في أقلّ من 24 ساعة... مواقف وتحذيرات روسية تُرجِمَت بهجمات صاروخية إيرانية عنيفة...
ترامب يحتفظ الآن بسياسة التهديد ونقل الأسلحة لإقناع إيران بالتراجع
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بعد مرور أقلّ من 24 ساعة على التحذير الذي وجّهته روسيا للولايات المتحدة الأميركية، والذي طال حتى "مجرد التفكير" في تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل في عملياتها ضد إيران، أدت هجمات صاروخية إيرانية الى إحداث دمار كبير في الداخل الإسرائيلي. فيما برّرت طهران تضرّر المركز الطبي "سوروكا" في بئر السبع، بأنه حصل بسبب قربه من مركز القيادة والاستخبارات التابع للجيش الإسرائيلي، والذي كان هدفاً للهجوم الصاروخي الإيراني.
خبرات روسية؟
فالى أي مدى ساهم الموقف الروسي بإحداث "انتعاشة" في القرار العسكري الإيراني، والسياسي أيضاً، إذ أطلق (الموقف الروسي) العنان للتهديدات الإيرانية مرتفعة السقف من جديد؟ وهل يمكن لروسيا أن تقدم، أو أن تكون قدّمت بالفعل، خبرات أو مساعدات عسكرية مختلفة المستويات لإيران، وأن يكون التحذير الروسي لأميركا من "مجرد التفكير" في تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل، يصبّ في هذا الاتّجاه؟
غارقة الآن...
أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "روسيا غارقة حالياً بنفسها، لا سيما بعد الضربة التي وُجِّهَت لقاذفاتها قبل أسابيع قليلة، والتي نُفِّذَت من كازاخستان، ومن مسيّرات أُطلِقَت من الداخل الروسي، والتي قامت بها أجهزة استخبارات غربية، وبريطانية في شكل أساسي. وبالتالي، لا تأثير فعلياً لدى روسيا الآن مهما صدر عن مسؤوليها من تصريحات".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إيران تستفيق من الصدمة التي تلقّتها خلال الأيام الأولى من الهجوم الإسرائيلي، وسط صعوبة للّعب في الوضع الداخلي الإيراني الآن، لأنه في أوان الحروب، تستيقظ النزعة القومية لدى الإيرانيين مهما كان نظام الحكم لديهم".
المفاوضات؟
ولفت المصدر الى أن "إيران تستعمل في كل جولة قصف، صواريخ جديدة، لأن لا قوة عسكرية لديها سوى الصواريخ. فيما تُصاب إسرائيل بمعدل 10 أو 15 صاروخاً تقريباً، من كل 100 صاروخ إيراني يتمّ إطلاقه عليها. وحالياً، لا قدرة لدى أحد على التاثير في ما يجري سوى الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج. فتلك الأخيرة تضغط ليس لأنها لا تريد لإيران أن تُقصَف، بل لأنها لا ترغب بوصول إشعاعات إليها من جراء الحرب".
وأضاف:"الأميركيون يفضّلون أن لا يتدخلوا الآن، وأن تتراجع إيران، وأن تعود الى طاولة مفاوضات جدية. فالإيرانيون يقولون إنهم يريدون التفاوض والحوار والاتفاق، ويرسلون رسائل للأميركيين في هذا الشأن، مع السويسريين والقطريين والعُمانيين، وذلك قبل أن يغيّروا مواقفهم. ففي هذا الجو، لا يمكن لأي مفاوضات أن تنجح".
تخفيض التخصيب
وأشار المصدر الى أن "(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يحتفظ الآن بسياسة التهديد ونقل الأسلحة الى المنطقة، لإقناع إيران بالتراجع. وإذا رأى أن لديها رغبة صادقة بتخفيض نِسَب تخصيب اليورانيوم، عندها قد يتّخذ قراراً نهائياً بعدم التدخل في المعركة".
وختم:"تتمحور الإشارات الإيرانية حتى الساعة حول أن إيران تريد الحوار، وسط استراتيجيا أميركية تفضّل عدم الانجرار الى الحرب. ولكن إذا تحدّت طهران أميركا، فعندها ستُصبح واشنطن مُجبَرَة على التدخل العسكري".