بعيداً من نجاح أو فشل "هندسات" المناصفة المشغولة... المسيحيون الى أين؟؟؟
قليموس: لا حلّ ممكناً إلا بالانخراط في الدولة بكل مكوناتها العسكرية والإدارية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بفَوْزٍ وفق هذا العدد أو ذاك، في هذه المنطقة والمدينة أو تلك، بالانتخابات البلدية والاختيارية، (بفوز) أو بخسارة، لا مجال للتغاضي عن مسألة أساسية، وهي أن المناصفة التي قد تنجح أو تفشل هنا أو هناك، اليوم أو غداً، ما هي إلا محاولات تجميلية "ترقيعية" مشغولة، لواقع تعاني منه فئة لا بأس بها من المسيحيين في لبنان اليوم، وهي معاناة ستتضاعف أكثر بعد في أوقات لاحقة، مهما كثُرَت الاحتفالات وتوزيع الشامبانيا...
فوضى الازدهار
فألعاب "القصّ واللّصق" التي لا تزال تحصل حتى الساعة، بهدف القول إن البلد بألف خير، وإن المناصفة هي خيار اللبنانيين الوحيد، لن تعود ناجحة في المستقبل الأبْعَد، ليس لأن المسيحيين يتناقصون ديموغرافياً، بل لأن الواقع يفرض نفسه، ولأن الإطار العام للمسيحيين في لبنان سيُضاعف شعور فئة واسعة منهم مستقبلاً أكثر بعد، بأن لبنان لم يَعُد بلداً يمكنهم أن يجدوا أنفسهم فيه تماماً، ولا أن يعبّر عما يحتاجونه، ولا أن يوفّر لهم الفُرَص التي يحتاجونها بما يحترم خصوصيتهم، ضمن منطقة تتغيّر بفوضى الإبهار والازدهار...
مغتربون في بلدهم...
نحن لا نعمّم طبعاً، لأسباب عدة. ولكن هناك فئة لا يمكن الاستهانة بها من مسيحيين لبنانيين يشعرون اليوم (وسيشعرون أكثر لاحقاً) بأنهم مغتربون في لبنان، وذلك مهما اقترعوا، واحتفلوا... ومهما سهروا الليالي وتفرّغوا لرسم "ترقيعات" مناصفة على لائحة انتخابية، واحتفلوا بها.
فما السبيل لتغيير هذا الوضع؟ وكيف؟ وما هي فرص النجاح؟
الانخراط في الدولة
أشار الرئيس السابق لـ "الرابطة المارونية" أنطوان قليموس الى أن "تغيير هذا الوضع يحتاج أولاً الى تخلّي المجتمع المسيحي عن الإحساس بالانهزام أمام كل ما يجري، بالإضافة الى ضرورة العودة للانخراط في الدولة مجدداً".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المسيحيين استقالوا من دورهم داخل الدولة اللبنانية، وصاروا يهربون من الوظائف العامة، فمضوا بطريق الخوف من الآخر، ومن هيمنة الأطراف الأخرى على كل شيء في البلد تقريباً. وبالتالي، لا حلّ ممكناً إلا إذا عاد شبابنا المسيحي الى الانخراط بالسلك العسكري، سواء في الجيش اللبناني أو قوى الأمن الداخلي وكل القوى الأمنية، أو في الوظيفة العامة عموماً، أي في الدولة بكل مكوناتها العسكرية والإدارية".
في الشرق...
وشدّد قليموس على أنه "عندما يبدأ المسيحيون بتغيير نظرتهم الاستراتيجية للدولة، فعندها ستبدأ أوضاعهم بالتحسّن التدريجي في لبنان".
ورداً على سؤال حول المستقبل العام للمسيحيين في الشرق، وسط كل هذا الكمّ الهائل من الفرص والازدهار الذي يُحكى عنه في عدد من بلدان المنطقة الآن، أجاب:"لا. على مستوى الشرق عموماً، لا مجال للتفاؤل كثيراً".
وختم:"المسيحيون يعيشون ضمن محيط لا تلعب الديموغرافيا فيه لصالحهم أبداً، لا الآن، ولا على المديَيْن المتوسط والأبْعَد. ولا مجال للتغاضي عن هذا الواقع، ولا عن انعكاساته مستقبلاً".