الإستراتيجية الدفاعية في حوار غير مباشر: امتصاص الهجمة المتصاعدة على السلاح؟

الإستراتيجية الدفاعية في حوار غير مباشر: امتصاص الهجمة المتصاعدة على السلاح؟

image

الإستراتيجية الدفاعية في حوار غير مباشر: امتصاص الهجمة المتصاعدة على السلاح؟
تواصل لتبادل وجهات النظر لم ينقطع بهدف إرساء مناخات ايجابية


عباس صباغ - "النهار"



للمرة الاولى يعلن رئيس الجمهورية عن حوار مع "حزب الله" للتوصل إلى حل لقضية السلاح. فهل بدأ الحوار المباشر؟ وكيف ستُقارَب الإستراتيجية الدفاعية؟

منذ سنوات يُطرح موضوع الإستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية. وإذا كان الحوار المباشر بين الأطراف اللبنانيين قد بدأ مطلع آذار/مارس 2006، فإن المتغيرات المتسارعة على الساحة الداخلية منذ 19 عاماً لم تفضِ إلى حوار جدي في شأن تلك الإستراتيجية، لأسباب عدة. لكن اللافت كان إعلان رئيس الجمهورية عن حوار مع "حزب الله" للتوصل إلى حل للسلاح.
ينطلق الرئيس جوزف عون من معادلة مفادها "حصر السلاح بيد الدولة"، وقد تعمّد في خطاب القسم تكرار تلك العبارة مرتين تحت سقف البرلمان، لكنه تحدث عن سياسة الدفاع الوطني التي تنبثق منها الإستراتيجية الدفاعية.
تلك المعادلة كانت ولا تزال حاضرة في أدبيات الرئاسة، لكنها تتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال نقاط لبنانية عدة. 
في موازاة تلك الاعتداءات، تتصاعد الحملة الداخلية والخارجية على "حزب الله" بهدف تسليم سلاحه، ولم يتردد أكثر من موفد زار لبنان في إثارة القضية.
هذه التطورات والتعقيدات، وجنوح البعض إلى وضع الجيش في مواجهة الحزب بهدف نزع السلاح، دفعت رئيس الجمهورية إلى الرد في أكثر من مناسبة، فأكد تعاون "حزب الله" في تسليم السلاح والمواقع جنوب نهر الليطاني، وأن "الجيش اللبناني يقوم بواجبه في جنوب الليطاني وشماله من دون أي إشكال مع حزب الله".
لا يخفي "حزب الله" انفتاحه على حوار في شأن الإستراتيجية الدفاعية بهدف حماية لبنان، وقد أكد على لسان النائب حسن فضل الله أن "أي حوار داخلي يجب أن ينطلق من الأولوية الوطنية والقضية المحورية وعنوانها إسرائيل عدو لبنان، وأن طردها من أرضنا وتحرير أسرانا ووقف عدوانها واستباحتها لسيادتنا وإعادة اعمار ما دمره العدو، واجب ملقى على عاتق اللبنانيين المخلصين لبلدهم (...)".
وفق تلك المقاربة فإن "حزب الله" لن يحاور من لا يسلّم بأن تل أبيب عدوة لبنان، ولا من يروج طروحات العدو أو يبررها أو يتماهى معها.
وبحسب معطيات "النهار" فإن الحوار بين بعبدا وحارة حريك قائم من خلال قنوات عدة، والتواصل لتبادل وجهات النظر لم ينقطع بهدف إرساء مناخات تفضي إلى حوار مباشر، سواء كان ثنائياً أو موسعاً، للاتفاق على الإستراتيجية الدفاعية.
والأهم من ذلك بحسب مصادر لـ"النهار"، يكمن في امتصاص الهجمة الداخلية والخارجية التي ترفع مستوى التوتر الداخلي، وكذلك الاندفاعة الخارجية لنزع سلاح الحزب.