حزيران 2025 الأكثر حراً على الإطلاق في اليابان...
فرنسا تتأهّب و"سحابة لولبية" في البرتغال
سجّلت اليابان شهر حزيران/يونيو الأكثر حرا على الإطلاق، بحسب ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الثلاثاء، في وقت يتسبّب تغيّر المناخ بموجات حر تضرب العالم.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن "المعدل الشهري لدرجة الحرارة في اليابان في حزيران/يونيو كان الأعلى للشهر منذ بدأ تدوين البيانات عام 1898".
حالة تأهب قصوى في فرنسا
في فرنسا، أُعلنت حالة التأهب القصوى تحسّبا لارتفاع درجات الحرارة الثلاثاء في باريس حيث أُغلق القسم العلوي من برج إيفل وحُظرت وسائل النقل المسببة للتلوّث فيما فرضت قيود على السرعة في ظل موجة الحر التي تضرب أوروبا.
وترزح بلدان المتوسط انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية مرورا بفرنسا وإيطاليا ووصولا إلى البلقان واليونان تحت وطأة موجة الحر منذ أيام، ما استدعى إصدار تحذيرات صحية وتنبيهات من ازدياد خطر حرائق الغابات.
ويفيد علماء بأن التغيّر المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية يجعل من موجات الحر هذه أحداثا أكثر حدّة وتواترا وانتشارا.
ويتوقع أن تبلغ درجات الحرارة في فرنسا ذروتها الثلاثاء، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، إذ صدر تحذير من الحر الشديد في 16 إقليما في أنحاء البلاد.
وأُعلنت ثاني أعلى درجات التأهّب في 68 إقليما آخر.
وتوقعت هيئة الأرصاد الفرنسية أن تكون درجات الحرارة الدنيا مرتفعة للغاية لتتراوح ما بين 20 و24 درجة مئوية "أو أعلى بقليل في بعض المناطق المحددة وأن تصل درجات الحرارة العليا إلى ما بين 36 و40 درجة مئوية مع بلوغها أحيانا ذروة عند 41 درجة مئوية".
وأعلن المسؤولون عن إدارة برج إيفل إغلاق قمة المعلم البالغ طوله 330 مترا عند الساعة 11,00 ت غ الاثنين وقالوا إنها ستبقى مغلقة الثلاثاء والأربعاء "بسبب موجة الحر الحالية".
وبينما أبقوا الطابقين الأول والثاني مفتوحين، دعوا الزوار إلى وقاية أنفسهم من الشمس وتجنّب الجفاف، مشيرين إلى وجود "نوافير مياه في الممرات المؤدية إلى ساحته".
وعبر منطقة إيل دو فرانس التي تشمل باريس، أعلنت الشرطة حظر حركة سير جميع المركبات باستثناء تلك التي تعد أقل تسببا بالتلوث اعتبارا من الساعة 03,30 ت غ حتى الساعة 22,00 ت غ بسبب مستويات تلوث الأوزون المرتفعة.
وتم تحديد السرعة عند 20 كيلومترا في الساعة في بعض المناطق.
وعلى مستوى البلاد، تفيد الحكومة بأنها تتوقع بأن يتم إغلاق حوالى 1350 مدرسة جزئيا أو بالكامل، وهو ضعف العدد الذي أغلق الاثنين إذ اشتكى المدرّسون من أن الصفوف الدراسية شديدة الحر والتي تفتقر إلى التهوية تؤثر صحيا على الطلبة.
وصدرت تحذيرات على وجه الخصوص للأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
كما أعلنت "الشركة الوطنية للسكك الحديد" الفرنسية صباح الثلاثاء تعليق حركة القطارات بين باريس وميلانو "لعدة أيام على الأقل" بعد العواصف الرعدية العنيفة التي وقعت الإثنين في منطقة سافوا، مشيرة إلى أنه في حال وقوع أضرار على السكك الحديد سيتم تمديد فترة التوقف.
وقال عالم الأبحاث لدى "المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي وقسم الأرصاد الجوية في جامعة ريدنغ" غرب لندن أكشاي ديوراس إن "موجات الحر قاتلة.. علينا التعامل مع الحر الشديد بنفس درجة الجدية التي نتعامل فيها مع العواصف الخطيرة".
سحابة لولبية
وستشهد البرتغال بعض التحسن الثلاثاء بعد يومين على إعلان درجة التأهب القصوى في عدة مناطق بينها لشبونة مع تحذيرات بأنه سيتم خفضها إلى ثاني أقصى درجة في جميع المناطق الداخلية باستثناء ثمان.
لكن ما زال من المتوقع أن تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية في مدينة كاستل برانكو (وسط) وباجة وإيفورا في الجنوب فيما ستسجّل العاصمة 34 درجة مئوية.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن الأشخاص الذي يرتادون الشواطئ في شمال ووسط البرتغال رأوا على الأغلب "سحابة لولبية" نادرة من نوعها عند الساحل الاثنين.
وأظهرت صور تمّت مشاركتها على الشبكات الاجتماعية سحابة أفقية ضخمة تتجّه من الأفق نحو الشاطئ مصحوبة برياح عاتية لدى وصولها إلى البر.
وقال أحد الأشخاص الذين كانوا على الشاطئ لشبكة "زاب" الإعلامية "الرياح والظلام الذي حل في المكان كان مخيفا" لدى وصول السحابة. وأضاف "كان الأمر غريبا جدا . بدأنا جميعنا نلملم أمتعتنا ونهرع.. بدا وكأنه تسونامي".
ويتوقع أن تسجّل إسبانيا درجات حرارة تتراوح ما بين أواخر الثلاثينات ومنتصف الأربعينات بعدما وصلت إلى 46 درجة مئوية في الجنوب، في معدل قياسي جديد لحزيران/يونيو، بحسب هيئة الأرصاد الوطنية.
وأعلنت حالة التأهب القصوى في 18 مدينة إيطالية في الأيام المقبلة بينها روما وميلانو وفيرونا وبروجة وباليرمو، كما في منطقة البحر الأدرياتيكي على ساحل كرواتيا ومونتينيغرو.
وشهدت إيطاليا فيضانات الاثنين في منطقة بيمنته ناجمة عن الأمطار الغزيرة، أودت بحياة رجل يبلغ من العمر 70 عاما.
وقال رئيس الإقليم ألبيرتو سيريو على وسائل التواصل الاجتماعي "نواجه حالات طارئة بشكل متزايد جراء أحوال الطقس التي كنا نسميها في الماضي استثنائية لكنها باتت الآن أكثر تكرارا".
وسجّل البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة قياسية لحزيران/يونيو بلغت 26,01 درجة مئوية الأحد، بحسب ما أفاد العالم الفرنسي المتخصص في أحوال الطقس تيبو غينالدو بناء على بيانات جمعها برنامج كوبرنيكوس الأوروبي.
ولا يزال خطر اندلاع حرائق غابات مرتفعا في عدة مناطق برتغالية. وليل الاثنين، عمل نحو 250 عنصر إطفاء على إخماد حريق في منطقة ألجوستريل الجنوبية.
وفي تركيا، أجلى عناصر الإنقاذ أكثر من 50 ألف شخص هددتهم سلسلة حرائق غابات، معظمهم من محافظة إزمير حيث أدت رياح بلغت سرعتها 120 كيلومترا في الساعة إلى اتساع رقعة الحريق.
كما اندلعت حرائق غابات في اليونان أيضا.