وابتعاد متدرج عن كل وعود السلطة الجديدة بالاصلاح المالي الشامل
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV" المسائية
مهما حاول بعض الوزراء التبرير، ومنهم اليوم وزير الاقتصاد، النتيجة واحدة: رفعٌ حكومي ترقيعي لأسعار المحروقات، وابتعاد متدرج عن كل وعود السلطة الجديدة بالاصلاح المالي الشامل.
ومهما اجتهد سمير جعجع في محاولة استلحاق خطأ وزرائه، مسخّراً في سبيل ذلك أكثر من اجتماع وبيان وتصريح ومقابلة وطعن، الحقيقة واحدة: وزراء حزب القوات اللبنانية الاربعة، الحاضرون الثلاثة والغائب الحاضر، شاركوا في الترقيع الذي طالما انتقدوه، واكدوا المؤكد للرأي العام الذي تأمل خيراً بالوعود، ومفاده أن كلام ما قبل المشاركة في الحكومات يمحوه الجلوس على الكراسي، فكيف اذا كان المعنيون شركاء كاملون في غالبية الحكومات منذ عام 2005 الى اليوم.
لكن، على رغم الاصوات المعترضة، تمعن الحكومة في أخطائها المتراكمة وكأن شيئاً لم يكن، فيما افرقاؤها المتناقضون يجتمعون على طاولتها بقدرة قادر، من دون ان يجمعهم شيء، لا في النظرة الى الخارج ولا في الرؤية على مستوى الداخل، ولا في التوجهات ولا في المبادئ… وفي هذا الاطار، صبَّ اليوم اللقاء الحدث بين رئيس الحكومة نواف سلام ووفد من حزب الله، بعد طول نفور.
وفي مقابل المسرحية المحلية المملة، ذات النهاية المعروفة سلفاً، يترقب المتابعون فصول المسلسل الاقليمي والدولي المؤثر في لبنان، ولاسيما مسار المفاوضات الاميركية-الايرانية، عسى ان ينال الوطن الصغير من نجاحها اذا حصل، استقراراً طويلاً وتدخلاً أقل في شؤونه الداخلية، واعادة اعمار وازدهاراً اقتصادياً على المدى الطويل.