هي رسائلُ إيران "مسيّراتية" وصاروخية بالستية وفرط صوتية بلغت عمق فلسطين وأحرقت هيبة العدو..
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "NBN" المسائية
إسرائيل ما قبل الثالث عشر من حزيران غير إسرائيل ما بعده.... ليس في الأمر مبالغة عندما يرى المراقبون ذاك الدمارَ الهائل والمباني المتداعية والمتهالكة وجثث القتلى ومشاهد المصابين وعندما يسمعون صافرات الإنذار تصدح ليلَ نهارَ والملايين المتمترسة أمام أبواب الملاجىء وعندما يرصدون حياةً مصابة بالشلل عن بكرة أبيها. فالمطارات - وأهمها بن غوريون - مقفلة واسطول النقل الجوي المدني هُرِّب إلى الخارج فرفضت المعارضة اليونانية تحويل أثينا إلى مرآب لطائرات بنيامين نتنياهو وسياراته.
هي رسائل إيران الصاروخية العابرة كلَّ العوائق والمستقوية على كل الدفاعات الجوية والأرضية والدبلوماسية التي يستنفرها الرعاة في محاولة لتأمين درع واقية لكيان العدو الإسرائيلي. هي رسائلُ "مسيّراتية" وصاروخية بالستية وفرط صوتية بلغت عمق فلسطين وأحرقت هيبة العدو... من تل أبيب الكبرى إلى حيفا والجليل.... كلُّها وأكثر كانت الصواريخُ تنهمر عليها كالألعاب النارية من الليل إلى فجر فدفعت ملايينَ الصهاينة نحو غياهب الملاجىء وحوّلتِ الظلمةَ إلى كتلٍ من لهب.
ولما استفاق رئيس كيان الإحتلال إسحاق هرتزوغ - وهو لم ينم- رَصَدَ بأمّ عينه ذاك الصباحَ الحزينَ والصعبَ للغاية في "بات يام" جنوب تل أبيب. وبيت يام.. نموذجٌ لمناطق كثيرة كانت طُعماً للصواريخ الإيرانية في موجتَيْـها السابعة والثامنة الأمر الذي دفع نتنياهو لزيارتها على عجل من أجل رفع المعنويات ومثله فعل وزير الحرب يسرائيل كاتس.
الموجتان الصاروخيتان أسفرتا عن سقوط اثني عشر قتيلاً وأكثر من ستمئة مصاب ناهيك عن الدمار الهائل الذي طال أحياءً بكاملها والأضرار الكبيرة التي لم تستثنِ منشآت نفطية واقتصادية واستراتيجية من بينها مصفاة حيفا. على أن استهداف بعض هذه المنشآت الحيوية جاء تحديداً رداً على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نفطية إيرانية وقد تواصلت الغارات المعادية وطالت أهدافاً في طهران واصفهان وشيراز.
وعلى إيقاع القنابل والصواريخ ظهرت بوادر حراك سياسي ودبلوماسي لاحتواء الموقف العسكري. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الرئيس القبرصي سينقل رسالة من طهران إلى تل أبيب وقالت أيضاً إن الولايات المتحدة تدفع باتجاه تبادل رسائل تهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني الأمر الذي نفاه المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية. كذلك عرضت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إجراء محادثات نووية مع طهران على ما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية. وكان الإتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي والأميركي قد تمخّض عن إشارات دبلوماسية معبّرة عَكَسَها الرئيس دونالد ترامب بقوله على إثره إنه والرئيس فلاديمير بوتين يشعران بأن الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي مضيفاً أنه في الإمكان التوصل بسهولة إلى اتفاق بينهما وإنهاء الصراع الدموي.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال مع نظيره الإيراني عباس عراقجي استعداد موسكو للمساعدة في تهدئة الوضع. لكن الوزير الإيراني أكد أمام سفراء إلتقاهم رفْضَ بلاده أيَّ اتفاقٍ يمس حقوقها ببرنامج نووي. وأشار إلى أن إسرائيل سعت إلى عرقلة المحادثات النووية مع واشنطن بضرباتها على إيران. والمحادثات النووية كانت مقررةً جولتُها السادسة اليوم في مسقط لكن رياح العدوان الإسرائيلي أطاحت بها.