عندما يُخبرك رئيس حزبك أو تيارك أنه الأقوى والأكثر انتشاراً في بلد "الشحّادين"...

عندما يُخبرك رئيس حزبك أو تيارك أنه الأقوى والأكثر انتشاراً في بلد "الشحّادين"...

image

عندما يُخبرك رئيس حزبك أو تيارك أنه الأقوى والأكثر انتشاراً في بلد "الشحّادين"...

نِسَب تصويت مُرَهَّبَة أو مُرَغَّبَة أي غير حرّة وليست مسؤولة عن خياراتها بالكامل

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

حطّت الانتخابات البلدية والاختيارية رحالها، تارِكَةً خلفها عشرات لا بل مئات الملاحظات، والكثير من الإدانة لكل الأطراف السياسية والحزبية المحلية.

 

"يا خسارة"

والإدانة الأبرز، هي تلك التي تنبع من مصدرها، وتنطلق منه لتعود إليه، أي الى رئيس هذا الحزب أو التيار، أو ذاك.

فكما هو الحال بعد كل استحقاق نيابي، "فاضت أريحة" بعض رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان، أو بعض المسؤولين الحزبيين، تعليقاً على نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، بكلام من مستوى القول إن امتدادنا هو أقوى من امتداد غيرنا هنا أو هناك، أو إننا الأقوى، أو الأكثر انتشاراً في أرجاء الوطن، أو في الشارع المسيحي، أو...

ولكن "يا خسارة". فالمتفوّهون بهذا النوع من الكلام، يعتقدون أنهم يبرزون قوتهم، أو يحضّرون الأجواء للاستحقاق النيابي في 2026 منذ الآن، من خلال توجيه الضربة القاضية لخصمهم أو لخصومهم منذ الآن، أي "عا بكير"، كيف لا، و"الوقت غفلة"، أي انه يمرّ بسرعة كبيرة جداً.

 

الشعب؟

ولكن الواقع هو أن بكلامهم هذا، الذي يقول إنهم الأقوى، والأكثر شعبية، والأوسع انتشاراً على امتداد الوطن، وإن الأرقام ونِسَب الاقتراع تُظهر ذلك... (بكلامهم هذا) يُدينون أنفسهم بأنفسهم، ويؤكدون دورهم في ما وصلت إليه أحوال لبنان من أزمات، وانهيارات، ومشاكل، وحروب...

كما أنهم يثبّتون بما لا يقبل الشكّ أن لا شعب حقيقياً في هذا البلد، بل مجموعات شعبية مقسّمة وملوّنة حزبياً وسياسياً، تجدّد وتُعيد استنساخ الأزمات والانهيارات والمشاكل والحروب، بألف شكل وطريقة، وليس أكثر من ذلك.

 

اصمتوا...

فعندما تكون أنت أيها المسؤول، الأوسع والأكثر انتشاراً على مدى لبنان، فيما تغطي كل أنواع المشاكل والأزمات لبنان، فهذا يدلّ على فسادك أو عجزك "المُحتال"، على امتداد لبنان كلّه أيضاً.

وعندما تقول أنت أيها المسؤول أنك الأكثر شعبية في الشارع المسيحي، والمناطق ذات الثّقل الانتخابي المسيحي... في الوقت الذي نجد فيه أن حاضنتك الشعبية المسيحية باتت "شحّادة" بنسبة لا بأس بها، بأكثر من شكل وطريقة، فهذا دليل لا لُبْس فيه على فسادك أو عجزك الجائع الى السلطة حصراً، على امتداد الشارع أو المناطق ذات الثّقل المسيحي.

وعندما تقول أنت أيها المسؤول إنك الأعلى، والأقوى، والأجدر... بينما ننظر من حولنا لنجد أن لا نتيجة ملموسة لنا من جراء أي عمل تقوم به، فهذا دليل مُثبَت لا يحتمل الشك، على أنك الأفشل، والأضعف، والأقل كفاءة...

فحبّذا لو تصمتون، وتتعلّمون أنه إذا كان الكلام من فضّة، فإن السكوت من ذهب لأشخاص مثلكم، أكثر ما يحتاجونه في الواقع هو "السّترة" لا أكثر.

 

اخجلوا...

فأنتم دمّرتُم حياة شرائح لبنانية كاملة، ومشاريعها وأحلامها، وأضعتُم مدّخراتها، وغيّرتُم مسارات حياتها الى الأسوأ، وها أنتم رغم كل شيء "تثرثرون" بوقاحة تامة، على الشاشات والمنصات وفي كل مكان، وتتسلّحون بنِسَب اقتراع تدركون جيداً أنها مدفوعة الثمن، مُرغَّبَة أو مُرهَّبَة، إما بدافع الخوف منكم، أو بدافع المصلحة، فيما النتيجة واحدة وهي أنها نِسَب تصويت غير حرّة، وغير ناضجة، وغير مسؤولة عن خياراتها بالكامل. ورغم كل شيء، تتكلمون، وتواصلون الكلام، والثرثرة، و"الجَقْجَقَة" و"اللّقلَقَة"... وكل ما يتفرّع عن ذلك من عيوب.

فمتى تخجلون؟ لا نعلم. ولكن ما ندركه هو أن الحقيقة تمقتكم، وتطالبكم بالصمت، ولو قليلاً، علّكم تُفلحون بالحصول على "السّترة" التي تحتاجونها.