الأمير عماد والفلسطينيون المغمّسون بدماء القضاة
هل يتعلم الحكم الجديد ويقرأ التاريخ ويعرف أن عباس هو صفر على الشمال ونسخة عن "فلسطينيي لبنان"؟
بقلم حبيب شلوق
في ذكرى اغتيال القضاة الأربعة في قصر العدل في صيدا قبل 26 عاماً (8 حزيران 1999 )، نعيد إلى الأذهان ال مؤامرات التي حيكت ضد هذا البلد، منذ اللجوء الفلسطيني عام 1948 إلى لبنان بترحيب "أخوي" من رئيس الجمهورية الماروني بشارة الخوري ورئيس حكومته رياض الصلح، بحجة أنهم " فترة وبيعودوا". وإذ بتلك "الفترة" تطول وتطول وتطول، ونحن اليوم في السنة الـ 77 على "تشريفهم".
وفي عام 1969 وافق الرئيس شارل حلو الماروني الآخر على اتفاق القاهرة لكنه لم يوقعه بل نصب بدهائه فخاً لقائد جيشه العماد إميل بستاني الماروني وكلفه التوقيع فيما "استحى" رئيس الحكومة السني رشيد كرامي من عدم الموافقة على الإتفاق "إذ أن رئيس الجمهورية الماروني يوافق عليه وأنا السني لاأوافق"!
ومشى "بعض" قادة الموارنة بالإتفاق من دون قراءة النص.
ومن 1948 إلــى 1969 إلى 1957و 1970 (الكحـــالة) 1973و إلى 1975 و 1976 و1978 ،حروب ضد اللبنانيين واحتلال قسم من لبنان وانتحالهم صفة "جيش المسلمين" لتغذية الخلاف بين الطوائف المسيحية، وصولاً إلى زيارة "شبه الرئيس" على جزء من فلسطين محمود عباس للبنان، من دون أي قدرة على التفاوض وبت موضوع السلاح الفلسطيني.
خطأ لبناني آخر باستقبال هذا "النموذج" الجديد من لاجئي 1948 .
والسؤال ماذا أفاد لبنان ورئيس جمهوريته جوزف عون هذا الإستقبال؟ وأخشى أن تكون زيارته تمديدًا للجوء والتسلح والممارسات الشاذة وعدم احترام القانون والإجرام المنظّم.
وفي عودة إلى جريمة إغتيال القضاة الأربعة في قصر العدل في صيدا حسن عثمان وعماد شهاب وعاصم أبو ضاهر ووليد هرموش، فقد ارتكبها مسلحون فلسطينيون من مخيم "الأخوة اللاجئين" في عين الحلوة ، يتزعمهم وفق القرار الإتهامي أحمد عبد الكريم السعدي ("ابو محجن") زعيم عصابة "عصبة الأنصار" الإسلامية، ومحمود حسين مصطفى ("ابو عبيدة")، وابرهيم جمال لطفي ووسام حسين طحبيش وحسين محمد شاهين وجهاد عويدات السواركة ("أبو همّام")، وتجريمهم أستناداً إلى المواد 549 و335 و201 عقوبات و72 أسلحة، فضلاً عن محمد قاسم طاهر وفريد سطام صجو استناداً إلى المادة 408 عقوبات.
و"الشبيبة" فلسطينية وسورية وأردنية.
وظهر جلياً أن الجريمة هي تعدٍ على لبنان ثم على القضاء ، بقصد شل الدولة ، ومع ذلك يزورنا عباس الموظف في "حماس" الذي لا ناقة له ولا جمل ولا يستطيع الحل ولا الربط ليقول لنا أن لا نزع سلاح من المخيمات، علماً أن نزع السلاح الفلسطيني آتٍ آتٍ آتٍ، شاء عباس أو لم يشاً.
وبعدما تحدثنا عن السلاح الفلسطيني وانتهاكات الضيوف العسكرية تحديداً ، نعود إلى موضوعنا:
أربعة قضاة من حجم لبنان إغتالهم فلسطينيون من "مخيم الضيافة" في عين الحلوة، والقضاة الأربعة خميرة مجتمعاتهم، ولكن في هذا المقال سأتحدث عن رفيق بينهم في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، إذ تزاملنا 4 سنوات في الكلية في محلة الصنائع وتحالفنا في إطار "حركة الوعي" وكنا كل واحد من حزب، ونجحت أنا عن كلية الحقوق ونجح هو عن كلية العلوم السياسية في مجلس الفرع نفسه.
كنت أنا كتلوياً وكان هو "وائلياً" والشاطر يفهم، والإثنان "يمينيان" شرسان.
كان عماد دمث الأخلاق، "شيخ شباب"، صديقاً صدوقاً، محباً... و"إبن عيلة".
والأهم من ذلك أنني كمرشح مواظب ومثابر ومتابع، كنت أقرأ لوائح الطلاب المسجلين (لوائح الشطب ) ، وكما كنت مسجلاً أيضاً في كلية العلوم السياسية (حيث هو) لأنتخب كما زميله السفير الصديق روبير نعوم ، كان عماد مسجلاً في كلية الحقوق (حيث أنا) ، وكنت أقرأ إسمه وأقدّره : "الأمير عماد الأمير فؤاد شهاب".
ولا ضير هنا إذا استرجعنا أسماء قادة بين الطلاب في الكلية منهم على سبيل المثال لا الحصر : إميل يمين، سمير عبد الملك ، جان رزق،عادل القراب، إميل رحمه، وجيه حسين، شربل خوري، الياس فاضل، غسان عياش، اميل رحمه رضا حاموش، ذو الفقار زكريا، فوزي بوشعيا، ركان دندش،وجيه زبيب، سعيد السوقي، وغيرهم كثر.
ولتكتمل الصداقة واللقاءات كان لعماد مكتب محاماة بعد تخرّجه في بناية "السارولا" في الحمراء، البعيد عن مكتبي في "النهار" نحو 200 متر وكنا على تواصل دائم، إلى أن تقدم إلى مباراة القضاء ونجح وابتعدنا بالشكل والصورة، إنما ترسّخت علاقتنا الهاتفية .
ومـــرة اتصل بــي وكـان لا يــزال في مبنى "السارولا" قائــلاً : "سيزورني "البيك" بعد ساعة لتهنئتي بالمكتب. ورحت إلى مكتبه والتقيت الرئيس كامل الأسعد الذي كنت وظللت على صداقة ثابتة معه لسنين طويلة.
رحم الله الأمير عماد الأمير فؤاد شهاب ورفاقه الذين إغتالهم أشباه عباس.
هل يتعلم الحكم الجديد ويقرأ التاريخ ويعرف أن عباس هو صفر على الشمال ونسخة عن "فلسطينيي لبنان"؟
إن شاء الله!