طرابلس: أدنى مشاركة وأعلى فوضى... وتأجيل النتائج يثير الغضب

طرابلس: أدنى مشاركة وأعلى فوضى... وتأجيل النتائج يثير الغضب

image

طرابلس: أدنى مشاركة وأعلى فوضى... وتأجيل النتائج يثير الغضب
يخشى كثيرون من ان يتم الطعن بنتائج انتخابات بلدية طرابلس

جنى الدهيبي - المدن

بعدما سجلت انتخابات بلدية طرابلس، أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات البلدية شمالًا (27%)، ها هي تسجل أيضًا أعلى مستوى فوضى في عمليات الفرز التي أبقت النتيجة النهائية مؤجلة لليوم الثاني على التوالي.

المفارقة الأبرز، هو إمعان محافظ الشمال رمزي نهرا بتسجيل المخالفات والخروقات القانونية. حتى بات السؤال المحوري في الشمال، ليس متى تصدر نتيجة الانتخابات البلدية لطرابلس والميناء، بل متى سيسقط نهرا من منصبه وتصدر الداخلية قرارًا بإقالته من منصبه، وهو صاحب تاريخ حافل بشبهات الفساد والخروقات القانونية.

وخلافًا للبلديات الأخرى، حُرم الصحافيون الذين يحملون التصريحات من الداخلية، ومن اللحظات الأولى لوصول صناديق الاقتراع إلى قصر العدل، من دخول المحافظة لمواكبة عمليات الفرز للأصوات. ومضى اليوم من دون توضيح حقيقة التأخير في إصدار نتيجة الانتخابات، على أن تصدر في الساعات المقبلة، وسط ترجيحات أولية للأسماء المسربة من عمليات الفرز، أن يتقاسم المجلس، لائحتي التحالف السياسي (رؤية طرابلس) المدعومة من النواب فيصل كرامي وأشرف ريفي وكريم كبارة وطه ناجي (الأحباش)، ولائحة المجتمع المدني (نسيج طرابلس - عمران) المدعومة من النائب إيهاب مطر، مع إمكانية إحداث خرق بأحد المقاعد لصالح لائحة (حراس المدينة).

وفيما يتنافس مرشحا اللائحة وائل زمرلي (نسيج طرابلس) وعبد الحميد كريمة (رؤية طرابلس) على الرئاسة، تفيد معطيات "المدن" عن ترجيح أن تذهب الرئاسة إلى كريمة.

وزيرا الداخلية والعدل في طرابلس
وتطور الإشكال في طرابلس على إثر حالة من البلبلة والفوضى جراء التأخر بإصدار النتائج، وضغط المرشحين من اللوائح الستة، وتسريب مندوبي عدد كبير من اللوائح عن حدوث عمليات غش في الفرز. وتشير المعطيات أن النواب ضغطوا على المحافظ نهرا لضمان فوز لائحتهم، خصوصًا بعد التسريبات عن تقدم كبير للائحة "نسيج طرابلس"، الأمر الذي أحدث صدمة للتحالف السياسي بين كرامي وريفي وكبارة وناجي.

وبعد إشكالات كبيرة شهدها قصر العدل في طرابلس أثناء عمليات الفرز، توجه وزير الداخلية أحمد الحجار برفقة وزير العدل القاضي عادل نصار إلى المدينة، لمواكبة صدور النتيجة في الساعات المقبلة. وأجرى الوزيران جولة تفقدية في قصر العدل في طرابلس، بعد الاعتصامات التي شهدتها طرابلس أمام المحافظة احتجاجًا على تأخر صدور النتائج.

وقال حجار إن القوى الأمنية كانت حاضرة ومواكبة منذ اللحظة الأولى لنقل صناديق الاقتراع من الأقلام إلى لجان القيد، وكذلك خلال عمليات الفرز داخل

الأقلام، وذلك بحضور مندوبي جميع اللوائح والمرشحين.

وأكد وزير الداخلية على أن صناديق الاقتراع وعمليات الفرز هي بعهدة القوى الأمنية وتحت حمايتها، وبوجود المندوبين من كل المرشحين، مؤكداً أنه ومع وزير العدل يتواجدان شخصيًا "للتأكيد على نزاهة وشفافية العملية الديمقراطية، لا سيما عملية الفرز التي لا تزال جارية".

وفيما أكد الحجار أن النتائج الأولية الصادرة لا يعتد بها، دعا إلى انتظار النتائج الرسمية وعدم استباقها، قائلاً: "لا أحد يسبق النتائج، فلا نتائج رسمية قبل انتهاء أعمال الفرز لدى لجنتي القيد الابتدائية والعليا، وهما الجهتان الوحيدتان المخولة بإصدار النتائج، والتي تُعلن حصراً عبر وزارة الداخلية".

سلام: لن نتهاون
وواكب رئيس الحكومة نواف سلام الوضع في طرابلس، وشدد على ضمان نزاهة العملية الانتخابية، ومنع حصول أي مخالفة، داعيًا المتظاهرين إلى ضبط النفس وإلى الثقة بأن الحكومة لن تتهاون مع أي عملية تلاعب أو تزوير، لا سيما أن الحجار موجود في طرابلس ويشرف على شفافية إصدار النتائج.

وبعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي لصورٍ قيل أنها تعود لأحد رؤساء الأقلام، وهو يقوم بفتح صناديق الاقتراع في طرابلس، صدر عن وزارة الداخلية بيانًا جاء فيه: "وفقًا للآلية المعتمدة فإنه عند وصول رئيس القلم والكاتب إلى نقطة تواجد العناصر الأمنية بالقرب من مبنى قصر العدل في طرابلس حيث تتواجد لجان القيد يقوم العنصر بإرشاد رئيس القلم الى لجنة الاستلام التي يرأسها قضاة لتسليم محاضر نتائج فرز القلم وتوجيه الكاتب لتسليم الصندوق الذي يحتوي باقي المستلزمات الانتخابية في مكان آخر ليصار إلى إعادتها الى وزارة الداخلية والبلديات".

احتجاجات ورصاص
وشهدت طرابلس ليلًا، إطلاق نار كثيف تحديدًا في حارة البرانية، كما تم قطع جميع المداخل المؤدية إلى ساحة النور، بالتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها المدينة على عملية فرز نتائج الانتخابات.

وجرى تسريب نتائج أولية للمختارين في طرابلس، التي تقاسمها العلويون (8) والسنة (7)، بحسب المعطيات الأولية غير الرسمية.

وقالت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات LADE، إنه لا يمكن تأكيد التزوير في انتخابات طرابلس "بل هناك تجاوزات كمصاحبة المندوبين للناخبين إلى وراء العازل وانتهاك سرية الاقتراع".

الميناء
وتسربت النتائج غير الرسمية لانتخابات بلدية الميناء ـ قضاء طرابلس وأسفرت عن تقدم لائحة "الميناء منارة" برئاسة عبد الله كبارة بـ 13 عضوا، وهي مدعومة من تحالف سياسي واسع، يضم كل من كرامي وجمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش) والنائب كريم كبارة بالإضافة إلى الحزب الشيوعي وحزب الطاشناق. مقابل 8 أعضاء للائحة "الميناء أولا"، المدعومة من النائب مطر.

ويخشى كثيرون من تداعيات التوترات في طرابلس والإطلاق المستمر للرصاص، وأن تؤدي النتيجة إلى المطالبة بالطعن بها، خصوصًا وسط شكوك كبير بعدم نزاهة عمليات الفرز، كما يقول كثير من المرشحين والمندوبين في مختلف اللوائح.