كل اللبنانيين يريدون الخلاص ويريدون للسلطة الجديدة ان تنجح .. فاحذروا من تفويت الفرصة من جديد
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV" المسائية
اذا كان لغالبية الطبقة السياسية اللبنانية من موهبة تتقنها الى جانب الهرب الى الامام من مواجهة المشكلات المزمنة، فهي بلا أي منازع، إضاعة الفرص:
عام 1989، شكل طرح القضية اللبنانية على حقيقتها امام المجتمعين العربي والدولي فرصة سانحة لسحب الجيوش المحتلة وحل الميليشيات والشروع في بناء الدولة، لكن سياسة المصالح المتشابكة بين تلك الطبقة والخارج اجهضت الامل الوليد، فكانت بداية عهد الوصاية السورية الذي لم يسقط الا عام 2005.
وعام 2005، كاد انسحاب الجيش السوري من لبنان يتحول فرصة ثمينة لقيام دولة الاستقلال الثاني، لكن التحالف الرباعي اعاد البلاد الى النقطة الصفر واقحمها في سياسة المحاور والوصايات المتضاربة والمتنافسة شرقا وغربا على ارضه وصولا الى عام 2016.
فالعام المذكور قدم للبنانيين فرصة نادرة: تفاهم مسيحي شيعي سني درزي شامل ادى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لتتجدد معه امكانية قيام الدولة المرجوة. غير ان اللاعبين السود كرروا فعلتهم، لتنفجر الازمة على اوسع نطاق في 17 تشرين الاول 2019.
وحتى 17 تشرين كان يمكن ان يكون فرصة بالتشارك بين المعترضين والسلطة التي كانت قائمة. غير ان الشعارات الغوغائية والاشارات الخارجية حققت غايتها باسقاط الهيكل على من فيه.
اما فرصة اليوم، التي شكلها انبثاق سلطة جديدة بداية عام 2025، بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، فثمة مؤشرات جدية وخطيرة الى عمل جدي لتطييرها.
فتدفق الوعود غير القابلة للتطبيق من جهة، والاعيب بعض الاحزاب الممثلة في الحكومة من جهة اخرى، فضلا عن غياب الوضوح في التعامل مع ملفات الجنوب والسلاح الفلسطيني والعلاقة مع سوريا والنزوح والملف المالي والاصلاح، معطوفا على ضغوط دولية مرشحة للارتفاع… كل ذلك كفيل بدق ناقوس الخطر وقرع جرس الانذار…
كل اللبنانيين يريدون الخلاص، ويريدون للسلطة الجديدة ان تنجح كي تحقق الخلاص… فاحذروا من تفويت الفرصة من جديد، لأن المتربصين معروفون واصحاب النوايا السيئة يكشرون عن انيابهم على مرأى الناس ومسمعهم كل يوم.