إيران تردّ بعنف.. و"بيئة الحزب" تعيش لحظة نشوة وانتقام!
اللحظة التي طال انتظارها منذ الاغتيالات والاجتياحات والدمار
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
للمرة الأولى منذ اندلاع التصعيد المفتوح بين إيران وإسرائيل، جاء الرد الإيراني سريعا وصادما في حجمه ونوعيّته. فقد وجهت طهران رسائل نارية مباشرة عبر استهداف منشآت طاقة، ومصانع صواريخ، ومراكز مدنية في الداخل الإسرائيلي، كأنها تقول: "القدرة على الإيلام لا تقل أهمية عن التوازن العسكري". وبدت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية عاجزة عن صدّ كل شيء، رغم ترسانة الاعتراض المتقدمة.
اما في الضاحية الجنوبية لبيروت -معقل حزب الله- فلم يكن وقع الصواريخ الإيرانية مجرّد خبر عابر، بل تعمّ الاحتفالات، ترتفع التكبيرات، ويعلو صوت الآيات القرآنية من مكبّرات الصوت. الشوارع تغلي، الدراجات النارية تجوب الأزقّة، الأعلام الصفراء ترفرف، والهواتف توثّق لحظة تُشبه "عودة الروح إلى جسد أنهكته الضربات". في تلك البيئة، يطرح السؤال المحرَّم: "ماذا لو خسرت إيران؟"، لكنه لا يُسأل جهارا.
في السياق ذاته، بالنسبة لجمهور الحزب، إسرائيل ليست خصما عاديا. هي "الشيطان الأكبر"، والمجرم التاريخي في قانا، وغزة، وسوريا، واليمن، والضاحية. هي من قتل "سيدهم" كما يُقال في الشارع الشيعي: السيد حسن نصرالله "روح الروح". لذلك، لا تُدهشهم الزلازل في تل أبيب، بل يرون فيها "عدالة السماء".
لكن المفارقة تبقى في أن الحرب الدائرة فوق رؤوس اللبنانيين تُشاهد كما لو كانت عرضا ناريا. الناس تصعد إلى الأسطح، تقف عند مفارق الطرق، تتابع بالصوت والصورة المواجهة بين الصاروخ الإيراني الباليستي ودرع إسرائيل الاعتراضي.
لكن وسط هذه النيران، تبدو بيئة الحزب وكأنها وجدت لحظة انتقامها التاريخي، اللحظة التي طال انتظارها منذ اغتيالات، اجتياحات، ودمار لا يُنسى.