الجنوب في "فم إسرائيل" فهل يشمله وقف الحرب؟
كلام لـ جنبلاط مفاده أن الأمور في لبنان والمنطقة ستصل إلى نهاياتها قبل حلول 2026
رضوان عقيل - "النهار"
ترك وقف النار بين إسرائيل وإيران بـ"أمر أميركي" مساحة من الاطمئنان في المنطقة، مع ترقب ارتداداته الإيجابية على لبنان.
لا توحي المعطيات الميدانية حتى اليوم أن وقف النار سيشمل الجنوب، بدليل تنفيذ إسرائيل جملة غارات في أكثر من نقطة فيه تحسبا لإطلاق صواريخ منه في اتجاه إسرائيل. ولم يكن إقدام إسرائيل على استهداف الصرّاف هيثم بكري ونجليه في كفردجال (النبطية) إلا إثباتا لاستمرارها في ملاحقة كل من يمتّ إلى الحزب، وعدم الاكتفاء بمطاردة جناحه العسكري.
أين لبنان؟
لا يبدو أن وقف النار سيطبق على الجنوب، حيث لا يمكن أي مسؤول لبناني ولا "حزب الله" إثبات هذا الأمر وتطبيقه على الأرض، فيما تزداد الأسئلة التي تلاحق الحزب وما إذا بقيت إيران قادرة على التعاون معه، على غرار ما قبل الحرب. ولا يعني هذا الكلام أنهما سيقدمان على نزع حبل السرّة بينهما.
أثبتت إسرائيل أنها تقدمت بالنقاط بعد تمكنها من قتل علماء نوويين وكبار الأمنيين في غرف نومهم، أي أنها قادرة على التحكم في سماء لبنان وأرضه. ولذلك يبقى خطر ضمها الجنوب إلى "إسرائيل الكبرى" في إطار الحسبان ما لم يتدخل ترامب، إذ يجري التعويل على ما أبلغه موفده السفير توماس برّاك إلى الرئيس نبيه بري، في وقت كان يتمنى كثيرون من الدائرين في فلك واشنطن التخلص من الامام خامنئي واستثمار هذا التحول في لبنان "حيث ذهب هؤلاء بعيدا في أحلامهم وصولا إلى إسقاط نتائجها على دوائرهم الانتخابية في جبل لبنان وغيره"، وإيصال وجوه شيعية معارضة إلى البرلمان من خارج "الثنائي".
وفي خضم كل هذه التحديات، ستزداد الضغوط على الحزب وسلاحه، مع التوقف عند كلام لوليد جنبلاط مفاده أن الأمور في لبنان والمنطقة ستصل إلى نهاياتها قبل حلول 2026.
ولا شك في أن كثيرين كانوا يتمنون "تأديب الشيعة" في لبنان ليظهر أن الأميركيين ليسوا في هذا الوارد، ولو أنهم لن يتراجعوا عن تكبيل الحزب وشلّ قدراته العسكرية.
وبالعودة الى اتفاق وقف النار وتسييل حسابات الربح والخسارة مِن حرب الأيام الـ12، فقد أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالفعل أنه سيد اللعبة في العالم والمتحكّم في الكرة الأرضية.
وظهر بنيامين نتنياهو في موقع المنتصر أيضا، رغم كل ما تعرضت له إسرائيل من أثقال الصواريخ الإيرانية وكوابيسها، ولكن يكفيه القول إنه تم تعطيل المشروع النووي الإيراني إن لم يكن القضاء عليه. وتمكنت إيران في المقابل من رد الاعتبار إلى كرامة شعبها ونظامها، مثبتتة أنها تبقى قوة أساسية في المنطقة، وحافظت على بقاء قيادتها واستمرار الإمام علي خامنئي على رأس السلطة، بعدما عوّل كثيرون على إسقاطها، ومن بينهم جهات لبنانية كانت تنتظر هذا اليوم.
وبرز على مسرح أحداث الحرب الأخيرة اسم وزير خارجية إيران عباس عراقجي مهندس ديبلوماسية بلاده، والذي لم يقطع خطه الساخنة مع أبرز مساعدي ترامب ستيف ويتكوف، علما أن لبنان ينتظر ليرى إذا كان "اتفاقهما" سيشمله!