مؤثرون خليجيون وعرب يروجون للسياحة في بلد الأرز

مؤثرون خليجيون وعرب يروجون للسياحة في بلد الأرز

image

مؤثرون خليجيون وعرب يروجون للسياحة في بلد الأرز
من خلال فيديوهات جميلة مصوَّرة في لبنان

 فيفيان حداد - "الشرق الاوسط"

تفيض مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بفيديوهات مصورة تروّج للسياحة في لبنان. أما أصحابها فهم مؤثرون وبلوغرز عرباً. فبعد أن تم السماح لهم بالسفر إلى لبنان من قبل حكوماتهم، عمدوا إلى تصوير مناطق لبنانية يزورونها. بينهم من جاء من الكويت وعمان والأردن، وآخرون جاءوا من مصر والعراق والإمارات العربية. وتحول هؤلاء إلى نجوم الـ«سوشيال ميديا» يتنافسون على تقديم المحتوى الأفضل للسياحة في لبنان. بينهم من زار مدينة جبيل وجلس في مقاهيها ومطاعمها. وغيرهم قصد مناطق جبلية كبلدة دير القمر يتحدثون عن مناظر طبيعية خلابة فيها. بينما رأى بعضهم في بيروت وتحديداً في مناطق الجميزة والصيفي والحمرا، بأنها تعكس الصورة الأفضل لتمضية أيام الإجازة في لبنان. 

شهرة واسعة يحققها بعض هؤلاء المؤثرين بحيث تم استقبالهم في برامج تلفزيونية لبنانية. ومن بينهم العراقي سالم عقلة المعروف بـ«سالم حول العالم». استضافه الإعلامي زافين قيومجيان في برنامجه «سيرة وكملت» على شاشة «الجديد». وذلك بعد أن لفته بمحتوى يقدمه عن لبنان عنوانه «لا دكتور ولا مستشفيات الحل الوحيد لصحتك ومزاجك هو لبنان. إنه العلاج». يطلّ سالم بفيديوهات من مختلف المناطق اللبنانية. يصور منطقة سيدة لبنان (حريصا) وشاطئ جونية وغيرها. وصار في كل مرة يزور فيها بلداً أجنبياً يقارنه بلبنان، ويردد «لم تر عيني مثل جمال لبنان فهو العلاج الوحيد لكل الأمراض». 

من ناحيته، فإن الإماراتي خالد الخالدي دوّن يومياته في لبنان خلال إجازة أمضاها في ربوعه لستة أيام. خالد الذي حلّ أيضاً في برنامج تلفزيوني لبناني ضيفاً، تحدث عن إعجابه بلبنان. ونشر فيديو يصوره جالساً في مطعم في منطقة جبلية، وعارضاً المازة اللبنانية على أنواعها من حمص بالطحينة والتبولة وقطع البندورة المشوية. ويختمه بالقول: «يا لهوي ولا أطيب من هيك طعام».

أما مواطنه المشهور باسم «فور فان» فهو أيضاً نشر محتوى سياحياً بامتياز عن لبنان، توجه فيه إلى كل من يسأل عن الحالة الأمنية، ليؤكد أن «لبنان ينعم بالأمان زي الورد». ويكمل الفيديو الذي صوَّره من منطقة الجميزة: «المطاعم والمقاهي تشهد ضغطاً كبيراً وأعدادها تزداد يوماً بعد يوم»، وبعدما عبَّر عن تقصيره في زيارة مناطق عدة كمدن صور وجونية وجبيل، أكّد بأنه سيعود إلى ربوع لبنان في موسم الشتاء. ونشر فيديو الوداع على خلفية أغنية فيروز «بحبك يا لبنان». ويتألف من مقتطفات تظهر طبيعة لبنان في بلدات عدة وبينها برمانا. وكذلك تناول فيه مقاطع أخرى لأطباق طعام مشهورة في لبنان، بينها حلويات «الكنافة بالجبن». وعنون هذا المنشور المصور بكلمات مقتضبة «وداعاً لبنان وإلى لقاء قريب». 

أما البلوغر العمانية أسما الشحي فتوقفت في البترون تحكي عن زيارتها لمدينة عريقة من لبنان. ونقلت مشاعرها وهي تستكشف مواقع تصوير مسلسل «بالدم». ومع مؤثرة لبنانية معروفة تدعى ليليان قصدتها في منزلها الجبلي نشرت وقائع يوم طويل أمضته معها، فتناولت الضيافة اللبنانية التي يشتهر بها أهل الجبل، فتذوقت الكرز الجبلي واللوز الأخضر والمربات على أنواعها، وأعجبت بشراب الورد وتعرّفت إلى البسكويت مع راحة الحلقوم من مدينة صيدا. وفي منشور آخر تحدثت مع متابعيها عن أفضل محل عصير «ليمونادة» في البترون (حلمي)، ونشرت فيديو آخر يصور كيفية تحضير وصنع المناقيش على الصاج. ولم تنسَ أن تمرر لقطات عن زيارتها لمواقع مشهورة في بيروت كصخرة الروشة.

بعض المؤثرين العرب حاولوا الترويج للهجة اللبنانية، فراحوا يرددون عبارات «كيفك منيح» أو «بونجور سافا» وغيرها.

بينما اهتم آخرون بمعالم أثرية ومواقع طبيعية في لبنان تشمل الأنهر والجسور والقلاع الأثرية. ونشرت البلوغر الكويتية نور فيديو لزيارتها إلى لبنان. مرت على بلدة دوما البترونية وتجولت في شوارعها القديمة، وذكرت بأن البلدة سمّيت أجمل قرية سياحية في العالم في عام 2023. فزارت أحد بيوت الضيافة، وشلالات «بالوع بلعا» التي تقع بجوارها، واعتبرت أنها أمضت أياماً جميلة في قرية أحجارها تاريخية ومبانيها تراثية.

لم تقتصر هذه الطفرة من الفيديوهات الترويجية للسياحة في لبنان على المؤثرين العرب، فشملت أيضاً زواراً عاديين، بينهم مجموعة رجال من الكويت تطلق على نفسها اسم «العمر ليس إلا عدداً» (Age is but a number)، ونشرت أكثر من فيديو ترويجي يتناول السياحة في بلدة حريصا ومدينة جبيل وشلالات «بالوع بلعا» وأزقة البترون وغيرها، وأرفقوها بمناظر التقطوها في بلدة كفردبيان حيث لا تزال الثلوج تكسو أرضها. وفي لقطات تصورهم يمارسون رياضة الـ«باراغليدينغ» فوق منطقة كازينو لبنان، راحوا يصرخون «حبيبي كوم تو ليبانون».

وأخذ على عاتقه المؤثر الإماراتي محمد النقبي بتعريف متابعيه على أهم المقاهي والمطاعم في بيروت، وإدراجها في لائحة طويلة تضمنت «باتشي كوفي» و«أسواق بيروت» و«زيتونة باي» ومطاعم «ليلى» و«أم شريف» و«سي لاونج». وشدّد على أن جميع هذه المحلات والأماكن التي زارها يمكن أن يقصدها الشخص من دون استخدام السيارة لقربها من بعضها.