لبنان بين "بَيْع" مواقف "محدودة الصلاحية" للأميركيين والمماطلة المُزمِنَة...

لبنان بين "بَيْع" مواقف "محدودة الصلاحية" للأميركيين والمماطلة المُزمِنَة...

image

لبنان بين "بَيْع" مواقف "محدودة الصلاحية" للأميركيين والمماطلة المُزمِنَة...

سقوط نظام آل الأسد هو حرمان أساسي لقدرات إيران في البلد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عمّا إذا كان بعض الداخل "يبيع" مواقف بطولية "محدودة الصلاحية" للأميركيين في الوقت الراهن، ضمن محاولة لتهدئة غضبهم، ولِلَجم وتيرة استعجالهم وضغوطهم على الحكومة والسلطات في لبنان عموماً، في مسألة ضرورة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وإنهاء عصر ازدواجية السلاح، (بمعزل عن هذا)، فإن أبرز ما لا يمكن التغافُل عنه لبنانياً، هو هذه المماطلة الواضحة في كل مرّة يقترب فيها وجوب إظهار سلوكيات جدية في ما يتعلّق بحصر السلاح، وبإمساك السلطة المحلية الشرعية بكامل أراضيها، لوحدها.

 

تفويض الدولة بالكامل...

فهناك بعض من في الداخل الذين يماطلون الآن، والذين يتحدثون عن حوارات داخلية وأجواء إيجابية، هي ليست جديدة لا شكلاً ولا مضموناً، فيما نتائجها قد تكون معلومة سلفاً، وهي الفشل ثم الفشل ثم الفشل، لا سيّما عندما تصل الى وضع النقاط الحساسة جداً على الطاولة، وتفويض الدولة اللبنانية بها، في شكل كامل.

 

المماطلة...

أكدت مصادر مُتابِعَة أن "تجديد الواقع الأمني والعسكري وحتى السياسي السابق في لبنان، والذي كان قائماً على ازدواجية واضحة، لم يَعُد مُتاحاً بسهولة لأسباب كثيرة، ليس أقلّها عدم قدرة إيران على إرسال الكميات اللازمة من الأموال، من أجل دعم بسط سلطتها على القرار اللبناني الأمني والسياسي".

وذكّرت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأن "سقوط نظام آل الأسد في سوريا ليس مسألة بسيطة يمكن تعويضها بالنّسبة الى إيران، بل هو حرمان أساسي لقدراتها على تأمين واستكمال الواقع اللوجستي الضروري الذي يسمح لها بتمديد المدة الزمنية لنفوذها في لبنان، ومدّه بالحاجات اللازمة له، من مال وسلاح. وهذه صعوبة إضافية تمنع أي طرف لبناني من انتظار الكثير، من جراء المماطلة بملفات بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها".

وختمت:"صحيح أن مصير السلاح الإيراني الموجود في لبنان مُرتبِط بمصير المفاوضات القائمة بين واشنطن وطهران. ولكن لم تَعُد إيران قادرة على التمدّد في محيطها كما كانت عليه أحوالها في الماضي، وهذا تغيير أساسي سيترك آثاره على كل شيء، ومهما أتت نتيجة المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين".