500 مليون دولار سرقت من "الصحة" بين 1998 و2000 ... فهل تغير الحال؟

500 مليون دولار سرقت من "الصحة" بين 1998 و2000 ... فهل تغير الحال؟

image

500 مليون دولار سرقت من "الصحة" بين 1998 و2000 ... فهل تغير الحال؟
 القاصي والداني يعرف أن عشرات المليارات سرقت ونهبت في الصحة وغيرها من الوزارات


سلوى بعلبكي -  "النهار"

لم يأت وزير الصحة السابق كرم كرم خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة، بأي جديد عن أحوال الإدارة اللبنانية، والفساد المستشري بمؤسساتها ووزارتها، خصوصا في وزارة الصحة التي تولاها عام 1998. فالبلاد يومها، كانت لا تزال تخرج من أوزار حرب أهلية، دمرت البشر والحجر، و"شلعت" أوصال الدولة والإدارة العامة، وقيدت قدرة السلطات الرقابية، على ضبط التفلت ومنع الفساد في الدوائر والمؤسسات الحكومية الخدماتية. ولم تكن وزارة الصحة يومها على أفضل حال، أسوة بغيرها من الوزارات والمؤسسات الحكومية، بيد أن فساد بعض موظفيها ومديريها حينئذ، أتى أشد إيلاما ووجعا على العامة، وأكثر أذية للمرضى والمحتاجين للأدوية والعلاجات، وأقسى هدرا لأموال الطبابة والإستشفاء وأدوية الأمراض المستعصية، المخصصة للمرضى الفقراء، وللمستشفيات الحكومية.
صحيح أن الوزير كرم أفصح عن نصف مليار دولار ذهبت سنتذاك هدرا، لكن القاصي والداني يعرف أن عشرات المليارات سرقت ونهبت بعدئذ، في الصحة وغيرها من الوزارات. أما فاتورة إستشفاء اللبنانيين على نفقة وزارة الصحة فكانت أكثر من مضاعفة بسبب الفساد، وإستمرت بالتضاعف حتى الإنهيار المالي عام 2019.
لا يحتاج الرأي العام اللبناني لأن " يشهد "شاهد" من أهل السلطة في لبنان على فسادها لـ 37 سنة خلت، فالدولة لا تزال حيث تركها الوزير كرم، ولا يزال الفساد والهدر، حتى الوقت القريب، يلتهم ناسها وأموالها وأدوية فقراءها. مع الامل ان يكون العهد الحالي بوعوده وامانيه أكثر قدرة وقوة على تنظيف الوزارات والمؤسسات الخدماتية الرسمية من أوحال الفساد التاريخي المعشعش في زوايا الدولة، وأن لا تصدمه أو تصده قوى الامر الواقع وأزلامها في المؤسسات.
فماذا قال الوزير كرم في ملف السرقات تحديدا، وهل لا يزال الوضع على حاله في عهد وزير الصحة الحالي ركان ناصر الدين؟ كرم أكد انه أثناء توليه مهماته اكتشف أن قيمة سرقة الدواء تتجاوز الـ 500 مليون دولار سنويا، وأنه عمل على ضبط الأمور لكنه جوبه برفض كبير من موظفين وحزبيين. فما هو الوضع حاليا؟ وهل ضبطت الامور؟
مصادر وزير الصحة نفت لـ"النهار" أن يكون ما حصل في فترة تولي الوزير كرم وزارة الصحة، يحصل حاليا "خصوصا أن ميزانية وزارة بالكاد تكفي لكلفة الادوية والاستشفاء"، مؤكدة أن "كل الأمور تحت السيطرة".
وأوضحت أن "الحصة الكبيرة من ميزانية وزارة الصحة تخصص للأدوية والاستشفاء". وقدرت المصادر الميزانية المخصصة للدواء بنحو 130 مليون دولار، تخصص بغالبيتها لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية التي يستفيد منها نحو مليوني و300 الف مريض". وإذ أكدت أنه "لا يمكن توزيع الادوية لمحتاجيها الا عبر الرقم الصحي الموحد، وملف أمان ومن ثم رفع الطلب الى اللجنة الصحية التي توافق أو ترفض الطلب"، أوضحت أن "ميزانية الادوية لا تشمل مراكز الرعاية الصحة الاولية التي تخصص لها منظمة الصحة العالمية هبات، تتوزع عبر نظام خاص في الوزارة. أما الميزانية المخصصة للاستشفاء فتقدر بنحو 170 مليون دولار.