نصر الله يصعّد مجدّداً وميقاتي مستاء والعودة الخليجية محصّنة | أخبار اليوم

نصر الله يصعّد مجدّداً وميقاتي مستاء والعودة الخليجية محصّنة

| الأربعاء 13 أبريل 2022

انتظروا الأيام المقبلة ستكرّ سبحة الإيجابيات الخليجية وبتغطية دولية


"النهار"- وجدي العريضي

ضجّت الساحة الداخلية في الساعات الماضية، بالمواقف السياسية والإفطارات الرمضانية التي حملت أكثر من دلالة ومعطى، وفي طليعتها الإفطار الذي أقامه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، بحيث أعاد مشهد فريق الرابع عشر من آذار ومن الصفّ الأول وإن لم يكن هناك أيّ عودة للاصطفافات السابقة، لكن المؤكد أن "المعنويات" ارتفعت في الأيام الماضية ربطاً بعودة الخليج الى لبنان، في ظل معلومات يكشفها قطب سياسي في مجالسه، قائلاً "انتظروا الأيام المقبلة، اذ ستكرّ سبحة الإيجابيات الخليجية وبتغطية دولية"، لافتاً الى أن أكثر من موفد غربي وعربي سيصلون إلى لبنان في وقت قريب.

من هنا، وفي هذا السياق سبق لـ"النهار" أن أشارت قبل أيام، الى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيزور المملكة العربية السعودية والى الحراك الواسع الذي بدأه السفير السعودي. أما التصعيد الذي كان مرتقباً من "حزب الله" على خلفية عودة العلاقة على خط بيروت – الرياض ومع الخليج عمومًا، فهو أكثر ما تبدّى بوضوح من خلال الكلمة المتلفزة التي أطل بها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله التي كالعادة تضمّنت حملات على السعودية وتكراراً للاتهامات للسفارات وتحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية حرب اليمن وسواها.

أمّا الأبرز وفق أوساط سياسية مطلعة لـ"النهار"، فأن يحمّل السيد نصر الله فريقاً سياسياً مسؤولية الانهيار الاقتصادي وسواه في البلد، فيما حلفاؤه الأساسيون ولا سيما "شق التوم" في الثنائي الشيعي أي حركة "أمل"، كانوا مشاركين في سائر حكومات ما بعد الطائف، وتولوا حقائب أساسية خدماتية ومالية، كما أن "التيار الوطني الحر" وما بعد عام 2005 تولى بدوره وزارات دسمة وفي طليعتها الطاقة وهدر في الكهرباء 52 مليار دولار ولا كهرباء، دون أن يعني ذلك أن آخرين لم يشاركوا في الارتكابات والفساد، لكن كلام السيد مضحك مبكٍ ولا ينطلي على أحد.

وتردف مشيرة الى أن رئيس الحكومة الذي كان من أكثر الذين غمرتهم السعادة بعودة العلاقة كما كانت مع المملكة، والذي التقى بالسفير البخاري وسمع منه كلاماً متقدماً على كل المستويات، يُنقل عنه استياؤه لما قاله السيد نصر الله أول من أمس، والذي يصبّ وفق المتابعين، في محاولات متجددة لضرب أي إنجاز أو خطوة إن على صعيد عودة العلاقة مع الخليج ولا سيما أننا على أبواب موسم السياحة، إذ إن عودة سفراء دول مجلس التعاون الى بيروت، من شأنها أن تعيد أهل الخليج للسياحة والاصطياف تدريجاً في لبنان وتحريك الاستثمارات وتوالي الإيجابيات على أكثر من صعيد، الأمر الذي أشار إليه السفير السعودي عندما تحدّث عن هذه المسألة ربطاً بما تمّ التوافق عليه في باريس بين السعوديين والفرنسيين.

وتتابع الأوساط نفسها أن السفير البخاري قد لا يلتقي بالقيادات السياسية والحزبية، للتأكيد أن المملكة على مسافة واحدة من اللبنانيين، وقطعاً لدابر الاستنتاجات والتكهنات بأن لذلك صلة بالانتخابات النيابية، فالمعلومات المستقاة من المتابعين للدور السعودي العائد بقوة الى لبنان، تشير الى أن العمل الذي سيقوم به سفير المملكة في لبنان سيتسم بمواقف سياسية عنوانها الحرص على استقرار لبنان وأمنه وازدهاره. وتالياً فإن الرياض لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي إن على صعيد الانتخابات النيابية وسواها، والأهم أنها ستولي المسائل الإنسانية والاجتماعية العنوان الأبرز وهذا دور سفيرها في بيروت، الذي كان واضحاً في كلمته التي ألقاها في الإفطار الأخير، وما أفضت إليه، الى لقاءاته مع سائر المرجعيات الروحية، إذ شددّ على هذه الثوابت والمسلّمات. وعلى خط مواز تؤكد الدوائر الضيقة للسفارة السعودية في بيروت، أنها لن تدخل في أي مساجلات عقيمة أو ترد على "حزب الله" وكل ما يقوله ويتفوّه به أمينه العام ونوابه وقادته وإعلامه، ولا سيما الاتهامات الباطلة وما تضمنه كلام السيد نصر الله الأخير، فاللبنانيون بكل فئاتهم، يدركون ماهية الدور السعودي وما تريده المملكة من لبنان، أي كل ما يتصل باستقراره وعودته الى ما كان عليه في مراحل سابقة من ازدهار وتقدم، فكان قلب العرب النابض ولن يحيد عن تاريخه.

ويبقى أخيراً، أن ما تضمنته كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" من حملات على المملكة واتهام الفريق السيادي بالمعزوفة ذاتها، يدل على أنه متضرر من عودة العلاقات اللبنانية الخليجية، وبالتالي يريد شحن حلفائه بالمعنويات قبل الانتخابات، ويرمي كرة التعطيل والتصعيد في مرمى خصومه، بينما الجميع يُدركون أنه الآمر والناهي، فالأكثرية النيابية كانت مع 14 آذار في عامي 2005 و2009، وهو من عطّل حكم البلد، فيما الحروب التي قام بها في الداخل والخارج، هي التي ضربت اقتصاد البلد بشكل أساسي وعلاقاته مع أشقائه وأصدقائه، ولكن من خلال المعطيات من أكثر من مصدر ديبلوماسي داخلي وخارجي، لن يتمكّن "حزب الله" مجدّداً من تعكير صفو العلاقة مع الرياض والخليج.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار