أيّ دوافع جعلت برّي يرسل تنبيهاً أولياً؟

أيّ دوافع جعلت برّي يرسل تنبيهاً أولياً؟

image

أيّ دوافع جعلت برّي يرسل تنبيهاً أولياً؟
"إذا أراد سلام أن يسخن فنحن مستعدون وإذا أراد أن يبرد فنحن لها"

ابراهيم بيرم -  "النهار"

لم يكن جديداً على المشهد السياسي أن يصعّد رئيس الحكومة نواف سلام في وجه "حزب الله" من بوابة التشديد على تسلم السلاح، ما فتح الباب أمام جولة جديدة من السجال الكلامي الذي انضمّ إليه جدد، لكن المفاجأة كانت في نزول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ميدان المنازلة شخصياً، وهو ما فرض وقعاً جديداً ومساراً مختلفاً.

لذا كان السؤال: ما العنصر المستجد الذي استدعى من بري توجيه رسالة مقتضبة لكنها مكثفة عندما قال في تصريح له "إذا أراد سلام أن يسخن فنحن مستعدون وإذا أراد أن يبرد فنحن لها". فبالموقف الذي أطلقه رئيس المجلس، يكون الثنائي الشيعي قد جاهر باستعداده للمضيّ في أمرين: 
الأول أنه ليس في وارد ترك الحزب وحده وأن موضوع السلاح ومصيره يخصّ الطائفة الشيعية كلها.

الثاني أنه لن يسكت بعد اليوم على أيّ موقف يعتبره مسيئاً له في المعادلة الداخلية.

فقبل بري كان لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وللمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان مواقف رافضة لتصريحات سلام، وممّا حفزهما على الإدلاء بتلك المواقف موقف سلام من أن فكرة تصدير الثورة الإيرانية قد انطوت. لذا لم يكن أمام بري أن يظلّ في موقف المتفرج – المحايد، فكان بديهياً أن يبعث برسالته المقتضبة تلك إلى سلام.

زوّار عين التينة خرجوا باستنتاج فحواه أن بري يسجل جملة مآخذ على أداء الحكومة ورئيسها إلى درجة أنه أطلق في جلسة خاصّة مع عدد من زواره تعبير أن الأمور لا تسير سيراً صحيحاً في داخل الحكومة لجهة إنفاذ ما تعهّدت والتزمت به من مهمات وتعهدات وخصوصاً لناحيتين: 

الأولى إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية على لبنان.

الثانية لجهة الالتزام بموجبات الإصلاح الإداري وإنهاء المحاصصة.

ففي الموضوع الأول يشكو وزراء مهتمون بموضوع إعادة الإعمار من عدم الحماسة الحكومية للأمر برمّته واستنكاف رئيسها عن اتخاذ أيّ إجراءات في هذا المجال تشي بأنه مهتم وبأنه سيفي بما تعهّد به في البيان الوزاري لحكومته، وخصوصاً لجة إقرار التشريعات والقوانين الواجبة الوجود لتكون أرضية لازمة عندما تأتي المساعدات. 

فضلاً عن ذلك فإن الرئيس بري يتوقف ملياً عند مسألة التفاوت الواضح في الأداء تجاه قضايا حسّاسة كقضيّة حصرية السلاح بين رئيس الجمهورية جوزف عون وبين الرئيس سلام، وهو ما يعني بالنسبة إلى عين التينة أن التباين ليس في الأداء ومقاربة المواضيع فحسب بل في الخلفيات والدوافع، فثمّة رئيسٌ يحرص على إنجاح عهده عبر أداء موزون يدلّ على تفهّم للتعقيدات، وبين أداءٍ دوافعه مختلفة. وواقع الحال هذا يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي برمّته وعلى أداء الحكم.

أما بالنسبة إلى الأداء الحكومي فإن معظم الخطوات التي أقرتها الحكومة وخصوصاً في مسألة التعيينات، قد أسقطت إلى حدّ بعيد كلّ التعهدات بالإصلاح وطيّ صفحة المحاصصة، وأوضح دليل على ذلك تعيينات مجلس الإنماء والإعمار.

وبناءً على ذلك يبدو وفق المصدر أن هذه المعطيات والوقائع المتراكمة هي ما دفعت بري لبعث رسالته التحذيرية تلك وهو ما زال ينتظر الردّ ليُبنى على الشيء مقتضاه.