نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن حركة "حماس" استسلمت بالفعل على الأرض في غزة، مشيرة إلى أنه تم إطلاق خطة الهجرة الطوعية من القطاع الفلسطينيّ.
وتحدثت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" مع المقدم (إحتياط) في الإسرائيلي أميت ياجور وذلك في أعقاب التقارير التي تُفيد بأن الولايات المتحدة وحماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف والهادف لإنهاء الحرب في غزة.
ويقترح ياجور دراسة الاقتراح من سياق استراتيجي حالي، وأضاف: "لقد قرأنا أن الولايات المتحدة وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن مسودة ويتكوف، التي تتضمن مقترحاً جديداً لإنهاء الحرب. ومن دون الخوض في التفاصيل، فإن المسودة تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن حوالى نصف الرهائن، والإفراج عن أسرى مقابل ذلك، وضمانات لاستمرار المفاوضات. ولكن الخطة التي كانت جيدة وممتازة قبل شهر أو شهرين وركزت على الجانب الأمني العسكري، تعمل الآن في سياق استراتيجي مختلف تماماً في غزة".
ورأى ياجور أنَّ "آلية توزيع الغذاء الجديدة التي بدأت العمل في قطاع غزة هذا الأسبوع، تشكل تحولاً استراتيجياً حقيقياً، ولأول مرة تحرر حماس السكان من سيطرتها، وفي الوقت نفسه تستعد لبدء تنفيذ خطة الهجرة الطوعية".
وأكمل: "هذه عملية، إن لم تُوقف الآن، فهي لا رجعة فيها، وتُشكّل ضغطًا كبيراً على حماس، التي تكتشف، من بين أمور أخرى، من خلال اقتحام أهالي غزة لمخازن الدقيق، أن ما تبقى من قوتها العسكرية لا قيمة له هنا".
وأضاف: "لقد تغيرت اللغة. سيتكثف هذا الضغط بشكل كبير، لدرجة الاستعداد لإطلاق سراح الرهائن وفي نهاية المطاف الاستعداد أيضاً لتهجير سكان غزة ونزع حماس لسلاحها، كما يوضح ياجور".
ويزعم ياجور أنه "رغم التهديدات الكثيرة خلال الأشهر الأخيرة، فإن إسرائيل لم تنفذ بعد تحركات عسكرية مكثفة للغاية ولا رجعة فيها لاحتلال القطاع، وذلك ربما للسماح بالإفراج عن رهائن إضافيين، وربما أيضاً بسبب عدم وجود رغبة لدى صناع القرار بذلك بالإضافة إلى إمكانية عدم وجود القدرة على التنفيذ من دون ثمن باهظ للرهائن وللقوات الإسرائيلية. لذلك لم يتم إنهاء المهمة بجهد عسكري شامل حتى الآن، رغم أنه كان بإمكاننا القيام بذلك منذ زمن بعيد".
واعتبر ياجور أنَّ "العمود الفقري للقتال ضد حماس اليوم مدني إلى حد كبير ولكن بدعم عسكري. لذلك، إذا كان مخطط ويتكوف يركز بشكل رئيسي على المجال الأمني العسكري، وهو جهد لا يُحرز تقدماً يُذكر على أرض الواقع، ولا يوقف القتال المدني، فإنَّ أهدافه في الواقع ثلاثة، الأول وهو إطلاق سراح المزيد من الرهائن، والثاني هو إعفاء إسرائيل منالحاجة المستمرة للضغط العسكري غير المتصاعد، فيما الهدف الثالث هو التوافق مع نهج الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب الذي يسعى لإنهاء القتال في الشرق الأوسط تمهيداً لإعادة الإعمار وبناء نظام إقليمي جديد".