الفاتيكان تتلاقى مع الازهر لبنانيا:"الأزمة الطاحنة والمصيرية لا بل الوجودية" | أخبار اليوم

الفاتيكان تتلاقى مع الازهر لبنانيا:"الأزمة الطاحنة والمصيرية لا بل الوجودية"

داود رمّال | الخميس 20 يوليو 2023

 الفاتيكان تتلاقى مع الازهر لبنانيا:"الأزمة الطاحنة والمصيرية لا بل الوجودية"

لرئيس غيرِ متحيّز لفريق أو محور وغير محايد بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور

داود رمال – "اخبار اليوم"

لم يُعط البيان الذي أصدرته "لجنة المتابعة الوطنية اللبنانية" لمقررات وتوجُّهات الفاتيكان والأزهر الشريف، بشأن الأخوة الإنسانية والحوار الإسلامي- المسيحي الاهتمام اللازم، ويبدو ان صراحة مضامينه دفعت كثيرين الى التعمية عليه وعدم التوقف عنده باعتباره يُعبّر عن كُنه الموقف الفاتيكاني.

 أخطر ما تضمنه البيان حديثه عن "الأزمة اللبنانية الطاحنة والمصيرية، لا بل الوجودية، ودعوته الى "الحوار على أساس مرجعية وثيقة الوفاق الوطني والدستور، والتي لا يمكن أن تكون كذلك إلاّ في كنف المؤسسات الدستورية"، والاهم تحديده مواصفات نهائية لرئيس الجمهورية المقبل، اذ في سياق اعتباره ان مسار الحل "يبدأ حكماً بانتخاب رئيسٍ للجمهورية"، كان وقع مواصفات رئيس الجمهورية صادمة لفرقاء في الدخل بقوله ان رئيس الجمهورية العتيد هو "غيرِ متحيّزٍ لفريقٍ أو محورٍ، ولكنه غيرُ محايدٍ بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور الذي سيُقسم عليه".

كيف السبيل الى الدخول في زمن الحلول التي لا زالت مستعصية لحد الان؟، الجواب بسيط انما لا أحد يعلم لماذا ترجمته صعبة ومستحيلة لان المدخل هو في  "الحوار اللبناني- اللبناني المطلوبٌ والمرغوب في كل وقت، باعتباره لازمة العيش المشترك او العيش الواحد او العيش معا بالصيغة اللبنانية المعلومة، والتي كانت وما تزال حاجة لإدارة هذا العيش، كما لاستقرار محيطه والعالم".

ربما الحوار في هذه المرحلة هو أسهل من السابق اذ الجميع يعلم "أن الحوار اللبناني- اللبناني حول خيار الكيان الوطني النهائي والعيش معا والمستقبل الواحد، قد حصل عبر تجاربَ مريرة وسعيدة على مدى عقود وأجيال، بما في ذلك الحروب، كما عبر حوار الحياة الدائم، وأفضى إلى "وثيقة الوفاق الوطني" والدستور المنبثق منها، بما هما المرجعية الأكثر عدالة وإنصافا وملاءمة لكينونة لبنان ومعناه في ذاته والعالم. بَيْدَ أن هذا الاتفاق/ الميثاق والعهد لم يطبق نصا وروحا وكاملا في أي وقت منذ 33 سنة، بفعل إداراته المتعاقبة داخليا وخارجيا، وذات الأولويات المختلفة والمتقلبة، ولاسيما أنه اتفاق لبناني محتَضَن عربياً ودولياً".

فمرجعيتا الحوار المطلوب لبنانيا هما وثيقة الوفاق الوطني والدستور"لأنَّ هجرانَها إنما هو بمثابة إلقاء الذات في غياهب المجهول، خصوصا في لحظة إقليمية ودولية رجراجة وتدافعيَّة ونزاعيَّة بامتياز. لذا؛ من واجب اللبنانيين التمسّك بهذه المرجعية، ومن واجب الأشقاء والأصدقاء التمسُّك بالبيان الثلاثي (الأميركي- الفرنسي- السعودي الصادر في أيلول 2022، حول مرجعية اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لتجاوز الأزمة القائمة ووضع لبنان على سكَّة آمنة، وهذا ما أكد عليه بيان اجتماع الخماسية العربية والدولية في الدوحة".

الا ان السؤال المطروح: اين يُفترض ان يُعقد الحوار وتوضع الطاولة التي يجب ان يجلس اليها الفرقاء المتحالفون والمتخاصمون؟، والجواب بسيط ايضا وصعب في آن "كل الحوارات اللبنانية الممكنة والمجدية والآمنة، لا يمكن أن تكون كذلك إلا في كنف المؤسسات الدستورية. وهذا المسار يبدأ حكما بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، غيرِ متحيّز لفريق أو محور، ولكنه غير محايدٍ بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور الذي سيُقسم عليه. إنَّ مثل هذا الرئيس، بما يلي انتخابَه من سدّ فراغات مؤسساتية ذات شأن خطير، هو الأجدر بقيادة حوارات لبنانية فعالة، وهو "الأقوى" بالدستور والمصلحة الوطنية العليا، وبقوة التوازُن لا بموازين القوى الرجراجة. لذلك؛ في واقع التوازن السلبي التعطيلي داخليا، من واجب الأسرتين العربية والدولية، أخلاقياً وقانونياً والتزاماً بالاستقرار، تأييد هذه الوجهة بمسؤولية وبلا مواربة".

ويرى مصدر واسع الاطلاع انه "لا يوجد أوضح من هكذا مواصفات لرئيس الجمهورية العتيد، والاكثر أهمية هو أمران:

الاول: انه للمرة الاولى يتحدث الفاتيكان بصراحة مطلقة عن مواصفات رئيس الجمهورية العتيد.

الثاني: لأول مرة يربط الكرسي الرسولي موقفه بوحدة موقف مع الازهر الشريف.

واللافت أكثر ان هذا الكلام صادر عن لجنة منبثقة عن وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعها قدالسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس مع شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب، والتي تعتبر أهم انجاز للبابا فرنسيس في قضية الحوار الاسلامي – المسيحي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة