هل يُوقِف لبنان "استيراد" الثورة الإيرانية حتى ولو استمرّت طهران بـ "تصديرها"؟

هل يُوقِف لبنان "استيراد" الثورة الإيرانية حتى ولو استمرّت طهران بـ "تصديرها"؟

image

هل يُوقِف لبنان "استيراد" الثورة الإيرانية حتى ولو استمرّت طهران بـ "تصديرها"؟

الأمين: المشروع الإيراني انهار ولكن "حزب الله" سينفّذ كل ما يصدر عن الوليّ الفقيه

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

سواء كان "عصر تصدير الثورة الإيرانية" انتهى بالفعل وبالكامل، بالشكل الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نواف سلام، أم لا، تبقى الحاجة الماسّة بالنّسبة الى لبنان، هي اتّخاذ قرار محلّي نهائي بالتوقُّف عن استيراد تلك الثورة، حتى ولو استمرّ تصديرها من جانب طهران، خلال سنوات أو عقود لاحقة.

 

قرار لبناني؟

فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوحي بأن بلاده ستصمد، وستجد "طريقة للنجاة"، بمعزل عن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وحتى لو فُرِضَت عقوبات أميركية على إيران، فيما تؤكد الوقائع حاجة طهران والمنطقة عموماً، الى مرحلة من الهدوء، بعد مرور أكثر من عام ونصف على حرب لا تزال مُستعِرَة حتى الساعة، ولو بوتيرة أخفّ مما كانت عليه قبل أشهر.

فهل تتكلّل الحاجة الى الهدوء لبنانياً، بقرار سياسي محلّي جذري، يُنهي أزمنة "استيراد" الثورة الإيرانية، وذلك سواء أدت المفاوضات الأميركية - الإيرانية الى إنهاء عصر "تصدير" تلك الثورة كلياً، أم لا؟

 

انهيار مشروع

أشار الكاتب والمحلّل السياسي مروان الأمين الى أن "ما قاله رئيس الحكومة عن نهاية عصر تصدير الثورة الإيرانية، هو نتيجة لواقع حصل في المنطقة، بسبب هزيمة مشروع إيران كلّه بعد 7 أكتوبر 2023 وضرب "حماس"، كما بعد ضرب "حزب الله" الذي شكل العمود الفقري لكل هذا المشروع. بالإضافة الى ما حلّ بالحوثيين في اليمن، وبالميليشيات العراقية في العراق، وانكشاف الأراضي الإيرانية جوياً بعد الضربات الإسرائيلية التي شُنَّت عليها قبل أشهر".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هناك قراراً دولياً بلَمْلَمَة كل المشروع الإيراني في المنطقة. فالمفاوضات الأميركية - الإيرانية الحالية تضع إيران أمام تقديم تنازلات بمشروعها النووي لتسهيل التوصّل الى اتفاق، أو دفع ثمن عسكري بضربة قد توجَّه إليها، إما من جانب الأميركيين وحدهم، أو من جانب الإسرائيليين بدعم أميركي. فحتى الساعة، لم تصل المفاوضات الى طريق مسدود. ولكن في كل الأحوال، مشروع تصدير الثورة الإيرانية انهار وفشل".

 

النظام الإيراني

وشرح الأمين أن "حزب الله" في لبنان يتبع الوليّ الفقيه في إيران، وقراره، وهذا الأمر سيستمر، وسيلتزم "الحزب" وسينفّذ كل ما يصدر عن الوليّ الفقيه".

وأضاف:"إذا قرّر هذا الأخير أن يسلّموا سلاحهم فسيفعلون ذلك، وإذا قرّر أن يحتفظوا به من دون أن يحركوه، أو غيرها من الأمور، فسيفعلون ذلك أيضاً. فهم يلتزمون بقرار الوليّ الفقيه بكل تفاصيل حياتهم، بدءاً من أصغر أمر في حياتهم الشخصية، وصولاً الى أكبر قرار سياسي وعسكري يتّخذونه. وبالتالي، الرهان على الفصل بين الطرفَيْن من أجل لبنان مستحيل، إذ لا يمكن لـ "حزب الله" أن يتحرر من النفوذ الإيراني، إلا بسقوط نظام ولاية الفقيه في إيران".

 

حلم مستحيل...

ورأى الأمين أن "لا مجال لجعل أي اتفاق أميركي - إيراني جديد على غرار اتفاق عام 2015. فقبل عشر سنوات، كان النفوذ الإيراني في المنطقة بأوجه، وكانت إدارة الرئيس (الأميركي الأسبق باراك) أوباما تسلّم بهذا النفوذ، وتتعايش معه، ومع سلاح وسيطرة "حزب الله" في لبنان، ومع نفوذ "حماس" في غزة، ومع نفوذ الميليشيات العراقية في العراق، ومع بقاء (الرئيس السوري السابق) بشار الأسد بالسلطة في سوريا، الى درجة أن أوباما تراجع عن الخط الأحمر الذي كان وضعه بشأن استخدام السلاح الكيميائي من جانب الأسد. وكل تلك الوقائع توحي كما لو كان هناك "قبّة باط" من جانب إدارة أوباما للإيرانيين ولنفوذهم بالمنطقة في ذلك الوقت، مقابل التوقيع على اتفاق نووي".

وتابع:"يختلف الوضع الآن. فكل الأذرع الإيرانية ضُرِبَت، وما عادت إيران تمتلك في يدها سوى المشروع النووي، الموضوع على طاولة المفاوضات بشكل جدّي الآن. ولا مجال لاتفاق شبيه باتفاق عام 2015، نظراً لتداخُل عدة عوامل على هذا الصعيد، منها العامل الإسرائيلي المختلف حالياً عما كان عليه قبل عشر سنوات، والعامل الخليجي أيضاً، والمصالح والاتفاقيات الاستراتيجية التي تم توقيعها خلال زيارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الأخيرة لدول الخليج. وبالتالي، لا يمكن لإدارة ترامب أن تسمح بإمكانية حصول إيران على سلاح نووي، سيهدّد المصالح الأميركية والشراكة الاستراتيجية بين أميركا ودول الخليج، وأمن إسرائيل".

وختم:"هناك مصلحة أميركية مباشرة الآن بعدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وبإنهاء المشروع الإيراني، وبتحويله الى حلم إيراني مستحيل".