لبنان نحو التنمية المستدامة :خارطة طريق لمواجهة الفقر
العمل مع الجهات المعنية لتسهيل عودة السوريين الى بلدهم
عُقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بدعوة من رئيسه شارل عربيد لقاء حواري تشاركي مع وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد التي عرضت خلال اللقاء لاستراتيجية عملها في الوزارة ورؤيتها للمرحلة المقبلة، كما جرى نقاش حول الواقع الاجتماعي وتحدياته المختلفة، وعمل المجلس ونشاط لجانه في الشؤون الاجتماعية والإنسانية.
كما تم البحث في مجالات التعاون المشترك بين الوزارة والمجلس، لتحسين فرص التقدم في هذه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في إطار المصلحة العامة.
حضر اللقاء إلى السيد و عربيد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى رئيس لجنة الإقتصاد النيابية النائب فريد البستاني رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر و نائب رئيس المجلس الإقتصادي سعد الدين حميدي صقر و أعضاء المجلس ومهتمون
وقدّمت الوزيرة السيّد، رؤية الوزارة الجديدة للعامين 2025–2026 خلال فعالية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التي ترتكز على تحوّل جذري من نموذج المساعدة إلى نموذج التنمية المستدامة، من خلال تعزيز الحماية الاجتماعية، والإدماج الاقتصادي، وتحديث مؤسسات الوزارة وبُناها. شدّدت الوزيرة على ضرورة إصلاح شبكات الأمان الاجتماعي لتصبح أكثر عدالة وفعالية، وأشارت إلى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق الإدماج الاقتصادي للفئات المهمشة.
كما عرضت أبرز الإصلاحات التي أُطلقت، بما في ذلك رقمنة العمليات، وإعادة هيكلة مراكز الخدمات الاجتماعية، وتعزيز الشفافية. وتضمّنت الرؤية مقاربة قائمة على المناطق لتوجيه التنمية المحلية بحسب أولويات كل منطقة، إلى جانب التزام الوزارة بقيادة استجابة النزوح بالتوازي مع العمل على خطة العودة. واختُتم العرض بالتشديد على أن تمويل الحماية الاجتماعية هو استثمار في رأس المال البشري، وليس عبئاً مالياً، داعيةً إلى تعزيز الإنفاق الاجتماعي ضمن إصلاحات الموازنة العامة.
وقدم عربيد خلال اللقاء مقاربة حول الشأن الإجتماعي الذي يراه أبعد من الحاجات ويرى الفرص التي تجعل من كل مجالٍ من مجالات السياسة الاجتماعية عنصر تكاملٍ في السياسات العامة مشيراً أن المجلس ينظر إلى هذا الملف في تكوينه
نظرة إيمانٍ مؤكد بأن السياسات الاجتماعية الناجحة تشكل مسألةً حيوية في تصحيح النموذج الاقتصادي اللبناني وتصويب المسار الوطني برمّته.
"وهكذا، فإننا نحتوي في هذه المساحة ضجيج الشارع، ومعايشة العمال وأصحاب العمل والمهن لقطاعاتهم، وأفكار المتخصصين والخبراء، ثم ننتج منها مضامين سياساتية يسكنها الصالح العام أولاً وأخيراً. فلا نتعاطى مع الأرقام كمعطياتٍ رياضية باردة، بل كمؤشرات على حرارة الأزمات واكتواء الفئات الأكثر ضعفاً بها، ووميض النور الذي تشعله الأفكار المستعدة لخلق الأمل من قلب شرارات الصعوبات الكثيرة".
وأشار عربيد إلى أنه حين نصوغ الحلول والآراء، نسعى إلى تضمينها من جهة، أصواتَ المصانع، وأنفاس العمال، ورائحة السهول، ونقرات الحواسيب الناقلةِ لمنتجات الفكر والكفاءة، وهواجس العائلات الرازحة تحت همٍ، أو الناظرة إلى أملٍ بالتعليم وحمايةٍ في الصحة، وضمانٍ للمستقبل. ومن جهةٍ ثانية، مصالح الدولة الساعية إلى حجز مكانها وتحسين مكانتها في عالمٍ شديد التنافس، وفي بيئةٍ من الصراع على تحقيق الميز التفاضلية، وفي سياق سباقٍ دائمٍ مع الوقت.
وبالشراكة والتكامل مع جهد الوزيرة السيد المخلص في وزارة الشؤون الاجتماعية، يتطلع عربيد إلى مسارٍ من التعاون في إنضاج الفهم العميق للضرورات الاجتماعية الراهنة، وتحويله إلى زخمٍ مشترك ومستدام، يحقق الحماية والاستنهاض الاجتماعي والتحفيز، بدلاً من تسكين الشكوى والاكتفاء بالمطلب.
ومن خلال هذا الاتجاه، نهتم في أولوية السياسات المتعلقة بالمرأة والطفل والشباب، وأصحاب الهمم الخاصة، كما نتطلع إلى سياساتٍ تتمحور حول الإنسان كقيمةٍ وهدف وطاقة.
ورأى عربيد أننا اليوم أمام لحظةٍ حساسة تضاعفت فيها معدلات الفقر، وتراجعت معها الموارد،، وضعفت فيها ملامح الأمان الاجتماعي، حتى باتت الخدمات الأساسية لجزء كبيرٍ من اللبنانيين امتيازاً خاصاً، في مقابل تحمّل الأغلبية على عاتقهم مهاماً هي من واجبات الدولة.
لكننا متمسكون بتأكيد توفر الإمكانية للنهوض، مع أولوية الاتجاه لتوسيع الطبقة الوسطى من خلال التعليم، والتطوير المهني. "ونرى في ذلك مساراً ليس ببعيدٍ، بل اتجاهاً إجبارياً تجعله التطورات العلمية أقرب".
وبعد انتهاء اللقاء كانت كلمتان للوزيرة حنين السيد و لرئيس المجلس شارل عربيد
عربيد:
اعتبر عربيد في مستهل كلامه أن وزارة الشؤون هي وزارة سيادية أساسية ومهمة و نافعة مشيراً إلى انه في الماضي كان هناك نظرة أخرى لهذه الوزارة " لكن بعد الشرح الذي سمعناه من الوزيرة السيد يجب أن يثق بها كل اللبنانيين و يجب أن يكون لها موازنة أعلى و نحن كمجلس إقتصادي سنضغط لتحسينها"
أضاف عربيد: لفتنا الكثير من المواضيع التي أثيرت في اللقاء أهمها موضوع الفقر و نسبته التي تبلغ 30% مقترحاً أن يكون هناك (حرب ضد الفقر) في لبنان مشدداً على ضرورة تكافل و تضامن اللبنانيين من أجل محاربة الفقر التي لا تكون فقط من خلال المساعدات بل تكون أكثر من خلال التعليم
وأثنى عربيد على مشروع القانون الذي ستقدمه الوزيرة السيد و الذي يقضي بتغيير إسم وزارة الشؤون إلى وزاررة التنمية"من أجل تنمية الإنسان و إعطائه حياة كريمة وسكن مناسب و عمل لائق وهذا الأمر من أول اولوياتنا في المجلس"
ويرى عربيد إذا لم ننظر إلى الشق الإجتماعي في لبنان لن ننجح في تخطي الأزمات مؤكداً ان لا يوجد وضع إجتماعي سليم من دون إقتصاد قوي و لا إقتصاد قوي إذا لم يكن هناك وضع سياسي ثابت وثقة و إستقرار
وأبدى عربيد إستعداده لمساعدة الوزيرة السيد من أجل تطبيق رؤيتها الشاملة التي تستحق دعماً من الحكومة
في موضوع النزوح السوري قال عربيد قاربنا هذا الموضوع في المجلس الإقتصادي و شددنا على ضرورة تنظيم العودة للنازحين ومناقشة هذا الأمر بكل صراحة مع التركيز على الشق الإنساني مشدداً على ضرورة بدء عودة النازحين لأن الظروف تغيرت في المنطقة و لم يعد هناك سبب لبقائهم في لبنان "ويجب أخذ قرار وطني في هذا الموضوع"
من جهتها الوزيرة السيد:
قالت: " اود اولا ان أتوجه بالشكر الى رئيس المجلس الاقتصادي والبيئي شارل عربيد على استضافتي اليوم واحب ان اؤكد ان مشاركتي عن وزارة الشؤون الاجتماعية والتي قريبا سيصبح اسمها وزارة التنمية الاجتماعية او التنمية البشرية هي بهدف تكثيف هذه اللقاءات وهذا الحوار الذي هو ليس فقط للحوار بل هو حديث عن السياسات والبرامج وتفعيلها ورؤية مجددة للوزارة".
وتابعت: " وكما نعلم فإن نسب الفقر في لبنان 33 بالمئة وهي نسبة غير مقبولة. ورؤيتنا هي انه بعد خمس او عشر سنوات يجب ان تصل نسبة الفقر الى صفر، مؤكدة :" لا نريد ان يكون اي مواطن في لبنان محتاجا او لا يمكن للدولة ان تساعده". وأردفت :اليوم لقد عرضت عدة برامج ورؤية مجددة للوزارة والتي تشمل اولا تفعيل العلاقة بين الدولة والمواطن عبر البرامج التي تقدمها وزارة الشؤون وكيف يمكننا ان نعزز ونفعل هذه البرامج إن كانت عبر مراكز الشؤون الاجتماعية المنتشرة في كل المناطق اللبنانية او عبر الشراكة التي تقدمها الوزارة عبر مؤسسات اجتماعية وغيرها.. ".
وأشارت السيد إلى البيان الوزاري تضمن فقرة هامة تتحدث عن الشأن الإجتماعي وتعد الحكومة في هذا الاطار بزيادة الاهتمام والإنفاق في الشأن الاجتماعي "وهذا ما نسعى اليه في تحضير الموازنة الجديدة، وهذا بالطبع يتطلب نموا اقتصاديا وخلق فرص عمل" لافتةً أن "من اولوياتنا تشبيك برامج وزارة الشؤون مع القطاع الخاص ليتم خلق فرص للعمل للمستفيدين من برامج الوزارة"." اما بالنسبة لموضوع النازحين قالت السيد: قد اقرّ مجلس الوزاراء "خطة العودة" وهي اول خطة منذ 2014 والتي تقرّها الحكومة اللبنانية. والمعروف اليوم ان الواقع تغيّر في سوريا وقد اصبح الآن بمقدور الكثير من السوريين الموجودين في لبنان، ان يعودوا الى بلدهم ونحن نعمل مع المجتمع الدولي وطبعا الجهات السورية لنؤمن هذه العودة وسنعقد في الغد لقاءا ومؤتمرا صحافيا مشتركا مع المؤسسات الدولية
والمجتمع الدولي لتمويل هذه العودة والمساعدة في إعادة النازحين في اسرع وقت ".