الموساد يفعّل خطة الاغتيالات من دون أمد... تعطيل الآلية الإيرانية لتمويل "حزب الله"
تهريب الأموال واستباحة بعض مرافق السيادة المالية أوقع الدولة اللبنانية في حالة حرج
رولان خاطر - النهار
يواصل جهاز الموساد، اليد الخارجية لإسرائيل، باستهداف البنى التحتية المالية لـ"حزب الله" وضرب كل القنوات التي تُسرّب منها الأموال من إيران إلى وكلائها في الشرق الأوسط.
هيثم عبد الله بكري، اسمٌ لبناني جديد يُشطب من اللائحة السوداء للموساد الإسرائيلي.
هو رئيس شبكة "الصادق" للصرافة في جنوب لبنان التي تُستخدم كبنية تحتية لتخزين وتحويل الأموال بهدف تمويل أنشطة "حزب الله" بتوجيهٍ من فيلق القدس الإيراني. وتُوظف هذه الأموال لأغراض عسكرية وتشغيلية، منها شراء الأسلحة، دفع الرواتب، وتمويل العمليات العسكرية والأمنية.
ولعب بكري دوراً محورياً في العمليات المالية لحزب الله، إذ كان بمثابة قناة لنقل الأموال من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
بكري اغتيل مع نجليه بطائرات سلاح الجو لكن بتوجيه استخباراتي دقيق في منطقة كفردجّال في قضاء النبطية. يملك محلاً للصيرفة في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت. وسبق اغتياله في نيسان 2024 اغتيال الصرّاف محمد إبراهيم سرور في بيت مري من قبل الموساد كما قيل.
خطة الاغتيال استهدفت أيضاً القائد في الحرس الثوري بهنام شهرياري، الذي كان يدير تحويل مئات الملايين من الدولارات سنوياً إلى أذرع إيران بما فيها "حزب الله"، عبر تسويات بين مكاتب صرافة في تركيا والعراق وبلدان أخرى وشبكات لبنانية.
ويُشكل إزاحة بكري وشهرياري من اللائحة السوداء ضربة مهمة لمسارات تمويل إيران لـ"حزب الله".
خطة إسرائيل في اغتيال ممولي "الحزب"، بحسب المعلومات، تم تفعيلها من دون أمد واضح لنهايتها، وتنشط بالتوازي مع العقوبات التي يفرضها الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لتعطيل البنية التحتية المالية لإيران و"حزب الله" عبر عقوبات الخزانة الأميركية التي تستهدف متمولين إيرانيين وكيانات وآخرين لبنانيين، وقد لا يكون آخرُهم، معين دقيق عاملي، جهاد عالمي، فادي نعمة، إبراهيم علي ظاهر، حسن عبدالله نعمة، وهؤلاء يقدمون خدمات مالية لحزب الله. هذا بالإضافة إلى محاولات الحد من قدرة استخدام الـ"فيزا" و"ماستركارد" لتأمين الدولار من قبل الميليشيات الإيرانية في العراق.
مسألة تهريب الأموال إلى "حزب الله" واستباحة بعض مرافق السيادة المالية والمؤسساتية للبنان، أوقع أيضاً الدولة اللبنانية في حالة حرج مع المجتمع الدولي، ما دفع الإدارة اللبنانية إلى فرض تفتيش دقيق على الرحلات الآتية من العراق إلى لبنان لمنع وصول الأموال من إيران إلى حزب الله عبر وكلائها في العراق، ولاحقاً إلى توقف الرحلات الجوية بين لبنان وإيران بعدما تبيّن نشاط المُفاعل المالي بين إيران و"حزب الله".
استراتيجية الحوالات تم تفعليها بعد انهيار قنوات التمويل في سوريا، وقطع الطرق البرية عبر سوريا عقب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وضبط نقل الأموال عبر المصارف اللبنانية، واستهداف القرض الحسن.
أما كيفية عمل هذا النظام، فتتم عملية النقل عبر نظام الحوالة، المعروف عالمياً بفعاليته في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. فيقوم فيلق القدس بتحويل الأموال إلى شبكات صرافة في الشرق الأوسط، ويتم تعويض هذه الأموال لاحقاً عبر صرافات في لبنان. وهذا يعني أن نقطة الارتكاز إيران، وتنقل منها الأموال إلى كل من تركيا والعراق ودول أخرى، ومنها إلى لبنان.
في بيروت، سرب الجيش الإسرائيلي أسماء عدد من محال الصرافة التي تعمل مالياً مع "حزب الله"، منها صرافة رامز مكتف. صرافة يارا. صرافة الإنصاف. صرافة حسن عياش. صرافة مليحة وصرافة الصادق.
وكان حزب الله أوقف دفع تعويضات الحرب عبر هيئته المالية إلى جمعية القرض الحسن، في ظل تزايد الضغوط المالية التي يواجهها وسط تشديد الرقابة وانقطاع التمويل من إيران.
بالموازاة، تحولت شركات الصرافة مؤخراً مع الأزمة المالية في لبنان المتنفس الوحيد للبنانيين لتحويل العملات من الداخل والخارج، واستغلالها من قبل "حزب الله" يعرّض اللبنانيين لخطر زيادة الحصار المالي، ويعطل فرص التعافي الاقتصادي، ما لم تتخذ الدولة اللبنانية إجراءات حازمة في هذا السياق على المؤسسات المالية الناقلة للأموال.