هوية القنبلة النووية "الإسلامية" الوحيدة في العالم باكستانية... وبإشراف أميركي...
في الحرب والمواد الحربية تبقى الولايات المتحدة الضامن الأهمّ
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
في غمرة الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، بسبب البرنامج النووي الإيراني، نفت الهند وجود أي دور للولايات المتحدة الأميركية في وقف إطلاق النار الذي تمّ بينها وبين باكستان، بعد معركة الأيام المحدودة التي جرت بينهما خلال الشهر الفائت.
الخبرات الإسرائيلية
وأبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نظيره الأميركي دونالد ترامب، بأن الهند لن تقبل أبداً وساطة واشنطن لحلّ النزاع حول إقليم كشمير. فيما أكد وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري أن مودي أوضح لترامب أن عملية "سندور"، أي الحملة العسكرية الهندية ضد باكستان، لا تزال مستمرة.
يرى خبراء أنه انطلاقاً مما سبق ذكره، يبدو أن الهند تراقب ما يجري بين إسرائيل وإيران، وكيفية تعامل تل أبيب مع البرنامج النووي الإيراني، وأنها تستخلص العِبَر من الخبرات الإسرائيلية، في الوقت الذي بدأت (الهند) ترسل فيه إشارات إعلامية وسياسية، حول أنها تعتبر أن وقف إطلاق النار الذي أوقف المواجهة بينها وبين إسلام آباد قبل شهر تقريباً، ليس اتفاقاً، وليس حالة نهائية.
التجربة الإيرانية
وفي سياق متصل، حذّر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إسرائيل من مغبّة التفكير في استهداف باكستان، مؤكداً أن منشآتها النووية محصّنة وتخضع لحراسة مشددة، وأن بلاده في حالة تأهُّب منذ حربها الأخيرة والقصيرة مع الهند، وأنها لم تخفّف من درجة حذرها، لافتاً الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيفكر مراراً وتكراراً قبل الإقدام على أي عمل ضد باكستان.
وفي هذا الإطار، يرى خبراء أن وزير الدفاع الباكستاني يخاطب الهند من خلال إسرائيل، محذّراً نيودلهي من الاستفادة من التجارب والخبرات الإسرائيلية في التعامل مع المفاعلات النووية الإيرانية، ومن إسقاط تلك التجربة على المنشآت النووية الباكستانية.
فرصة؟
فهل تشهد المرحلة القادمة، تجدّد الصراع بين الهند وباكستان، بوجه نووي هذه المرة؟ أم تسبق الديبلوماسية ومحفّزات المصالح بين الهند وكل الدول الإسلامية، لا سيما العربية والخليجية منها تحديداً، وقت المواجهة، وتسحب فتيل التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد، خصوصاً بعد الهجوم الذي شهدته المنشآت النووية الإيرانية، والذي قد يشكل فرصة لإبقاء القنبلة النووية "الإسلامية" الوحيدة في العالم، موجودة في باكستان، وتنعم بتمويل خليجي وإسلامي غير عربي، متعدّد الأوجُه؟
بإشراف أميركي...
رجّحت أوساط مُطَّلِعَة "عدم تنفيذ أي ضربة للمنشآت النووية الباكستانية".
وأوضحت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الهند تتّكل على قواتها الجوية في شكل أساسي، وقد مُنِيَت تلك القوات بانتكاسة عندما تمكّنت الدفاعات الباكستانية صينية الصّنع، من إسقاط عدد من طائرات "رافال" الهندية فرنسية الصّنع. وكانت هذه ضربة قوية لنيودلهي، التي لن تكرّر أي نوع من الهجمات على باكستان قبل أن تدرس وتقيّم ما جرى بشكل نهائي، ونوعية ما تمتلكه إسلام آباد من دفاعات وأسلحة صينية".
وأضافت:"الهند لا تزال في مرحلة التقييم الآن، وهو ما سيستغرق وقتاً لأكثر من عام ربما، قبل أن تدرس أي خيار جدّي للتحرّك العسكري مجدداً".
وختمت:"الصبغة الإسلامية للقنبلة النووية ستُكرَّس لباكستان وحدها، خصوصاً بعد ضرب البرنامج النووي الإيراني. وما يسهّل هذا التكريس، هو أن القنبلة النووية الباكستانية تخضع لإشراف أميركي. ففي الحرب والمواد الحربية، تبقى الولايات المتحدة الأميركية العنصر والضامن الأهمّ، وليس الصين أو روسيا أو أي جهة أخرى".