكلّ ينتظر ماذا يمكن أن يحصل خلال المحادثات الجديدة
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
تدخل الحرب الروسية على أوكرانيا مراحل جديدة، بين مدّ وجزر وتقلّبات الأجواء الإيجابية حيناً، والسلبية أحياناً أخرى.
فمع الحديث عن جولة جديدة من المحادثات بين الطرفَيْن ستُعقَد باسطنبول في 2 حزيران، تتسابق وتتلاحق الخطوات، على ضوء تعهّدات طالب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة، وخطوات مُقابِلَة لها من الجانب الغربي، من جهة أخرى.
شروط روسيا
فبوتين ليس مستعدّاً لسلام بأي ثمن، وهو لأجل ذلك اشترط قيام القادة الغربيين بتقديم تعهُّد مكتوب بشأن وقف توسُّع "حلف شمال الأطلسي" شرقاً، ورفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما يتكامل مع مطالب روسية بالتوصّل الى تسوية بشأن الأصول السيادية الروسية المجمّدة في الغرب، وضمان حقوق المتحدثين بالروسية في أوكرانيا، وانسحاب القوات الأوكرانية من كامل أراضي المناطق الأربع التي تطالب بها روسيا هناك، تسهيلاً للسلام بين موسكو وكييف.
فرص السلام؟
وبما يوازي الشروط الروسية، يبرز بعض التصعيد الأوروبي، لا سيما على مستوى ما أعلنه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عن أن بلاده تدعم تطوير صواريخ بعيدة المدى "مُصنَّعَة في أوكرانيا"، من دون فرض قيود على مداها، في خطوة تعكس الاستعداد الأوروبي لزيادة الدعم العسكري لكييف، في مواجهة الضربات الجوية والصاروخية الروسية المستمرة والمكثّفة عليها.
ولكن ميرتس استدرك قائلاً إن الدعم الألماني العسكري يأتي أيضاً في إطار فتح مسار للمفاوضات، مؤكداً أهمية الدعم الأميركي في هذه المرحلة الحاسمة، ومشدداً على استعداد أوروبا الكامل لدعم القدرات التكنولوجية والعسكرية لأوكرانيا.
فماذا عن مستقبل الحلول بين أوكرانيا وروسيا؟ وهل تقترب فرص السلام هناك، أم العكس؟
محادثات جديدة
أكدت أوساط ديبلوماسية أن "أبرز ما تشترطه روسيا هو أن تصبح أوكرانيا بلداً مُحايِداً، وأن لا تحصل على دعم وإمدادات عسكرية من جانب الغرب".
وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأنظار مشدودة الآن الى يوم الإثنين القادم، الذي حُدِّدَ كموعد جديد لإجراء محادثات سلام في اسطنبول. فالطرف الروسي سيسلّم مسودة للأوكرانيين بشأن اتفاق سلام، وهو ينتظر أن يتسلّم منهم أيضاً، مسودة تتعلّق باتفاق سلام. وبالتالي، الكلّ ينتظر الآن ماذا يمكن أن يحصل خلال المحادثات الجديدة".
في 2025؟؟؟...
ولفتت الأوساط الى أن "اتفاقية استغلال الموارد الطبيعية في أوكرانيا، التي وقّعتها كييف مع الجانب الأميركي قبل نحو شهر، لم تزعج الروس، ولم تعقّد مواقفهم في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار، والتوصّل الى اتفاق سلام في أوكرانيا. فمن الممكن لتلك الاتفاقية أن تشكل بادرة تشجّع على وقف إطلاق النار، وعلى بثّ الحماسة لدى الأميركيين في الدفع بهذا الاتّجاه أكثر، وذلك بهدف تسريع بَدْء عمل شركاتهم في أوكرانيا".
وأضافت:"الأوروبيون يصعّدون بالملف الأوكراني، في وقت يرغب الجانب الأميركي بتبريد الأجواء. فالمواقف الأوروبية تشجع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي على تصعيد مواقفه هو أيضاً، وعلى أن لا يرضخ بسهولة. ولكن رغم ذلك، فإن الأوروبيين ليسوا قادرين على أن يفعلوا شيئاً لوحدهم، خصوصاً أنه إذا أوقفت الولايات المتحدة الأميركية الدعم العسكري، فإن الدول الأوروبية ستكون عاجزة عن تعويض النّقص في التسليح".
وختمت:"تتعدّد الاحتمالات والشروط المتبادلة الآن، ولكن النتيجة الأساسية تبقى على حالها، وهي أن السلام في أوكرانيا لن يكون قريباً أبداً، وسيتجاوز عام 2025".