نظام إيراني ديموقراطي... "قنبلة الخليج" التي ستغيّر قواعد المسار الإبراهيمي؟...

نظام إيراني ديموقراطي... "قنبلة الخليج" التي ستغيّر قواعد المسار الإبراهيمي؟...

image

نظام إيراني ديموقراطي... "قنبلة الخليج" التي ستغيّر قواعد المسار الإبراهيمي؟...

درباس: حتى ولو اتّفقت إيران مع إسرائيل فحلّ الدولتَيْن بات قضية مطروحة ضمن المجتمع الدولي

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل يرغب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فعلاً بالتدخّل العسكري المباشر، لحسم الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران؟

الجواب ليس سهلاً، لا سيما عندما تشكل "كنوز" الرئيس الأميركي، ومن بينها تريليوناته الخليجية، محرّكاً أساسياً لقراراته الاستراتيجية، تحت شعار "أميركا أولاً"، الذي قد يجعل أميركا - ترامب مقسّمة بين عدد من الآراء والتمنيات والاحتمالات.

 

ديموقراطي؟

فحتى ولو كانت هناك مكانة خاصة لتل أبيب في الداخل الأميركي، إلا أن الدول الخليجية لها كلمتها على "كنوز" ترامب، العائلية والأميركية على حدّ سواء. فيما يؤكد مراقبون أن الإبقاء على نظام إيراني هشّ، وخارج من حرب غير حاسمة مع إسرائيل بضعف شديد، يشكل مصلحة رئيسية لدول الخليج العربية، أكثر من نظام إيراني جديد، يافع وقوي، ديموقراطي وحرّ، ينبثق من الحرب، ويجهد في تحديث إيران، وفي نقلها من عصر الى آخر.

 

لمن سيستمع؟

وبالتالي، نظام ديموقراطي إيراني، يحيّد نفسه عن القضايا العربية، وعن كل العناوين العقائدية التي حكم نظام "مرشد الجمهورية" من خلالها، ويكون قابلاً لإبرام سلام مع إسرائيل بشكل أسرع من السعودية، ومن دون أي شروط مرتبطة بحلّ الدولتَيْن، وبإقامة دولة فلسطينية، قد يشكل المنافسة الأكبر لكل المصالح العربية والخليجية، وقد يرفع حظوظه في الإمساك بمنطقة الخليج كلّه من جديد. وهذا سيكون بمثابة قنبلة إيرانية جديدة، أشدّ خطورة من قنبلة نووية، لأنه سيخفّض أثمان السلام السعودي مع إسرائيل بنِسَب لا يُستهان بها، وسيضع "المسار الإبراهيمي" كلّه على طاولة المراجعة.

فالى من سيستمع ترامب في النهاية؟ ومصلحة من ستكون الأهمّ بالنسبة إليه، في تلك الحالة؟ وهل يمضي رئيس "أميركا أولاً" بسياسة خليجية، قد تفضّل إغراق واستنزاف إسرائيل بالوحول الإيرانية، وبإبقاء النظام الإيراني الحالي في الحكم، بعدما بات أكثر ضعفاً، وأكثر حاجة لكل أنواع الدعم بعد الحرب؟

 

وقت...

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "هناك أسئلة كثيرة تُطرَح الآن داخل غرف رسم السياسات. ولكن الحرب ستستغرق وقتاً أكثر، وستشهد خسائر أكبر، وهي كلّما اشتدّت، سيُصاب النظام الإيراني بضعف أشدّ. وهذا الضعف لن يجعله ينهار فجأة، بل وفق تفاعلات ستحتاج الى وقت".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الخسائر التي أصابت النظام الإيراني مؤخراً هائلة، خصوصاً من ناحية الهيبة، وهشاشة خطابه السياسي وأفكارة المطروحة، ونشر الثورة الإسلامية في المحيط. فهذا تمّ سابقاً على حساب إفقار الشعب الإيراني وقمعه وقهره، والحصار، والفساد الكبير، واحتكار الثروة. وعندما تنتهي الحرب، وتبدأ آثارها بالظهور، سيتفرّج العالم كلّه على شوارع طهران وإيران عموماً، ممتلئة بالمظاهرات والاحتجاجات، وهو ما سيجعل النظام يهتزّ".

 

حلّ الدولتَيْن؟

ولفت درباس الى أن "الأنظمة الشمولية عاجزة دائماً عن ترميم نفسها، وعن تكييف ذاتها مع المتغيرات، وعن استيعاب الصدمات. ولذلك، فإن النظام الإيراني قد يسقط بعد مرور وقت معيّن".

وأضاف:"حتى ولو اتّفقت إيران بعد تغيُّر نظامها مع إسرائيل، وتبادلتا الاعتراف، ورفعتا الأعلام، فإن حلّ الدولتَيْن بات قضية مطروحة بقوة ضمن المجتمع الدولي كلّه، وهي مدعومة بنحو 7 ملايين فلسطيني لا يزالون موجودين تحت الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب الملايين المنتشرين في الخارج. فالقضية الفلسطينية ضُرِبَت بأرضها، ولكنها انتشرت في العالم، وهي تتمتّع بنخب موجودة بكل مكان في الخارج، ولا تزال مؤمنة بقضيتها. هذا فضلاً عن أن ثروة النفط العربي لن تكون صندوقاً يمكن لترامب، أو لغيره ممّن يريدون أن يمارسوا الابتزاز، أن يستعملوها غبّ الطلب، خصوصاً أن الدول العربية النفطية تفكر بكيفية الخروج من موارد النفط الى موارد أخرى، وهي تنجح في ذلك الى حدّ بعيد".

وختم:"مشكلة النظام الإيراني الحالي، هي في أنه مُشابه تماماً لكل الأنظمة التي تغلب عليها الأهواء، والتي تضع الاحتمالات وفقاً لمصالحها، وتقدم توقعات مزيفة، تخدع نفسها وشعبها بها، بالدرجة الأولى. ووسط كل ما يجري، أكثر ما نحن بحاجة إليه الآن في لبنان، هو التمتّع بأقصى درجات الانتباه والتبصّر، ومحاولة تلافي العاصفة، وعدم فتح نوافذنا لها".