الحزب يمدّ اليد للعهد ويحكم القبضة على الثوابت

الحزب يمدّ اليد للعهد ويحكم القبضة على الثوابت

image

 

الحزب يمدّ اليد للعهد ويحكم القبضة على الثوابت
التوازن بين الصلابة والمرونة سيحدد طبيعة العلاقة ويشكّل أحد مفاتيح الاستقرار أو التوتر

 

داود رمال – "اخبار اليوم"

حملت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى قصر بعبدا ولقاؤه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على رأس وفد من الكتلة، دلالات سياسية تتجاوز إطار التهنئة بعيد المقاومة والتحرير، لتشكّل مؤشراً على مقاربة حزب الله للمرحلة المقبلة في ظل التحديات الداخلية والاقليمية. جاء التصريح الصادر عن رعد بمثابة بيان موقف متكامل أعاد التأكيد على ثوابت الحزب، وأرسل إشارات انفتاح تجاه العهد الجديد.

أكد رعد أن ما تحقق في أيار 2000 لم يكن مجرد تحرير، بل هو إنجاز للمقاومة التي صنعت النصر بالتكامل مع الجيش والشعب، في إعادة تثبيت لمعادلة يصرّ الحزب على أنها ما زالت صالحة لحماية السيادة وردع العدوان. واعتبر أن كل تصدٍّ للعدو الإسرائيلي لن يكون ناجحاً إلا بهذه المعادلة، التي يرى فيها جوهر القوة اللبنانية في وجه خروقات الاحتلال.

اللافت في كلام رعد إشارته إلى "مساحة تفاهم واسعة" مع رئيس الجمهورية، وتأكيده أن لا التوقيت ولا المكان ولا الأدوات تقيّد هذا التفاهم. هذا الانفتاح لا يعني تخلياً عن الثوابت، بل يعكس استعداداً لحوار مرن حول القضايا الوطنية، ضمن شروط ترتكز على السيادة وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتحريك المؤسسات. غير أن الحزب حرص على إبقاء القضايا الخلافية الشديدة الحساسية، وأبرزها ملف السلاح، خارج دائرة التصعيد، إذ شدد رعد على أن لا امتيازات للدولة من دون التزامات، في ما بدا رسالة بأن المقاومة ليست ترفاً بل ضرورة مستمرة في ظل استمرار العدوان والتهديدات.

وحول تأثير المفاوضات الأميركية-الإيرانية على الوضع في لبنان، فرّق رعد بين المناخ الدولي الذي يربط الملفات بسبب ترابط العالم، وبين الفعل السياسي المحلي الذي يجب أن يُبنى على قرارات وطنية مستقلة ومؤسسات شرعية. بهذه الإجابة، نفى الحزب أن يكون مجرد انعكاس لمحاور خارجية، وأعاد تأكيده على أن القرار في الشأن اللبناني يجب أن يكون محلياً.

ما خرج به رعد من قصر بعبدا لم يكن مجرد بيان تهنئة، بل خارطة طريق تعكس كيفية مقاربة حزب الله للاستحقاقات المقبلة، من خلال مزيج من الثبات على الخطوط الحمراء والانفتاح على تسويات سياسية داخلية. هذا التوازن بين الصلابة والمرونة سيحدد طبيعة العلاقة مع العهد، ويشكّل أحد مفاتيح الاستقرار أو التوتر في المرحلة المقبلة.