القائم بأعمال السفارة الايرانية التقى وفد مخاتير بيروت مهنئا: إنتصار لجبهة المقاومة ككل

القائم بأعمال السفارة الايرانية التقى وفد مخاتير بيروت مهنئا: إنتصار لجبهة المقاومة ككل

image

من خلال هذا الإنتصار المزلزل أعادت الجمهورية الإسلامية تثبيت معادلتها الردعية وترسيخها

استقبل القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية توفيق صمدي، وفداً من مخاتير منطقة بيروت، حضر متضامناً ومباركاً بـ"الإنتصار الكبير الذي حققته الجمهورية الإسلامية على الكيان الصهيوني".

صمدي

في مستهل اللقاء، ألقى صمدي كلمة جاء فيها: "في هذه الأيام التي تكتب فيها المنطقة فصلًا جديدًا من فصول إنتصاراتها المدوّية على المشروع الصهيوني، يسعدنا أن نستقبلكم في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أنتم الذين تمثلون وجهًا من وجوه بيروت، هذه العاصمة الأبية وضاحيتها المعطاءة التي كانت وما تزال في مقدمة الاحضان الشعبية للمقاومة. إن حضوركم اليوم لتقديم التهاني للجمهورية الإسلامية على النصر الذي تحقق في المواجهة الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، مبادرة طيبة نجلّها ونقدرها عالياً".

أضاف: "قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون}. وفي آية أخرى، يحدد الله عزّ وجلّ شروط هذا النصر بقوله: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}. فالنصر الإلهي في منطق القرآن ليس وعدًا مجانيًا، بل مشروط بالإيمان، والصبر، والاستعداد للتضحية، والتمسك بالحق، والعمل في سبيله وما تحقق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حرب الإثني عشر يوماً من إنتصار إلهي على العدوان الإسرائيلي، لم يكن ليتم لولا توفر تلك الشروط الإلهية بين أبناء شعبنا العظيم: القيادة الحكيمة المتوكلة على الله، والشعب الملتف حول مبادئ ثورته، والقوات المسلحة الشجاعة المصمّمة على الدفاع عن بلدها، والأمّة المستعدة لتقديم الغالي والنفيس من أجل عزّتها وكرامتها واستقلالها".

وتابع: "ومن خلال هذا الإنتصار المزلزل، أعادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تثبيت معادلتها الردعية وترسيخها: وهي أن إيران، بالرغم من الحصار والضغوط والعقوبات، لديها من الشجاعة والعلم والقدرة ما يكفي لكسر غطرسة المعتدين وتمريغ أنوفهم بالتراب وردهم إلى جحورهم خائبين. كما أثبتت المواجهة الأخيرة أن الغدة الإسرائيلية السرطانية المزروعة في جسد الأمة، ليست إلا كما قال عنها شهيدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله، أوهن من بيت العنكبوت، كيان هشّ قائم على الدعم الخارجي، وأنه لولا الرعاية الأميركية المباشرة – عسكريًا واستخباراتيًا وماليًا وبشتى أصناف الدعم– لما استطاع هذا الكيان الصمود ساعة واحدة أمام إرادة الشعوب. وقد شاهدتم جميعاً، مشاهد الدمار الواسع في قلب الكيان الإسرائيلي جراء الضربات الإيرانية، وهي مشاهد غير مسبوقة في تاريخ الكيان الذي دائماً ما كان يبني استراتيجيته على خوض الحروب في أراضي الغير".   

وشدد صمدي على أن "هذا الإنتصار المحقق ليس إنتصاراً لإيران فحسب، بل هو إنتصار لجبهة المقاومة ككل، ولجميع المقاومين في إيران ولبنان وفلسطين واليمن والعراق وسائر ساحات الجهاد ضد الصهاينة والمستكبرين.  فأصل هذه المعركة، في جوهرها، ليس فقط بين كيان محتل عدواني بكينونته وطبيعته، ودولة مستقلة آلت على نفسها دعم المستضعفين والمظلومين في العالم، بل هي صراع بين مشروعين: مشروع الهيمنة الأميركية ـ الصهيونية، الذي يريد إبقاء منطقتنا خاضعة، ممزقة، منهوبة القرار، ومشروع المقاومة والاستقلال والكرامة، الذي تقوده شعوب المنطقة الحرة، وفي طليعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب حلفائها الطبيعيين في جبهة المقاومة. إنها مواجهة مستمرة، تتخذ أشكالاً متعددة، وجولات متعاقبة، وهي وفق ما نؤمن به، لن تنتهي إلا بظهور من وعد الله به عباده المستضعفين: الإمام المهدي المنتظر الذي سيقود معركة الخلاص الحاسمة ضد الجور والطغيان".

شديد

وتحدث مسؤول ملف المخاتير في منطقة بيروت نادر شديد فقال: "في هذا الزمن المقلوب، حيث تتحكم قوى الاستكبار في لغة "الشرعية الدولية"، ويُجزّأ الحق وتُخرَس الأصوات الحرة، يظهر التحيّز السافر في أوضح صوره، ويبرز في تعامل المجتمع الدولي مع الجمهورية الإسلامية في إيران نموذجًا صارخًا لهذا الظلم المنظّم. فإيران التي تسعى لامتلاك التكنولوجيا النووية لأغراضٍ سلمية، تُلاحق وتُدان وتُفرض عليها العقوبات، وتُصوَّر كأنها خطر على البشرية، فقط لأنها اختارت أن تكون حرّة، سيّدة، مستقلة، وصاحبة قرار. في المقابل، الكيان الصهيوني، الغاصب، يمتلك سلاحًا نوويًا غير خاضع لأي رقابة، ويملك صواريخ باليستية وطائرات قاتلة، يستخدمها بشكل يومي لقتل الأبرياء وارتكاب المجازر، ومع ذلك لا يُحاسَب ولا يُدان، بل يُدافع عنه ويُغطى بكل وقاحة".

وأضاف: "إذا كانت إيران تُهاجَم لأنها طوّرت صواريخ دفاعية تحمي بها أرضها وشعبها، فلماذا لا يُسأل عن آلاف الصواريخ التي تنهمر على رؤوس المدنيين في غزة ولبنان وسوريا واليمن؟ لماذا يُمنع الأحرار من امتلاك وسائل الردع، بينما يُسمح للجلاد أن يسرح ويمرح في دماء الأبرياء؟ هذا التحيّز ليس مجرّد ازدواجية معايير، إنه شهادة وفاة للعدالة الدولية، وفضيحة أخلاقية وإنسانية أمام شعوب العالم".

واعتبر "أنهم واهمون، لن تَمنعَنا العقوبات، ولن تُرهِبَنا قوائم الإرهاب، وسيبقى سلاح المقاومة هو أمل الأمة، وسيظلّ القادة الأحرار، وفي مقدّمتهم سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، مناراتٍ للعزة والإباء، رغم أنف الحاقدين. ومع سماحة الشهيد الأقدس، الحيّ بيننا، السيد حسن نصر الله (قدس سره)، هذا القائد الذي وهب عمره ودمه في سبيل هذه القضية، سنمضي في درب العزة، ولن نتراجع، حتى يتحقق وعد الله بالنصر، وتُمحى دولة الباطل من الوجود". 

سليم

كما كانت كلمة للمختار حسن سليم قال فيها: "بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ، نتقدّمُ بأسمى آياتِ التبريكِ والدعمِ للصمودِ الأسطوري الذي سطَّرَتْهُ قوى المقاومة في مواجهةِ التحدياتِ الكبرى، مجسدينَ أروعَ معاني الثبات والإيمانِ بالقضيةِ. ولا يسعُنا في هذا المقامِ إلا أن نشيدَ بالدورِ المحوريِّ الذي يضطلعُ به الولي الفقيه، سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، الذي أثبتَ بحكمتِهِ وقيادتِهِ الرساليةِ قدرةً فائقةً على توجيهِ الأمةِ الإسلاميةِ في أحلكِ الظروفِ، مستلهماً من نهجِ الإمامِ الخمينيِّ روحَ الثورةِ، ومنطلقاً من مسؤوليةٍ شرعيةٍ وتاريخيةٍ في حفظ الكرامةِ والسيادةِ".

وأضاف: "لقد برهنت الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ، بفضلِ قيادتِها السياسيةِ والعسكريةِ الرشيدةِ، على أنها قلعةٌ راسخةٌ في وجهِ الاستكبارِ العالمي، وأنها حاضنةٌ للمستضعفينَ، وداعمةٌ حقيقيةٌ لمحورِ المقاومة. فكان لدورِها السياسيِّ والرسالِيِّ، ولقراراتِها الإستراتيجيةِ، بالغُ الأثرِ في تحقيقِ التوازنِ الإقليمِيِّ ومجابهَةِ مشاريعِ الهيمنَةِ".

وتابع: "نسألُ اللهَ أن يحفظَ إيرانَ الإسلاميةَ وشعبَها الأبِيَّ، وأن يسدِّدَ خطى قائدِها المفدى، وأن يثَبِّتَ أقدامَ المجاهدينَ في كل الساحاتِ".