نوافذ وأبواب لبنانية مفتوحة لعواصف وأعاصير إقليمية شديدة... من يغلقها؟
حتى ولو نُفِّذَت ضربة لإيران فإن ذلك لن يتسبّب بخضّة في لبنان
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
عندما اهتزّت المنطقة، وشهدت بَدْء زمن جديد بالهجوم الدولي الكبير على العراق في عام 1991، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، كان لبنان تحت حكم سوريا التي حاربت الى جانب واشنطن آنذاك، ضد الزعيم العراقي الراحل صدام حسين.
وقد ساعدت دمشق لبنان الخارج من حرب أهلية على ضبط ساعته على توقيت المتغيّر الإقليمي الجديد، الذي تمثّل بإضعاف نظام صدام، وإزاحة عدد من مناصريه وحلفائه في لبنان والمنطقة من المشهد السياسي، في ذلك الوقت.
من 2003 الى 2024...
وعندما اهتزّت المنطقة من جديد في عام 2003، بإسقاط نظام صدام، كان لبنان تحت حكم سوريا التي حاربت الولايات المتحدة الأميركية في العراق هذه المرّة، بالاشتراك مع إيران، وذلك عبر فتح حدودها للكثير من العمليات التي بدأت تستهدف القوات الأميركية داخل الأراضي العراقية، بعد أسابيع من سقوط بغداد.
وقد أدى ذلك الى "أجندة" أميركية جديدة، والى إصدار القرار 1559 في عام 2004، وإنهاء الاحتلال السوري للبنان في عام 2005، وما تبعه من اهتزازات أمنية محليّة، تُوِّجَت باشتعال حرب تموز 2006، التي كسرت فيها سوريا - الأسد كل الخطوط الحمراء مع الأميركيين، وحصدت نصيبها بسببها بالحرب السورية بدءاً من عام 2011، وصولاً الى إسقاط نظام آل الأسد في 8 كانون الأول 2024.
لبنان؟
ولكن ماذا عن لبنان في ما لو تعثّرت أو فشلت المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران مستقبلاً، وقُصِفَت تلك الأخيرة؟ أي راعٍ إقليمي قادر على ضبط الساحة اللبنانية في تلك الحالة؟ ووفق أي توقيت وساعة، طالما أن لا ضوابط واضحة لتلك الساحة الآن، أي بعد التغيير الهائل الذي شهده الشرق الأوسط منذ نحو سنة ونصف؟
لا خضّة محلية...
أكد مصدر مُتابِع أن "ضابط الإيقاع للساحة اللبنانية لا يزال موجوداً، وهو إيراني بشكل رئيسي. ولكنه ماضٍ بالاضمحلال تدريجياً".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "نفوذ إيران وقوته في لبنان يضعفان أكثر فأكثر، بعدما لعبت دورها بشكل سلبي جداً فيه، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة".
وختم:"قد لا تجنح الأمور نحو تصعيد عسكري بين الأميركيين والإيرانيين خلال المرحلة القادمة. ولكن حتى ولو نُفِّذَت ضربة لإيران، فإن ذلك لن يتسبّب بخضّة في لبنان. فالأوضاع الداخلية تغيّرت عما كانت عليه سابقاً، وبشكل يقلّص من حجم التأثّر المحلي بأي شيء يُصيب طهران".