جامعة رفيق الحريري تحتفل بيوبيلها الفضي وتكرم نازك الحريري بدكتوراه فخرية
حل الإعلامي ريكاردو كرم ضيفا على الحفل
احتفلت جامعة رفيق الحريري بيوبيلها الفضي وتخريج دفعة 2025 في قرية المشرف النموذجية، في أجواء مفعمة بالفرح والرمزية، حيث أقيم في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الجامعة، جاء تتويجا لمسيرة تربوية طويلة أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحمل في طياته رسالة وفاء لقيمه ومشروعه التعليمي.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه النشيد الرسمي الجديد للجامعة، الذي أطلق خصيصا للمناسبة، بكلمات الفنان أحمد قعبور وألحان الدكتور أحمد شعبان، وأداء كورال الجامعة، حيث ردد الجميع: "العلم للجميع منارة ونور وحصننا المنيع، في حالك الدهور...".
حضر الحفل نخبة من الشخصيات الوطنية والتربوية والاجتماعية، أبرزهم: السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة، السيدة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، الدكتور علي الصمد ممثلا وزير الثقافة غسان سلامة، النائب أنطوان زهرا ممثلا الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا طوق جعجع، ريتا بولس ممثلة النائب سامي الجميل، محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي وعقيلته الدكتورة فرح تميم مكاوي، العميد فادي الحاج ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي، النقيب فراس طربيه ممثلا المدير العام لأمن الدولة، رئيس بلدية المشرف زاهر عون، السفير نزيه شما ممثلا دولة فلسطين، ورئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني-الصيني علي محمود العبد الله.
كما حضر أعضاء مجلس أمناء الجامعة، مدراء المدارس الشريكة، أهالي الطلاب، وعدد من الشخصيات الكشفية والرياضية والتربوية.
افتتح الحفل نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمود حلبلب، مشيدا ب"الدور الريادي للسيدة نازك رفيق الحريري في تعزيز التعليم، قائلا: "من خلال رؤيتها وخدمتها المتواصلة، تواصل السيدة الحريري حمل رسالة الرئيس الشهيد، مجسدة قيم الرحمة والقيادة والتفاني".
ثم ألقى رئيس الجامعة الدكتور سعيد لادقي كلمة مؤثرة، أشار فيها إلى "إنجازات الجامعة خلال السنوات الماضية"، مشددا على "دورها في إحداث نقلة نوعية في التعليم، وإطلاق مشاريع أكاديمية جديدة، مثل إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج".
وبالمناسبة، كرمت الجامعة السيدة نازك رفيق الحريري بمنحها دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية، تقديرا لمسيرتها في دعم التعليم العالي. وألقت الأخيرة كلمة مسجلة، عبرت فيها عن فخرها بمسيرة الجامعة، مجددة التزامها بمواصلة نهج الرئيس الشهيد، قائلة:
شهيدنا الغالي، يا رفيق العمر، السيدات والسادة الحضور، أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية، بناتنا وأبناؤنا الخريجين".
وأضافت: "يوم التخرج ليس نهاية الطريق، بل بدايته. باسمي وباسم مجلس أمناء جامعة رفيق الحريري، أتوجه إليكم بهذه الكلمة بمشاعر ملؤها المحبة والاعتزاز، في مناسبة تجمع بين تخرجكم من خلال الإنجاز الذي حققه كل فرد منكم، وذكرى مرور خمسة وعشرين عاما على تأسيس هذا الصرح الثقافي العريق الغالي على قلوبنا جميعا كما كان على قلب الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري".
وتابعت:"كنت أتمنى أن أكون بينكم في هذا اليوم المميز لأشارككم فرحكم وفخركم، آملة أن تحمل لكم كلماتي هذه صدق مشاعري رغم بعد المسافة. نحتفل اليوم بموعد متجدد مع الأمل ومع المستقبل. تشقون طريقكم نحو غد واعد إلى معترك الحياة، تتسلمون شعلة العمل والعطاء والإبداع لوطن ضحى الرئيس الشهيد رفيق الحريري مؤسس هذا الصرح العريق الذي كان في طليعة الأهداف التي حققها من أجل إرساء أسس التعليم في لبنان".
وأردفت: "كما تصادف هذه المناسبة مع مرور الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس جامعة رفيق الحريري، الجامعة التي أرادها شهيد الوطن الغالي مساحة مفتوحة لكل شاب وشابة، دون تفرقة أو تمييز، بعيدا عن التجاذبات والاصطفافات السياسية، وحاملة لقيم العدالة وبناء الإنسان. لقد علم الرئيس الشهيد آلاف الطلاب عبر مؤسسة رفيق الحريري التي لي شرف ترؤسها ليكون سلاحهم العلم ولإعداد أجيال تتمتع بالثقافة والمعرفة والمسؤولية. واليوم، أنتم أمناء على قيم النزاهة والاجتهاد واحترام الإنسان، هذه القيم التي أشاد بها رئيسنا وشهيدنا الغالي".
وقالت "وفي هذه المناسبة التي تحمل طابعا خاصا لهذا الصرح الثقافي، أود أن أعبر عن تقديري لانضمام الدكتور سعيد اللادقي لتولي رئاسة الجامعة لاستكمالنا مسيرة ونهج شهيدنا الغالي رفيق عمري ودربي الرئيس رفيق الحريري. وأثمن جهود كل من يعمل إلى جانبه في هذا الصرح، من مختلف الإدارات والهيئات بدءا من مجلس الأمناء إلى القطاع التعليمي والإداري، إلى تشكيل المجلس الاستشاري الدولي الجديد، الذي يجسد هذا التوجه، ويعبر عن التزام راسخ بالتطور والانفتاح، والحرص على ترسيخ المكانة الأكاديمية في لبنان والعالم في خطوة تنسجم مع روح الرؤية التي غرسها شهيد الوطن في هذا الصرح العريق. وأود أن أغتنم هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا لأتقدم بجزيل الشكر لمجلس إدارة جامعة رفيق الحريري لمنحي دكتوراه فخرية. إن الأعمال الإنسانية والاجتماعية والتعليمية أقوم بها بكل فخر واعتزاز، لكن هذه البادرة الكريمة تزيدني عزمًا وقوة لتكملة مسيرة ونهج رفيق عمري ودربي والتي أهديها بدوري لروحه الطاهرة".
وفي الختام، أجدد شكري لإدارة الجامعة، وأتطلع إلى لقاء يجمعني بكم في قلب هذا الصرح العريق، وبين الوجوه التي تجسد الأمل والمستقبل. أستودعكم الله، مع محبتي، ودعائي لكم بالتوفيق والنجاح في ظل لبناننا الحبيب".
وتلا ذلك بث كلمة مسجلة بالصوت للسيدة نازك رفيق الحريري، شكرت فيها إدارة الجامعة، وباركت للخريجين، مجددة التزامها بخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومواصلة مسيرة الأمل والتعليم.
وحل الإعلامي ريكاردو كرم ضيفا على الحفل، وألقى كلمة استعرض فيها "أهمية التعليم في نهضة المجتمعات، موجها تحية خاصة للسيدة نازك"، قائلا: "سيدة لم تغب يوما عن تفاصيل لبنان رغم غيابها الجسدي عنه".
واختتم الحفل بتكريم كرم، وتوزيع جوائز التميز، أبرزها جائزة نازك رفيق الحريري التي منحت للطالب رامي محمود ترومبي. وفي لحظة رمزية، أطلقت بالونات زرقاء في سماء المشرف، مؤذنة بختام الاحتفال على وقع الأمل بغد مشرق".