دورٌ إقليميّ للرئيس عون.. هل نراه في البيت الابيض؟
سيناريوهات متعددة قد تؤثر على الوضع السياسي والأمني خلال الفترة القادمة
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
أعاد رئيس الجمهورية جوزاف عون لبنان إلى دائرة الاهتمام الإقليمي، من خلال تحركات دبلوماسية استراتيجية تستهدف تعزيز الانفتاح على الدول العربية، مشددا على طبيعة التوازنات السياسية الحساسة في المنطقة. فقد شهدت الفترة الأخيرة سلسلة زيارات شملت السعودية، الإمارات، الكويت، مصر، وصولاً إلى العراق، حيث طرح ملفات مشتركة تعكس تطلعات البلدين الأمنية والسياسية، مؤكداً من خلال ذلك خطاباً لبنانياً ينبض بالانفتاح والتعاون الإقليمي.
مصدر دبلوماسي مطلع أفاد عبر وكالة "أخبار اليوم" بأن دعم الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية كان محورياً في انتخاب الرئيس عون، مما رفع سقف التوقعات بإطلاق مسار إصلاحي سياسي واقتصادي في لبنان. وضمن هذا الإطار، تعكس الزيارات المتعددة التزام عون بتطوير العلاقات العربية اللبنانية، وربطها بقضايا استراتيجية أساسية تمس مصالح المنطقة.
على صعيد العلاقات مع الإدارة الأميركية، يؤكد المصدر نفسه أن البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق جو بايدن، كان يرى في عون شخصية قادرة على قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة تنأى بالبلد عن الإرهاب والتوترات الإقليمية التي أثقلت كاهله في الأعوام الماضية. كما لا يستبعد المصدر أن يتلقى عون دعوة رسمية لزيارة واشنطن، حيث يرغب الجانب الأميركي الاستماع الى رؤيته واستراتيجيته لدفع لبنان نحو استقرار إقليمي وسياسي.
ومع ذلك، يلفت المراقبون إلى علامات استفهام حول الدور الأميركي المقبل في لبنان، خصوصاً بعد الأنباء المتداولة عن مغادرة مبعوثة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس منصبها. ويُقرأ هذا التطور كإعادة ضبط للخطاب الأميركي تجاه بيروت، نتيجة محدودية تأثير المواجهة المباشرة، وغياب توضيحات رسمية من واشنطن بشأن مستقبل مهامها في لبنان، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة قد تؤثر على الوضع السياسي والأمني في البلاد خلال الفترة القادمة.
بالتالي، فإن الخطوات الدبلوماسية للرئيس عون تكشف عن طموح لبناني لإعادة تحديد موقعه الإقليمي، بالتوازي مع تحركات أميركية قد تحمل في طياتها تغييرات جوهرية. يبقى السؤال: هل ستُترجم هذه الديناميكية إلى دور فعلي متجدد للرئيس عون على مستوى السياسة الأميركية، أم أن التحديات الداخلية والإقليمية ستحد من فرص لبنان في الانطلاق نحو فصل جديد من الاستقرار والتعاون؟