بعد الحياد .... هل يضمن موقف لبنان دعماً دولياً ومساعدات؟

بعد الحياد .... هل يضمن موقف لبنان دعماً دولياً ومساعدات؟

image

بعد الحياد .... هل يضمن موقف لبنان دعماً دولياً ومساعدات؟ 
نزع السلاح ما زال مسألة أساسية وحيوية لدى المجتمع الدولي وتحديداً واشنطن


وجدي العريضي -  "النهار"

خلال الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، كان حياد لبنان موقفا جامعاً من الرؤساء الثلاثة لمرة نادرة، لأن لبنان كان في كل الحروب والأزمات ينحاز إلى هذا المحور أو ذاك، وكانت الحروب تتوالى وسط معسكرات من القوى السياسية الداخلية مع هذه الجهة وتلك.
بعد موقف الحياد الأخير، بمَ استفاد لبنان؟ وهل يسيّل هذا الموقف من خلال الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما منها الخليجية والمجتمع الدولي، فيكون هناك مؤتمر للدول المانحة وانطلاق لمسيرة الإنماء والاعمار بعد وقف النار بين إسرائيل وإيران؟
والحال أن عدم انخراط "حزب الله" في الحرب على طريقة المساندة والمشاغلة بعد عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين "حماس" وإسرائيل، إنما جاء بفعل الضغوط الداخلية والخارجية وعدم قدرة الحزب على المواجهة، وخصوصا أن مسيرة الإنماء والإعمار لم تنطلق ربطاً بضرورة تسليم سلاحه، أي أنه كان محشوراً وليس لديه القوة والقدرة على الدخول في الحرب، وإن كان سقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم عالياً، بمعنى أنه استجاب "مكرها". فهل يلقى الموقف اللبناني الرسمي آذاناً مصغية واستجابة لدعمه؟ وهل يصرف كما هو مأمول منه؟

السفير اللبناني السابق في واشنطن أنطوان شديد يقول لـ"النهار": "لا شك في أن موقف لبنان الحيادي أو النأي بالنفس كان مسألة جيدة جداً وسيلقى دعماً من المجتمع الدولي، ولكن إذا عدنا إلى ما قبل هذه الحرب، فذلك لا يعفينا من حصرية السلاح في يد السلطة المركزية، أي الجيش اللبناني، وسنعود إلى النغمة نفسه، تسليم السلاح. حتى وإن كان هناك موقف حيادي للبنان في الحرب التي حصلت، فذلك لا يعني أن المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية تخليا عن مطلب نزع سلاح "حزب الله" ليكون في متناول الدولة اللبنانية".
ويضيف: "دخلنا في العصر الأميركي من خلال ما جرى، أي أن ترامب لعبها بذكاء، فكان كل شيء مدروساً بعناية فائقة".
أما بالنسبة إلى لبنان وموقفه الحيادي، فهل يحظى ذلك بانطلاق ورشة الإعمار أو مؤتمر الدول المانحة وإعادة بناء ما هدمه العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي؟ يجيب شديد: "كل ذلك مرتبط بالسلاح. لم يتبدل شيء قبل هذه الحرب وبعدها، فموضوع نزع السلاح ما زال مسألة أساسية وحيوية لدى المجتمع الدولي وتحديداً عند واشنطن، وإذذاك تنقلب الأمور رأساً على عقب. لكننا سنعيش تداعيات هذه الحرب على كل المستويات التفاوضية السياسية وسواها في المرحلة المقبلة، وثمة تحولات كبيرة نتيجة لذلك. بالنسبة إلى لبنان، موقف الحياد يبنى عليه في محطات كثيرة، أما المسائل الأخرى فما زالت مطروحة على الطاولة، وهذا لا يعفينا من التزاماتنا أمام المجتمع الدولي وتحديداً القرار 1701. لقد نجح لبنان في النأي بالنفس، ويبقى ما كان مطروحاً قبل هذه الحرب قائماً".