قبل أيام من ترشحة للانتخابات الرئاسية التركية... من هو إمام أوغلو المعتقل؟

قبل أيام من ترشحة للانتخابات الرئاسية التركية... من هو إمام أوغلو المعتقل؟

image

قبل أيام من ترشحة للانتخابات الرئاسية التركية... من هو إمام أوغلو المعتقل؟

أستودع الله أمري أولا، ثم أمتنا. مع خالص تحياتي

أوقفت الشرطة التركية الأربعاء رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو المعارض للرئيس رجب طيب إردوغان، بحسب ما أفاد أحد مساعديه وكالة فرانس برس، فيما تحدثت تقارير محلية عن أن احتجازه مرتبط بتحقيق في شبهات فساد. وقد أثار اعتقاله موجة من الغضب والاحتجاجات. 

ونشر الحساب الرسمي لإمام أوغلو، على موقع "إكس"، رسالة بخط يده، بعد ساعات من اعتقاله.

وجاء في رسالة رئيس بلدية إسطنبول: "سترد أمتنا بكل قوة على المؤامرات والفخاخ والأكاذيب، وعلى منتهكي حقوق الشعب، وعلى من يسلبون إرادة الشعب".

وختم بخط يده: "أستودع الله أمري أولا، ثم أمتنا. مع خالص تحياتي".

 

من هو أكرم إمام أوغلو؟
واجه إمام أوغلو البالغ من العمر 54 عاما، والذي يمكن القول إنه أقوى وأشهر سياسي معارض في تركيا، العديد من الاتهامات منذ توليه منصب رئيس البلدية في عام 2019، ليس أقلها إعادة الانتخابات البلدية قسريا بعد أن قال حزب العدالة والتنمية الحاكم إنها مسروقة.  

ولد إمام أوغلو بالقرب من مدينة طرابزون على ساحل البحر الأسود في عام 1971. وقد أثير الكثير خلال الحملة الانتخابية لعام 2019 حول أصوله التي تعكس جزئياً أصول أردوغان الذي ولد في إسطنبول، رغم أن والديه من المنطقة نفسها.

كانت المنطقة التي نشأ فيها محافظة وداعمة للأحزاب اليمينية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية. حضر إمام أوغلو دورات لتعليم القرآن في سن الرابعة وتعلم قراءة القرآن باللغة العربية. وفي حين أنه التزم في حياته اللاحقة بالعلمانية، إلا أن تنشئة إمام أوغلو الدينية وإعلانه الإيمان في العلن سيُشار إليه لاحقا كعامل في فوزه برئاسة بلدية إسطنبول.

بعد تخرّجه من مدرسة طرابزون الثانوية، سافر إمام أوغلو لدراسة الهندسة المدنية في شمال قبرص، ثم انتقل إلى كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول وتخرج منها عام 1994. انضم إلى أعمال البناء الخاصة بالعائلة وتزوج من زوجته ديليك في عام 1995.

متى دخل إمام أوغلو عالم السياسة؟
في عام 2008، انضم إمام أوغلو إلى حزب الشعب الجمهوري. لم يكن حزب مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك قد حظي بنفحة من السلطة الحقيقية منذ منتصف التسعينيات، على الرغم من أنه حشد الناخبين الكماليين العلمانيين ليصبح المعارضة الرئيسية.

وعلى الرغم من سيطرة حزب الشعب الجمهوري على جزء كبير من المقاعد البرلمانية ومجالس البلديات، لا سيما في جنوب غرب تركيا، إلا أنه خسر أمام حزب العدالة والتنمية في الانتخابات العامة لعام 2007. وقد أثار انتخاب عبد الله غول، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، لرئاسة الجمهورية قلق أنصار حزب الشعب الجمهوري الذين رأوا في ذلك تهديدا للعلمانية الدستورية للجمهورية.

لكن زعيم حزب الشعب الجمهوري دنيز بايكال رفض الاستقالة بعد الخسارة وأصبح لا يحظى بشعبية متزايدة، حتى بين صفوف الحزب.

وقال معلقون إنه كان يركز أكثر من اللازم على تهديد حزب العدالة والتنمية للعلمانية والجمهورية، على حساب القضايا اليومية: وعلى هذا النحو، لم يكن قادرا على تحقيق تقدم مع ناخبي حزب العدالة والتنمية.

انتُخب إمام أوغلو، الذي أعلن نفسه عضوا في الجناح الديمقراطي الاجتماعي اليساري للحزب، رئيسا لجناح الشباب في الحزب في عام 2009، وسرعان ما ترقى في صفوفه. وفي عام 2014، انتُخب رئيسا لبلدية بيليك دوزو في إسطنبول، متغلبا على مرشح حزب العدالة والتنمية. وفي عام 2017، قام بأول محاولة له للترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، بعد استقالة رئيس بلدية إسطنبول الذي شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية لفترة طويلة قادر طوباش.

انتخابات 2028
من شأن الخطوة أن تعرقل خطط إمام أوغلو لمنافسة إردوغان في الانتخابات المقررة في 2028، إذ تأتي قبل أيام من موعد تسميته رسميا مرشح حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري".

ورأى سونر كاغابتاي من معهد واشنطن أن "إردوغان ربما اعتقد أنه بعد هذه الخطوة، لن يكون من الممكن إيقاف إمام أوغلو".

أصبح إمام أوغلو منافسا جديا لرئيس الدولة الذي كان هو نفسه رئيسا لبلدية إسطنبول في التسعينات، عندما انتزع إدارة العاصمة الاقتصادية لتركيا من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس في عام 2019. وأعيد انتخابه في العام الماضي.

وأبطلت جامعة اسطنبول الثلاثاء شهادته، ما أضاف عقبة أخرى أمام مساعي إمام أوغلو للترشح إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزا شهادة تعليم عال.

وسارع إمام أوغلو للتنديد بهذا القرار، وقال عبر منصة إكس إن "القرار الصادر عن مجلس إدارة جامعة اسطنبول غير قانوني"، مشيرا إلى أن القرار بشأن شهادته يعود إلى مجلس إدارة كلية تجارة الأعمال التي تخرج منها، معلنا نيته الطعن في القرار أمام المحكمة.

واعتبر أن "الحقوق المكتسبة لكل فرد في هذا البلد مهددة".

في السنوات الأخيرة، واجه إمام أوغلو تحقيقات قضائية عدة، وفُتحت بحقه ثلاث قضايا جديدة هذا العام.
وفي 2023، منع من الترشح للرئاسة بسبب إدانته بتهمة "إهانة" أعضاء اللجنة الانتخابية العليا.

ونهاية كانون الثاني/يناير، ندد إمام أوغلو، المعارض الشرس لأردوغان، بـ"المضايقات" القضائية التي تعرض لها. وكان حينها يغادر محكمة في إسطنبول حيث استُجوب في إطار تحقيق في انتقادات طاولت المدعي العام في المدينة. وأوقف ستة رؤساء بلديات من حزب الشعب الجمهوري في مختلف أنحاء البلاد، كما تم فصل عشرة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في الأشهر الأخيرة.