هل انتقلت اسرائيل الى "الحرب السرّية" ضد المقاومين؟! | أخبار اليوم

هل انتقلت اسرائيل الى "الحرب السرّية" ضد المقاومين؟!

عمر الراسي | الخميس 04 يناير 2024

هل انتقلت اسرائيل الى "الحرب السرّية" ضد المقاومين؟!
درباس مبديا خشيته: قد يكون لبنان مقبلا على كارثة

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

"الحرب السّرية" مرحلة جديدة من المواجهات التي تخوضها اسرائيل ضد المقاومين، لا سيما بعدما لم تحقق الحرب على غزة النتائج المرجوة، وفي هذا الاطار يأتي اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقبله احد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.
وفي هذا الاطار يذكّر الوزير السابق رشيد درباس، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ان لدى اسرائيل تاريخها "العريق" في خوض الحروب السرية من ابرزها
في 22 تموز 1946، أقدمت منظمة تدعى “الإرغون” على ارتكاب جريمة كبيرة من خلال تفجير في فندق الملك داود في القدس وذهب ضحيتها 91 شخصا معظمهم من العرب الفلسطينيين، مع جنسيات أخرى مختلفة، وحاولت اسرائيل وقت ذاك نسب الامر الى ارهابيين فلسطينيين.
وفي مصر عام 1954، حصلت "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي في حكومة دايفد بن غوريوم، اذ تم التخطيط لعملية بحيث تقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشآت الاميركية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة، ما يظهر ان مصر ترعى هذا الارهاب او على الاقل لا تستطيع ان تضبطه.

عملية فردان هي عملية عسكرية نفذتها قوات إسرائيلية ليلة 10 نيسان 1973 ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في بيروت، تمكنت من اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين من حركة فتح هم: كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار، كما قامت بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بقيادة رئيس الوزراء السابق إيهود باراك.
وانطلاقا مما تقدم، يشير درباس الى ان الحرب السرية اصبحت راهنا اكثر خطرا، ففي السابق كانت تعتمد على الافراد ومغامراتهم، اما الآن فاصبحت تعتمد على المعلوماتية والتكنولوجيا، وبغض النظر عن ان الولايات المتحدة مكّنت اسرائيل بأرقى انواع التكنولوجيا، الا انه ايضا لدى اسرائيل اساليب متطورة جدا من الاغتيال، ومنها على سبيل المثال قضية ياسر عرفات اذ حتى الآن لا احد يعرف كيف ولماذا توفي... لكن المؤكد انه جرى اغتياله، واغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو علي مصطفى في آب 2001، بقصف جوي صهيوني إسرائيلي استهدف مكتبه في مدينة البيرة، و المؤسس والمرشد الروحي لحركة حماس أحمد ياسين بينما كان عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع القريب من منزله في حي صبرا في غزة في آذار 2004.
ويتابع درباس: في حرب غزة الراهنة اسرائيل لا تنجز بسرعة كما كان يحصل في الحروب السابقة التي لم تكن تتخطى الايام، معتبرا ان حروب الاشهر تستنزفها، علما ان "حفنة قليلة" من المقاتلين في حماس، استطاعوا تغيير السجل الحربي الاسرائلي، حيث على الرغم من مرور 3 اشهر على "طوفان الاقصى" لم يحقق الجيش الاسرائيلي الانجاز المطلوب لذلك لجأ الى الحرب السرية.
وردا على سؤال، يتحدث درباس عن رسائل تريد اسرائيل ان توجهها، فاغتيال رضي موسوي في عقر الدار السوري رسالة مفادها انها تستطيع ان تطال المقاومين في اي مكان، استكمالا لاغتيال موسوي، جاء اغتيال العاروري في عقر دار الضاحية ورغما عن الحماية التي كان يحظى بها، والرسالة هنا ان اسرائيل تستطيع احداث اذية كبيرة في الحرب السرية التي تخوضها.
وهنا، يلفت درباس الى ان لدى اسرائيل نقطتي قوة: خبرتها في الحرب السرية، وتلافيها الدخول في حروب برّية فتركز دائما على الطيران والتدمير الممنهج وهذا ما هو حاصل في غزة.

وماذا عن كلام مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عقب الاغتيال، بـ"إننا لا نستهدف لبنان، ولا حزب الله، بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر"، يجيب درباس: العنوان ان الحزب ليس مستهدفا، لكن في الواقع استهدفت اسرائيل الضاحية، فـ"القتيل سقط في بيت نصرالله"، وبالتالي ربما يكون هذا الموقف رسالة تطمين لان اسرائيل لا تريد الاشتباك مع الحزب حاليا، لان الاشتباك قائم مع طرف آخر.
ويختم درباس مبديا خشيته من ان يكون لبنان مقبلا على كارثة ليس لانه يريدها، بل لان اسرائيل تريد فرضها، فرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو يعمل على اطالة امد الحرب من اجل اطالة عمره السياسي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار