جغرافيا المنطقة تتغيّر من دون حَسْم الخرائط الآن فماذا عن مستقبل المزارع والتلال؟
سعيد: نريد العبور باتجاه الاستقرار والعودة الى اتفاق الهدنة وتنفيذ القرار 1701
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
ماذا عن مستقبل المباحثات بشأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بعد هذا الكمّ الهائل من المتغيرات الجغرافية التي شهدتها المنطقة، منذ 7 أكتوبر 2023؟
وهل من مجال لمفاوضات حول المزارع والتلال، تماماً كتلك التي كانت تجري خلال السنوات الماضية؟
الخرائط الدولية
فالشرق الأوسط عموماً، وليس لبنان وحده، بات بحالة جديدة على المستويات كافة، خصوصاً المستوى الجغرافي، وذلك من دون رسم تلك المتغيرات على الخرائط الدولية الرسمية حتى الساعة. وأمام هذا الواقع، هل من إمكانية للإمساك بورقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانياً، تماماً مثل من يفاوض في عام 2022، أو 2020، أو 2010، أو 2000؟
مصلحة للجميع
رأى النائب السابق فارس سعيد أن "اعتراف سوريا بسوريّة مزارع شبعا مهمّ جداً. فهذا يسحب الذرائع من يد "حزب الله" بوجود أراضٍ لبنانية محتلّة. وبعد الاعتراف السوري، يبقى موضوع النقاط الخمس التي لا تزال محتلّة حتى الآن".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تسليم الفرنسيين خرائط تتعلّق بترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين بحدودها القديمة، يساعد أيضاً في إيجاد حلّ. فما نريده، هو العبور باتجاه الاستقرار في المنطقة، وبالتحديد العودة الى اتفاق الهدنة، والتنفيذ الكامل للقرار 1701. ومن هذه الزاوية، يصبح اعتراف سوريا الجديدة بسوريّة مزارع شبعا، شيئاً مهمّاً، لا سيما أن لدى سوريا مصلحة بهذا الاعتراف أيضاً، لجعل تلك الأرض تابعة للجولان بموجب القرار الدولي 242".
مبالغة؟
وعن مستقبل لبنان على ضوء ما يجري في سوريا والمنطقة حالياً، اعتبر سعيد أنه "يمكن لسوريا في لحظة سياسية معينة أن تثير اهتمام الاستثمارات العربية، وفق أهداف محددة بالسياسة. ولكن هل ان سوريا قادرة اليوم على أن تبرز صورة ثقافة انتخابية كما حصل بالانتخابات البلدية في لبنان؟ لا. وهل ان سوريا قادرة اليوم على صياغة دستور كما حصل في عام 1926، أو إدخال إصلاحات الى دستورها كما حصل في لبنان في عام 1989؟ لا. وهل تشبه إدارة التنوع القائمة في لبنان اليوم، العنف الموجود في سوريا اليوم؟ أيضاً لا".
وختم:"ثقافة العيش المشترك هي ثقافة مرسخة في حياتنا الوطنية اللبنانية. ومن هنا، النظر الى ما يجري من زاوية واحدة، والقول إن سوريا نجحت استناداً الى اللقاء الذي حصل بين (الرئيس السوري الموقَّت) أحمد الشرع و(الرئيس الأميركي) دونالد ترامب، وكأنها أصبحت هي في المريخ وبقيَ لبنان على الأرض، فهذا كلام مبالغ فيه. فما يقدمه لبنان لاستقرار هذه المنطقة، يساوي ما تقدمه سوريا، وليس أقلّ من ذلك".