محاولات لتسويق الضمانات الشفهية: أميركا تنشّط مفاوضات غزة

العرب والعالم

محاولات لتسويق الضمانات الشفهية: أميركا تنشّط مفاوضات غزة

image

محاولات لتسويق الضمانات الشفهية: أميركا تنشّط مفاوضات غزة
تعديلات تبدو وكأنها تستجيب إلى بعض مطالب "حماس"

أبلغ المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الحكومة الإسرائيلية بأنّ ثمّة «تفاهمات» بدأت تتبلور حول المقترح الجديد المطروح لصفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس». كما أبلغ ويتكوف الطرفين بإمكان المضي قدماً في المحادثات، في ظلّ مساعٍ قطرية لصياغة اتفاق يساعد على تجاوز الخلافات. وجاء هذا في وقتٍ عقد فيه رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، اجتماعاً لبحث آخر مستجدات المفاوضات، في ظل وجود احتمال بحدوث «تقدّم ما»، بحسب وسائل الإعلام العبرية.

وأشارت قناة «كان» إلى أنّ نتنياهو يواصل مشاوراته الهاتفية مع مسؤولين كبار، في حين أكّد مراسل القناة، سليمان مسودة، أنّ «التقدّم في المحادثات يتمّ حتى الآن من جهة حماس وحدها»، التي يحاول الوسطاء إقناعها بأنّ «مدّة التهدئة الممتدّة لشهرين ستكون كافية لعدم عودة الحرب»، حتى وإن لم يُدوَّن ذلك بشكل رسمي، في ما يبدو أنه تعهّدٌ شفهي ورهان على قدرة الوسطاء على فرض أمر واقع جديد. وكانت مصادر مطّلعة أفادت صحيفة «هآرتس» بأنّ «حماس تطالب بضمانات تحول دون قيام الجيش الإسرائيلي بأي عمل عسكري طوال 60 يوماً من بدء وقف إطلاق النار، إلى جانب طلبها إدخال مساعدات إنسانية بكمّيات أكبر إلى قطاع غزة».

وبحسب مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإنّ المقترح المعدّل الذي تُناقَش تفاصيله حالياً ويحظى بمتابعة دقيقة من الدوحة، يتضمّن تعديلات تبدو وكأنها تستجيب إلى بعض مطالب «حماس»، غير أنّها تفتقر إلى أي ضمانات حقيقية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ولو مؤقّتاً. ووفق المصادر نفسها، فإنّ «المقترح يفتقر إلى الجدّية اللّازمة لعقد اتفاق طويل الأمد، ويبدو أشبه بمناورة سياسية». وفي تفاصيل ما يتضمّنه، أفادت «القناة 13» العبرية بأنه «ينص على إطلاق سراح 8 أسرى أحياء في اليوم الأول واثنين في اليوم الأخير»، كما ينصّ على «إطلاق سراح الجثث على 3 دفعات، ووقف إطلاق نار لمدّة 60 يوماً»، على أن «تجري أثناء هذه المدّة مفاوضات حول إنهاء الحرب»، مع «ضمانات شخصية من ويتكوف وترامب باستمرار وقف إطلاق النار».

ورغم افتقاره إلى الضمانات الجدّية، ترى القاهرة أنّ هذا «التحرّك، وإن بدا محدوداً، يشكّل فرصة لا يجب تفويتها»، باعتبار أنّ أي تهدئة - حتى لو كانت لساعات - قد تمثّل مدخلاً لحوار أوسع وأكثر عمقاً. وفي الوقت نفسه، يشير المسؤولون المصريون إلى أنّ «قطر تتعرّض حالياً لنوع من الضغط والتشكيك شبيه بما واجهته القاهرة في مراحل سابقة من الحرب، ما يعكس إعادة إنتاج لأساليب الضغط السياسي في إدارة التفاوض».

وعلى أي حال، يبدو أنّ هناك «تراجعاً عاماً في سقف الطموحات»، سواء من جانب «حماس» أو الوسطاء، وذلك في ظلّ استمرار إسرائيل في رفض تقديم أي تنازلات حقيقية، وإصرار الولايات المتحدة على استخدام «الفيتو» في «مجلس الأمن» لعرقلة أي قرار دولي يدعو إلى وقف الحرب. ومع هذا، فإنّ المقترح الحالي، رغم هشاشته، يَلقى دعماً مبدئياً من القاهرة والدوحة، انطلاقاً من ضرورة استثمار أي فرصة لوقف النار، حتى وإن لم تكن شاملة.

في هذا الوقت، كشف موقع «واللا» العبري أنّ موضوع الصفقة كان حاضراً أثناء محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنتنياهو، أول أمس، إذ وصف الأخير المفاوضات مع إيران بأنها «عديمة الجدوى»، متّهماً طهران بمحاولة كسب الوقت، فيما ردّ ترامب بالقول إنّ مثل هذه التصريحات «لا تساعد»، مؤكّداً أنه لا يزال يعمل على التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيّين، داعياً نتنياهو إلى «إزالة خيار الهجوم على إيران من جدول أعماله والتركيز على إنهاء الحرب في غزة». كما نقلت «القناة 12» عن مصادر مطّلعة أنّ ترامب أبلغ نتنياهو بأنّ «إنهاء الحرب في غزة من شأنه أن يسهم في إنجاح المفاوضات مع إيران»، في حين أشارت «القناة 13» إلى أنّ ترامب عبّر عن انزعاجه من التهديدات الإسرائيلية، معتبراً أنّ العمل يجب أن يتركّز على الحلول الدبلوماسية لا العسكرية.


مقالات عن

غزة