فرنسا عرّابة للشرع نحو أميركا والغرب فهل يغرق لبنان بـ "نقطة تحوُّل"؟؟؟...

فرنسا عرّابة للشرع نحو أميركا والغرب فهل يغرق لبنان بـ "نقطة تحوُّل"؟؟؟...

image

فرنسا عرّابة للشرع نحو أميركا والغرب فهل يغرق لبنان بـ "نقطة تحوُّل"؟؟؟...

بويز: ترى فرنسا أنه يتوجب عليها مواكبة موضوع التطبيع بهدف التوصل الى شروط معقولة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

"نقطة تحوّل"... هكذا وصّف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع فرنسا، في الوقت الذي يؤكد فيه مراقبون أن الشيباني لم يبالغ أبداً، إذ إن فتح أبواب الديبلوماسية الفرنسية للشرع بأرفع مستوى في الظروف الراهنة، يعني الكثير بحدّ ذاته، رغم الانتقادات الداخلية الكثيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

لبنان... مضغوط...

فبمعزل عن التواصُل الضروري والدائم بين الجانبَيْن، بما ينسجم مع حفظ مصالح باريس في سوريا، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، تضع زيارة الشرع فرنسا الدولة السورية الجديدة أمام عتبة أكبر الدول الغربية، وأكبر مستويات السياسات والمشاريع في وقت لاحق، وهو ما يعني أن سوريا تسير بخطوات ثابتة نحو الانتقال من حقبة الى أخرى.

كما يؤكد مراقبون أن فتح مقرات إحدى أعرق الديبلوماسيات الأوروبية (هي الفرنسية) للشرع في التوقيت الحالي بالذات، ينسجم مع التقدم الكبير في نتائج الوساطات التي تقوم بها بعض دول الخليج بين إسرائيل وسوريا، منذ أشهر، وهي المقدمة الأساسية للإسراع في عملية إعادة الإعمار، ورفع العقوبات، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي السوري.

فالى أي مدى يمكن لما سبق ذكره أن يُضاعِف الضّغوط على لبنان خلال الآتي من المراحل؟

 

ليست صدفة

اعتبر الوزير السابق فارس بويز أن "المرحلة الحالية هي مرحلة المشروع الإسرائيلي لفرض التطبيع على كل من لم يُطبِّع بعد، أي على سوريا ولبنان والعراق وفلسطين واليمن بالدرجة الأولى. فنتنياهو يحاول دخول تاريخ إسرائيل من الباب العريض، بصورة ذاك الذي وفّر لها السلام أو التطبيع، وهو ما لم يؤمّنه بن غوريون نفسه خلال أيام حكمه. وكل ما يحصل في المنطقة يتمّ بهذه الوتيرة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "ليس صدفة سقوط بغداد في عام 2003، ولا كلام كوندوليزا رايس عن الفوضى الخلاقة آنذاك، ولا ما حصل من "ربيع عربي" في ما بعد، ولا سقوط النظام المصرفي اللبناني والضغوط الاقتصادية التي رافقته، ولا عدم حصولنا على أي مساعدة خارجية للاقتصاد والجيش، ولا تفجير مرفأ بيروت، ولا الحرب في لبنان، ولا سقوط النظام السابق في سوريا. هذه كلّها لم تحصل من باب الصدفة".

وأضاف:"بعد حصول كل تلك التطورات، بدأ التحضير لما قد يسمى الحلقة الأخيرة، أي لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، وهي حلقة من لم يدخلوا التطبيع بعد. وبالتالي، صحيح أن حركة "حماس" قامت بالضربة الأولى في عملية 7 أكتوبر 2023، وصحيح أن "حزب الله" فتح جبهة إسناد لغزة في لبنان، ولكن الحرب التي تدور الآن كانت ستشتعل أصلاً، في كل الأحوال، لأن الهدف منها كان تحقيق ما تمّ، وهو نجاح إسرائيل في ضرب قدرات المقاومة عموماً على مواجهة مشروع التطبيع، والتصدّي له. ولا شكّ في أن النظام الجديد في سوريا غير مُعادٍ لإسرائيل، ويتمّ تحضيره الآن لعملية التطبيع".

 

شروط التطبيع...

وأشار بويز الى أن "التطبيع بين النظام السوري الجديد وإسرائيل نتيجة الضغوط العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، سيجعل لبنان معزولاً ووحيداً، وذلك بعدما طبّع العرب بمعظمهم. وهنا نلفت الى أنه ليست صدفة أيضاً عدم تمكّنه (لبنان) من استخراج نفطه حتى هذه اللحظة. وبالتالي، المساحة تضيق جداً، وكل تلك الأمور مترابطة في عملية الضغط الكبير على من تبقّى من دول مُمانِعَة لم تطبّع. وما يبقى الآن، هو طرح تلك المواضيع بشكل علني".

وتابع:"انتُخب رئيس جمهورية في لبنان قبل أشهر، وهو ليس بعيداً من الأميركيين والغرب، فلماذا تتأخر المساعدات بهذا الشكل حتى الساعة؟ ولماذا تستمر إسرائيل بعملياتها العسكرية وفي الاحتلالات؟ فالاحتلالات تلك تهدف الى فرض مفاوضات تجرّ لبنان الى هذا التطبيع. وعدم تلبية مطالبه (لبنان) بالدعم الاقتصادي أو بالمساعدات للجيش اللبناني وبشكل عام، تجرّ الى تلك الخانة أيضاً، وكأن المطلوب هو أن تذهب الدولة اللبنانية الى التطبيع وهي مُستسلِمَة. فالتطبيع ليس شيئاً بحدّ ذاته، ولكن ما هو أخطر منه، الشروط التي سترافقه، والتي ستُفرَض به ومن خلاله".

وقال:"تنتظرنا مرحلة دقيقة وحساسة جداً، وهي استمرار الضغوط لفترة، وهذا ما نشهده يومياً، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو غيرها. وأما الدور الفرنسي، فهو ذات اتجاهات متنوعة. ففرنسا لا تريد أن تكون خارج اللّعبة الإقليمية، وهي لذلك تحاول دعم النظام الجديد في سوريا، حتى وإن لم تَكُن واثقة من أنها سترتاح له بشكل دائم لاحقاً، إذ إنه يفتقر الى ثوابت نهائية حتى الساعة".

 

فرنسا؟

ولفت بويز الى أن "فرنسا تحاول التقارب مع النظام السوري الجديد رغم تباينات كثيرة لا تزال قائمة، بهدف تأمين مصالحها ودورها. ولكنها تسعى أيضاً الى القيام بدور مُسانِد للولايات المتحدة الأميركية ولإسرائيل، بمعنى محاولة التقارب مع هذا النظام، لحثّه على التطبيع، أو على السير في طريق تطبيع معدَّل ومعقول على الأقلّ".

وأضاف:"تخشى فرنسا من أن تكون شروط التطبيع قاسية جداً، لا تتحمّلها الدول. وهي (فرنسا) إذ تعتبر نفسها عليمة بشؤون المنطقة أكثر من غيرها، ترى أنه يتوجب عليها مواكبة هذا الموضوع بهدف التوصل الى شروط معقولة، وعلى رأسها ضمان الحدّ الأدنى من حقوق الفلسطينيين. وهذا أمر صعب، نظراً الى أن نتنياهو يريد إلغاء فكرة الدولة الفلسطينية نهائياً، سواء من قاموسه، أو من القاموس العالمي عموماً".

وختم:"تعتقد فرنسا أن من واجبها مواكبة التطورات والنظام الجديد في سوريا، وأنها قادرة على أن تلعب دوراً في إقناع الأفرقاء كافة بالتوجُّه نحو تطبيع معقول ومقبول، وبعيد من الشروط القاسية التي ترافقه".