ما هي حقيقة إعلان مقربين من "حزب الله" أن قائد الجيش هو الرئيس المقبل؟ | أخبار اليوم

ما هي حقيقة إعلان مقربين من "حزب الله" أن قائد الجيش هو الرئيس المقبل؟

| الإثنين 05 ديسمبر 2022

ما هي حقيقة إعلان مقربين من "حزب الله" أن قائد الجيش هو الرئيس المقبل؟
وفد من حزب الله زار روسيا وعاد بأجوبة سلبية 

"النهار"- ابراهيم بيرم

كان لافتا في الايام القليلة الماضية ظهور عدد من السياسيين والاعلاميين المعرفين بصلتهم الوثقى ب"محور الممانعة" على شاشات محطات التلفزة ليطلقوا جازمين مقولة ان "حزب الله" قد تخلى عن معارضته لوصول قائد الجيش العماد #جوزف عون الى سدة الرئاسة الاولى التي شغرت منذ نهاية الشهر الماضي .

وقد اقترن هذا التطور، الذي بدا وكانه اقرب ما يكون الى حملة ترويج اعلامي لمسارسياسي نوعي جديد ، بصدور صحف خليجية وتحديدا كويتية على قدر من الدقة والاحتراف بمقتاربتها للشان ال#لبناني ويتصدر صفحاتها الاولى عناوين عريضة فحواه ان "حزب الله" لايمانع في انتخاب قائد الجيش رئيسا .

والواضح ان كلا الاجتهادين من شانهما ،ان وجدا في الساعات المقبلة قرينة عملية تسندهما ، ان يرسخا امرا واقعا جديدا يشكل كوة ضوء في جدار مسدود تماما في موضوع السباق المحموم الى قصر بعبدا منذ ان خرج العماد ميشال عون منه في نهاية ولايته الرئاسية .

ومن البديهي ان من اولى تباشير هذا الكلام وترجماته العملانية ، ان صح ، تعني ان الحزب يبعث اخيرا برسائل اولية تشي باستعداده للانفتاح على خيار رئاسي اخر غير الخيار الذي سبق ان ورد على لسان السيد حسن نصرالله الذي اطلق اخيرا حزمة مواصفات للرئيس الذي يراه مناسبا ورأى محللون انها لاتنطبق الا على واحد احد وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية .
امام هذا المعطى المختلف عن السائد فان السؤال الذي يتعين طرحه هو هل ان الحزب قرر ان يتخلى عن ثباته حيال قضايا من طبيعة استراتيجية واوشك على التعاطي الايجابي مع توجه محلي - اقليمي – دولي يزكي العماد عون رئيسا ينهي عهد الشغور ؟

كعادته يعتصم الحزب بالصمت ويرفض محاولات جره الى البوح بحقيقة خياراته لاعتبارات عدة يفصح عنها احد العالمين ببواطن العقل السياسي للحزب وفحواه ان الحزب لايجد نفسه مضطرا في هذه اللحظة او في هذا الوقت الذي يعلم انه مستقطع ومهدور ان يكشف كل اوراقه ما يعني حرق مرشحه الحقيقي والنهائي لحد الان وهو فرنجية خصوصا ان الحزب انتقل هذه المرة من طور الفارض للرئيس على غرار التجربة السابقة الى دور الناخب المزكي . يضاف الى ذلك ان الحزب لا يريد ان يحرق مراكب علاقته مع قائد المؤسسة التي يعتبرها احد اقانيم مثلثه الذهبي اي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وهو في سبيل ذلك دفع اخيرا احد نوابه علي عمار لاطلاق تصريح لافت من مجلس النواب اشاد فيه من دون مناسبة بادراة القائد لهذه المؤسسة .وهو كلام على بلاغته يستبطن في طواياه فصلا بين مسالة التعاون الاستراتيجي بين المقاومة والجيش من جهة ومسالة الرئاسة الاولى وملابساتها وحساباتها من جهة اخرى . وقرن هذا الامر بتسريب نبأ زيارة المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الى اليرزة مع العلم انها زيارة روتينية دورية .

واذا كان المصدر اياه يقر باستنتاج مضمونه ان اي تبديل في موقف الحزب الضمني من تزكية فرنجية للرئاسة لم يطاوله التبديل والتعديل فان السؤال استطرادا ما هي الابعاد الخفية من وراء هذا الكلام المتواتر من حلفاء الحزب المنطوي على جزم بان عون هو الرئيس المقبل والاهم ان الحزب قد تراجع عن اعتراضه غير المعلن ؟

لايرى الحزب ان من مصلحته فتح ابواب السجال حول هذا الامر عن طريق الرد على هذا الكلام تاكيدا او نفيا او ايضاحا ، لكنه مع ذلك صار على يقين من ان هناك في فناء دارته وساحته الداخلية من يدير حملة ممنهجة عنوانها العريض ان عون في طريقه ان يصبح مقبولا للمكوث في قصر بعبدا وان اي فيتو موضوع عليه سابقا يوشك ان يرفع ما يعني بالنسبة اليه امران :

الاول ان ثمة "جوقة" من المحسوبين عليه يجتهدون من عندياتهم ويعملون بوحي من رغباتهم ومصالحهم علهم ينجحون في فرض امر واقع عنوانه القبول بهذا العرض الذي سيصير قريبا عرضا دوليا مدعوما بحزمة ضغوط .

الثاني خوض معركة قاعدة الحزب والمحور لجعلها تمضي قدما قي قبول هذا العرض خصوصا ان الحملة اياها تقترن بعملية تزيين فضائل المضي في رحلة انتقاء عون رئيسا .
بناء على كل هذه الوقائع والمعطيات يبدي الحزب اصرارا على الاتي :

- ان لايظهر بمظهر المتصدي بالكامل لتقديم فرنجية مرشحه الحصري بل يحرص على البقاء في مقاعد الناخبين الاول والمزكين .

- وفي المقابل لايريدان يكون في موقع راس الحربة في مواجهة ترشيح عون على نحو يجعله في موقع النقيض والحائل دون بلوغه قصر بعبدا .لذا فهو يزين الامور بميزان الذهب وهو يقارب هذا الملف الشائك والحساس .

- فضلا عن ذلك لايجد الحزب نفسه مضطرا الى الافصاح عن خياراته في حين ان ايا من هذين المرشحين (فرنجية وعون ) لم يعلن ترشيحه علانية .

- في الوقت عينه ليس في وارد تانيب حلفائه المستعجلين او الطلب اليهم الكف عن هذا الاداء وان كان لايخفي توجسه من سلوكهم هذا ومن ادائهم الاعلامي .

واذا كانت هذه هي باختصار حدود الافصاح عند الحزب حيال هذا الموضوع فان ثمة من هم في مناخاته يستشعرون بان عرض المضي في ترشيح عون قد بدات تفعل فعلها وستظل من الان فصاعدا مادة اساسية على طاولة النقاش حول الرئاسة الاولى .

وحسب المعلومات فانه تناهت الى علم دوائر الحزب المعنية العديد من الاراء المتباينة حيال هذا الموضوع .ففي حين تشير تلك المعلومات بان الجانب القطري قد شرع في التصدي لمعركة ترشيح عون مستهلا الامر بالسعي لاقناع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالانحياز الى هذا الخيار في مقابل فوائد وعوائد ، فان الحزب يتداول معلومات بلغته عن موفد لبناني ذهب الى موسكو وقابل بوغدانوف سائلا اياه عن راي بلاده بترشيح عون لكنه عاد باجابة سلبية وفق ما بلغ الحزب من دوائر روسية علما ان العماد عون مايزال ينفي ان يكون عنده فريق عمل ومستشارين فضلا عن ان يوفد موفدين الى عواصم عالمية .

الى ذلك فان الحزب يقيم على استنتاج فحواه ان باريس ترفض لحد الان تسمية مرشح لها تزكيه او تطلب دعمه في حين ان واشنطن تبلغ من يسالها عن هذا الامر بانها لاتستشعر حاجة الى الدخول الحازم على الخط في الوقت الراهن .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار