سوريا سلّمت أرشيف كوهين لإسرائيل.. كبادرة "حُسن نية"

العرب والعالم

سوريا سلّمت أرشيف كوهين لإسرائيل.. كبادرة "حُسن نية"

image

نقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر قولها إن القيادة السورية وافقت على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، لإسرائيل، في محاولة لتهدئة التوترات مع تل أبيب، وإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.



بناء الثقة
وقال مسؤول أمني سوري، ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع، وشخص مطّلع على المحادثات السرّية بين تل أبيب ودمشق، إن أرشيف كوهين، جرى تسليمه كإشارة غير مباشرة من الرئيس أحمد الشرع، ضمن مساعيه لخفض التوتر وبناء ثقة مع إدارة ترامب.
وفيما لم تكشف إسرائيل علناً عن تفاصيل الحصول على الأرشيف، اكتفت بالقول إنها "عملية سرية ومعقدة نفّذها الموساد بالتعاون مع جهاز استخبارات صديق"، في حين لم يرد أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك بالنسبة إلى المسؤولين السوريين والبيت الأبيض، عن دور السلطات السورية في "العملية"، وفق "رويترز".
ونقلت تقارير إسرائيلية عن مسؤول في تل أبيب، قوله إن "الادعاء بأن أغراض إيلي كوهين نقلت إلى إسرائيل عن طريق رئيس سوريا، غير صحيح".

الرواية الإسرائيلية 
والأحد، أعلن مكتب نتنياهو، عن جلب الأرشيف الرسمي السوري للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، ونقله إلى إسرائيل، وذلك في عملية سرية لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالتعاون مع جهاز استخبارات "صديق"، لم يُسمه.
وقال المكتب في بيان، إن الأرشيف الذي جرى جلبه من دمشق إلى تل أبيب، يضم أكثر من 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية لكوهين، الذي أُعدم شنقاً في دمشق عام 1965.

وأضاف البيان أن "الأرشيف السوري الرسمي" لكوهين، كان محفوظاً لدى أجهزة الأمن السورية منذ إعدامه في العام 1965، وأن استعادته جرت بـ"عملية سرية مع جهاز استخبارات يعد شريكاً إستراتيجياً"، وذلك عشية الذكرى السنوية الستين لإعدامه.
وتحاول اسرائيل منذ سنوات طويلة معرفة مكان رفات كوهين الذي أُعدم شنقاً في دمشق عام 1965، وأُخفي مكان دفنه، بعد أن نجح في اختراق مجتمع سوريا النخبوي أوائل الستينيات من القرن الماضي.
وفي العام 2018، أعلنت إسرائيل استعادة ساعة يد كوهين التي كانت جزءاً من "هويته العربية الزائفة"، وذلك بفضل "عملية خاصّة نفّذها الموساد في دولة عدوّة"، وذلك بالتزامن مع معلومات عن مفاوضات تجريها مع روسيا، من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتّى رفاته.

مفاجأة لتل أبيب 
وفي وقت سابق، أبدت الحكومة السورية استعدادها للبحث عن رفات الجاسوس كوهين، وتسليمها لتل أبيب، بحسب ما أفادت صحيفة "معاريف" العبرية.
وقالت الصحيفة إن لقاءات مباشرة جرت بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وسوريين رفيعي المستوى، خلال الأشهر الأخيرة، مشيرةً إلى أن الإسرائيليين خرجوا "بانطباعات قوية" عقب تلك الاجتماعات.
وأضافت أن المسؤولين السوريين أبلغوا الإسرائيليين بأنهم يسعون للعثور على رفات الجاسوس كوهين، ما شكّل مفاجأة مذهلة للمسؤولين الإسرائيليين، واعتبروها محاولة جادة لتقديم بادرة طيبة، ستترك أثراً بالغاً في تل أبيب.