البلدات المسيحية العكارية: العائلات تقسّم صفوف التيار والقوات

البلدات المسيحية العكارية: العائلات تقسّم صفوف التيار والقوات

image

البلدات المسيحية العكارية: العائلات تقسّم صفوف التيار والقوات
مناصرو "التيار" انقسموا بلائحتين في شدرا وكذلك الأمر بالنسبة للقوات في بينو

مايز عبيد - المدن

إنها الانتخابات البلدية الأكثر غرابة في عكار، إن كان من ناحية عدد البلديات التي فازت بالتزكية (عددها 28 بعد إقفال باب الترشيحات الأربعاء الماضي)، أم لجهة البلديات التي سيحصل عليها كباشٌ حاد، قسّم العائلات والأحزاب معاً، أو لجهة البلديات التي استقرّت على توافق، خُرق في اللحظات الأخيرة بترشيحات من هنا وهناك، وفرضت حصول المعركة في حال لم تحصل انسحابات في الفترة المقبلة.

معركة محسومة بالقبيات
تعيش القرى والبلدات المسيحية الأساسية في عكار، حالاً من الانقسام العائلي والسياسي الحاد. حتى أن الأحزاب، انقسمت على نفسها في تأييد لوائح ورفض أخرى. وهو مشهد غير مألوف في الدورات الانتخابية السابقة، لاسيما ما يحصل في بلدتي شدرا وعندقت.

تعدّ بلدة القبيات من البلدات الكبرى في عكار والبلدة الأكبر مارونياً. التوافق القوي الذي يعمل عليه من مدة، لتزكية اسم ميشال عبدو، نجل رئيس البلدية عبدو عبدو، الذي انخرط فيه حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عبر النائب جيمي جبور، إلى جانب النائب السابق هادي حبيش، وجد من يعارضه ويفرض المعركة بترشّحه. لكنّ مطّلعين على الأوضاع القبياتية يؤكدون أن المعركة شبه محسومة لصالح التوافق الذي يقوده ميشال عبدو والفريق الذي سيكون معه على اللائحة.

انقسام "التيار" على نفسه
بات واضحاً أن بلدة "عندقت"، وهي ثاني أكبر بلدة مارونية في عكار بعد القبيات، سوف تشهد معركة انتخابية حامية، تتنافس فيها لائحتان. الأولى، لائحة يرأسها طاني حنا، وهو رئيس جمعية "تدبير" الاجتماعية ولها عدد من النشاطات السابقة وحملت اسم "كرمال عندقت". ولائحة ثانية تحت اسم "عندقت هوية" يرأسها كامل الدرزي، وهو مغترب حضر إلى البلدة العام الماضي وافتتح بعض المشاريع. وقد أثار انضمام أعضاء من التيار الوطني الحر إلى اللائحة التي يرأسها الدرزي، ضجة واسعة في أوساط التيار. وبسبب التخوّف من حصول شرذمة في صفوف التيار وأعضائه، عمد إلى إصدار بيانٍ أعلن فيه "وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشّحين واللوائح، بسبب توزُّع أصوات التيار ومناصريه بالتأييد بين اللائحتين المذكورتين".

في بلدة شدرا يتمتع التيار الوطني الحر بثقل انتخابي كبير. هي القرية البرتقالية كما سماها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ذات يوم، ومن دون مجلس بلدي منذ العام 2019، بعد انفراط عقده بسبب الخلافات التي عصفت فيه. لكن "التيار" لم يتمكّن من ترجمة حضوره بلائحة واحدة، يضمن من خلالها حصوله على المجلس البلدي. محازبو التيار ومناصروه انقسموا هم أيضاً بين لائحتين. لائحة يترأسها علاء فايز الخليل وتدعمها أغلبية العائلات، إلى جانب مناصرين من التيار الوطني الحر. ولائحة ثانية لم تكتمل بعد ومن صلب "التيار". ولعل ما شهدته بلدية شدرا في السابق من انقسامات بسبب التسييس، هو ما جعل التياريين ينقسمون هذه المرة وتتوزع أصواتهم على أساسٍ عائلي وليس حزبي.

بلدة رحبة أكبر بلدة أورثوذكسية في شمال لبنان. هذه البلدة على موعد مع معركة حامية، تتنافس فيها لائحتان. واحدة يدعمها رئيس البلدية السابق لرحبة ورئيس اتحاد بلديات الجومة السابق فادي بربر والتيار الوطني الحر. وبعد ترشّح بربر ليكون عضواً في البلدية لشدّ العصب، عاد وانسحب. فهو يطمح لخوض معركة الترشح للانتخابات النيابية العام المقبل. ووفق المعلومات تضم لائحة بربر مرشحين من القومي والقوات اللبنانية وستكون برئاسة عدنان ملحم، الذي سيتولى الرئاسة لمدة وجيزة للانتقال إلى ترؤس اتحاد البلديات، لصالح تسليم رئاسة البلدية للمرشح جان فياض.
أما اللائحة الثانية "رحبة بالقلب" فلم تحدد رئيسها بعد وربما تكون برئاسة جميل حنا ومدعومة من مستقلين ومن الحزب الشيوعي والنائب السابق عبد الله حنا. أما النائب سجيع عطية ابن رحبة فلم يعلن عن دعم أي لائحة، منادياً بالتوافق وتجنيب البلدة المعركة، لحسابات نيابية، لكنه يخاف من ترشّح بربر العام المقبل.

انقسام القوات ببينو
بلدة منيارة ذات التنوّع الطائفي المسيحي، يتربّع على عرش بلديتها أنطون عبود منذ 27 سنة. وفي هذه الدورة أيضاً، تشكّل إجماع على عبود مجدداً لترؤس البلدية، وتشكيل لائحة توافقية. هذا التوافق خُرق في اللحظة الأخيرة بترشّحات، لكنّ النتيجة محسومة بحسب كل المؤشرات، لصالح عبود والتوافق. وعلى غرار منيارة كانت تل عباس الغربي على موعد مع توافق، لصالح لائحة يرأسها رئيس البلدية الحالي المهندس وليد متري، لولا بعض الاعتراضات العائلية والحزبية التي أدت بالنهاية إلى ترشيحات قد تفرز لائحة ثانية. وتقول المصادر بأنّ النائب السابق نضال طعمة ابن البلدة، يسعى لإنضاج التوافق والجهود لا تزال مستمرة.

في بلدة بينو (مسقط رأس نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس) لم تنجح جهود التوافق. وتسير نحو معركة بين لائحتين. واحدة برئاسة كارول فارس والثانية يتصدرها رئيس البلدية الحالي فايز الشاعر. وينقسم حزب القوات اللبنانية بدعم اللائحتين، لكن دعمه للائحة الشاعر أكبر، خصوصاً وأن مسؤول الحزب هناك ترشّح على لائحة الأخير.