ميقاتي ينطق باسم الحكومة و"الحزب": عرضٌ بالانسحاب يطلق المفاوضات | أخبار اليوم

ميقاتي ينطق باسم الحكومة و"الحزب": عرضٌ بالانسحاب يطلق المفاوضات

| الأربعاء 10 يناير 2024

ميقاتي ينطق باسم الحكومة و"الحزب": عرضٌ بالانسحاب يطلق المفاوضات
الموفد الرئاسي الاميركي لن يحطّ في بيروت خالي الوفاض

 "النهار"- سابين عويس

في السباق المشتعل بين الانفجار الكامل وجهود ضبط النفس والتهدئة، بدا من المواقف التي اطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اول من امس وضمّنها إشارات ورسائل بالغة الاهمية الى إسرائيل، ان حظوظ نجاح الجهود الديبلوماسية المتعاظمة اخيراً وسط حركة الموفدين الدوليين الكثيفة إلى لبنان، قد تتقدم طبول الحرب.

تكمن اهمية كلام ميقاتي في انه يشكل تقاطعاً واضحاً مع قوى الداخل كما مع الخارج. فهو ينسجم داخلياً تماماً مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حيال الالتزام بتطبيق القرار الدولي 1701، ومع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي اطلق في خطابه الاخيرة صافرة التفاوض عندما تحدث عن فرصة متاحة اليوم. بدا من التناغم بين ميقاتي - بري - نصرالله، ان التوافق الضمني الذي كان حصل قبل انفجار "طوفان الأقصى"، ولا سيما حيال تثبيت الحدود البرية، قد عاد إلى الواجهة، وإنْ بمعطيات متغيرة نتيجة المشهد الجديد الذي رسمته حرب غزة.

أما خارجياً، فإن التوافق الضمني المشار اليه لم تغب عنه إسرائيل تحت المظلة الاميركية التي عمل على توفيرها كبير مستشاري الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يحرص على تحقيق انجاز جديد في المجال البري، على غرار نجاحه في الترسيم البحري. وهذا ما يفسر العودة القريبة لهوكشتاين إلى بيروت، والمتوقعة غداً الخميس، بحسب المعلومات المتوافرة لـ"النهار"، بحيث لن ينتظر وصول السفيرة الاميركية الجديدة كما كان متوقعاً.

لفت في حديث ميقاتي تأكيده على ثلاث نقاط اساسية، اولاها، قوله ان لبنان يعمل على حل ديبلوماسي، يرتبط تطبيقه ربما بوقف العدوان على غزة، وثانيها استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان، عبر تطبيق القرارات الدولية، منطلقاً من اتفاق الهدنة ليعيد الوضع في الجنوب إلى ما قبل العام 1967، طارحاً بذلك إشكالية لبنانية مزارع شبعا على اعتبار انها مطلب لبناني وهي كانت تحت السيادة اللبنانية (14 منها لبنانية واثنتان سورية)، نافيا بذلك ما يتردد عن ان المزارع ستكون خارج نطاق مهمة هوكشتاين.

أما النقطة الثالثة والاهم، فتكمن في إعلانه عن تلقّيه عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، وذلك بعد كشفه فحوى التهديدات التي تصل إلى لبنان ومفادها انه يجب على "حزب الله" الانسحاب إلى شمال الليطاني.

لم يحدد ميقاتي في كلامه ممن تلقّى العرض، لكن سياق الكلام يدلل على انه قال بلسانه ما يعجز نصرالله عن قوله علانية. اذ يُفهم من كلام ميقاتي عن تلقّيه عرضاً، ان العرض قدمه الحزب المتواجد جنوب الليطاني عبر "قوة الرضوان" التابعة له. وهذا يعني عملياً ان رئيس الحكومة وبالتفاهم حكماً مع الحزب، قد قدم شروطه إلى طاولة المفاوضات: الانسحاب الى شمال الليطاني مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية. وهذا المطلب يأتي بنداً أول في مندرجات #القرار 1701، قبل ان يصل إلى بند سحب السلاح من منطقة "الخط الأزرق". وهذه الشروط ستكون على طاولة البحث مع هوكشتاين الذي يُفترض ان يحمل معه المقترح الاسرائيلي، علماً ان المفاوضات المنتظرة يجب ان تبدأ من حيث توقفت في 7 تشرين الاول الماضي، حيث كان التفاهم قد انتهى إلى بتّ 7 نقاط من أصل 13 العالقة ومنها نقطة B1 التي لا تزال موضع خلاف. وبحسب المعلومات، فإن البحث سيركز على تطبيق القرار 1701 عبر تجريد منطقة عمل "اليونيفيل" من السلاح.

ثمة من يرى ان هوكشتاين لن يحمل جديداً في زيارته المرتقبة غداً، بل هي بمثابة إثبات حضور وتأكيد على استمرار الالتزام الاميركي بتحييد لبنان عن الانزلاق إلى حرب اوسع مع إسرائيل، خصوصاً ان زيارته إلى تل ابيب ومحادثاته هناك لم تكن مثمرة جداً كما بدا من التصريحات التي أعقبتها على لسان المسؤولين الاسرائيليين. لكنْ ثمة رأي آخر يقول إن الموفد الرئاسي الاميركي لن يحطّ في بيروت خالي الوفاض، بل سيستغل الإعلان اللبناني بلسان رئيس الحكومة ليطلق جولة جديدة من المفاوضات، مستبقاً اجواء التصعيد التي تبلغ يومياً مستويات غير مسبوقة، رغم كثافة التحذيرات الدولية والضغوط التي على ما يبدو لا تأخذها إسرائيل على محمل الجد حتى الآن، ما يجعل التطمينات التي يتلقاها لبنان يومياً من المبعوثين الدوليين مشوبة بمخاطر تفلّت الأمور من عقالها في لحظة غير محسوبة النتائج!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار