لبنان و"ارتجاجات" إدارة ترامب... هل دخلنا منطقة "خط الزلازل" الأميركية؟
لا ترامب ولا غيره من الأميركيين يضعون لبنان أمامهم أو يحلمون به ليلاً ونهاراً
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
تزخر إدارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجمالاً، باهتزازات لا بأس بها، وبعدم استقرار معيّن على المستوى العام.
الخبرة والمرونة...
فمنذ ولايته الأولى، تبدّلت شخصيات مؤثّرة وأساسية متعددة داخل إدارته، كانت تشغل مناصب رئيسية ومهمة لبنية الدولة الأميركية، ولاستقرارها الداخلي والخارجي، منها مستشار الأمن القومي (جون بولتون في عام 2019)، ووزراء الدفاع جيم ماتيس (في عام 2018)، وباتريك شاناهان (في عام 2019)، وقائد القوات البحرية الأميركية ريتشارد سبنسر (في عام 2019)، ومارك إسبر (في عام 2020)...
ومنذ الأسابيع الأولى لولايته الثانية، شهد العالم فضيحة مُبكِرَة جداً لإدارة ترامب، تمثّلت بتسريب معلومات حساسة عبر تطبيق "سيغنال"، بتورُّط من جانب كبار المسؤولين الأميركيين، تتعلّق بتفاصيل الهجوم العسكري على اليمن. هذا الى جانب تعديلات أخرى في بنية إدارته الثانية، تؤكد أن ترامب لا يُجيد السياسة تماماً، ويفتقر الى الخبرة والمرونة في إجراء تعديلات على أسلوبه في ممارسة السلطة، من دون المساس بصورة الإدارة وسمعتها، على الصعيدَيْن المحلي والخارجي.
مبدأ...
فماذا عن انعكاسات وآثار استبعاد أو ابتعاد نائبة المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على الملف اللبناني؟ وهذا سؤال نطرحه بمعزل عن الأسباب الأميركية الداخلية التي تحكّمت بهذا الإبعاد أو الابتعاد؟ وماذا سيكون عليه وضع لبنان ودرجة الاهتمام الأميركي بملفاته مستقبلاً، من جانب إدارة أميركية "مترجرجة" باستمرار، غير مستقرة "نفسياً" و"عصبياً" وسياسياً، لا بالشكل ولا بالمضمون، ومتقلّبة بحسب تقلّبات المصالح الخاصة لرئيسها (ترامب) وعائلته، كما بحسب تقلّبات المصالح الأميركية عموماً، لا سيما على ضوء المفاوضات الأميركية - الإيرانية، والمصالح الأميركية - الخليجية، والمصالح الأميركية - العالمية عموماً.
ففي النهاية، هذه كلّها عوامل تنقل ترامب من مكان الى آخر، بشكل مستمر وغير مستقرّ لبلد مثل لبنان، أكثر ما يحتاجه هو الحفاظ على "مبدأ معين" في التعامل مع ملفاته وأوضاعه، وليس الى لعبة مصالح هنا وهناك، فقط.
قبل التخلّي التام؟
رأت أوساط مُراقِبَة أن "الملف اللبناني غير مستقرّ على المستوى المحلي أولاً، أي بمعزل عمّا يرتبط به في الولايات المتحدة الأميركية أو سواها، وبغضّ النظر عن الاستقرار غير المُستدام تقريباً، الذي تعاني منه السياسة الأميركية خلال مدة حكم ترامب بشكل عام".
وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من أبرز النتائج المنتظرة لابتعاد أورتاغوس عن مهمتها السابقة، هو تغيير أسلوب التعامل الأميركي مع الملف اللبناني، وربما السماح بفرصة جديدة ضمن فترة جديدة، قبل اللّجوء الى مزيد من التشدّد الأميركي تجاه المسؤولين اللبنانيين في وقت لاحق".
وختمت الأوساط:"لا ترامب ولا غيره من الأميركيين يضعون لبنان وشؤونه أمامهم في كل حين، أو يحلمون بنا ليلاً ونهاراً. ولكن الملف اللبناني قد يكون حالياً أمام مرحلة اختبار جديدة، وذلك قبل اتخاذ قرار نهائي بالتخلّي عنه لصالح الاهتمام بدول أخرى حول العالم".