وفي تردُّدِ واشنطن حِيال الدخولِ جنرالاً يَثقِبُ جبالَ فوردو ويتسلم الملف اللبناني بالوكالة
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" المسائية
تفاوُضٌ بدفعٍ بالستي لاحَت معالمُه في اقتراحٍ اميركي جديد على ايران وفي محادثاتٍ اوروبيةٍ اميركية/ وفي تردُّدِ واشنطن حِيال الدخولِ جنرالاً يَثقِبُ جبالَ فوردو/ وعلى لهيبِ الشرق الاوسط وبلادِ فارس وصلَ الموفدُ الأميركي توم برّاك القادم من موقعه الدبلوماسي سفيراً في تركيا ومفوَّضاً الشأنَ السوري/./ تسلم ابنُ زحلة المِلفَّ اللبناني بالوَكالة/ ولحظةُ الضرورةِ استَدعت حضورَه إلى لبنان بعد تأخيرِ الزيارةِ أسبوعاً/./ زيارةُ براك وجولتُه على الرؤساءِ الثلاثة شكلتا مِظلةَ أمانٍ للجانب اللبناني في خِضَم الحرب المستَعِرَة بين إيران وإسرائيل/ وعلى احتمال امتدادِها وتوسُّعِها أَفسَحَت في المجال أمام المسؤولين اللبنانيين لوضعِ الولايات المتحدة الأميركية أمام مسؤوليتِها في الضغط على إسرائيل للانسحابِ من النِقاط الخمس ووقفِ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وإطلاقِ سراح الأسرى اللبنانيين والتمديدِ لليونفيل/ معَ تعهدٍ لبنانيٍّ واضح بسحبِ السلاح إلى يد الدولة /./ وبراك الذي عاد إلى أصله اللبناني بدا دبلوماسياً وَقُوراً خلال لقاءاتِه مع المسؤولين /ومَرِناً في تعاطيه مع وسائلِ الإعلام / وإذ وصفَ جولتَه بالممتازة وبحَسَبِ معلوماتِ الجديد فقد تركَ هامشَ الوقتِ بيد الدولة ولم يحدِّدْ لها المُهَلَ في تسليم السلاح أو في الإصلاحاتِ المطلوبة شرطاً لتقديمِ المساعدات/ وهو تناولَ في الشِّقِّ الثاني من محادثاته/ مسألةَ المحافظةِ على الهدوءِ والاستقرارِ على الحدودِ اللّبنانيّة- السّوريّة من جهة وترسيمِ الحدود البحريّة والبرّيّة بما فيها مزارعُ شبعا/ وعلى وعدِ العودةِ القريبة أكد براك أن بلادَه ستساعدُ لبنان كي لا تتكررَ الحرب معتبراً أن مشاركةَ حزبِ الله في الحرب الإيرانية الإسرائيلية سيكونُ قراراً سيئاً/ وحزبُ الله وقف عند خط الإسناد بالموقف، لكنه اعتبر انَّ التهديدَ بقتل المرشدِ الاعلى السيد علي خامنئي حماقةٌ وتهوُّر، لها عواقبُ وخيمة، ومَن يُهدّد، فإنّ مجرّدَ النُطْقِ به فيه إساءةٌ إلى مئات الملايين من المؤمنينَ والمحبّينَ والمرتبطين بالإسلام. وبهذا التوصيف تَرك الحزبُ الردَّ للعالم الاسلامي، فيما برزَ كلامٌ لرئيس مجلس النواب نبيه بري بان لبنان لن يدخلَ الحرب وبنسبة " ميتين بالمية "/ أما الميدانُ ما بين تل أبيب وإيران فقد استقرَّ على الضرَباتِ والضرَباتِ المضادة في حربٍ دَخلت مرحلةَ الاستنزاف/ مع تسجيلِ نِقاطٍ لصالح القُدراتِ العسكرية الإيرانية واستخدامِ أجيالٍ من الصواريخ فرط صوتية طالت عمقَ تل أبيب والقواعدَ العسكريةَ المترامية نحو الشمال/ في حين يستمرُّ الضغطُ الإسرائيلي على مُنشآت طهرانَ النووية وضربُ المُفاعلات، فلا إسرائيل حَسَمت المعركة ولا إيران استسلمت/ ولهذا يُجري بنيامين نتنياهو عمليةَ تخصيبٍ للموقف الأميركي/ بهدف دفعِ الرئيس دونالد ترامب لضرب مُنشأة "فوردو" آخرِ معاقلِ برنامجِ طهرانَ النووي/ إلا أنَّ الحروبَ لا تُخاض "بالنوايا" وسُفنَ ترامب لا تَجري بحَسَبِ أهواءِ نتنياهو/ وهو بين لحظةٍ واختِها يستديرُ من موقفٍ إلى آخَر حتى أنه أعيا مستشاريه الأمنيين والعسكريين/ وجنرالاتِ البنتاغون/ وهو في الوقت عينِه يَضبُطُ العالمَ على إيقاع أهوائه/ ويَرفعُ منسوبَ القلقِ ويجلسُ على جبال تغريداتِه التي تقلِبُ العالَمَ في كل الاتجاهات/ ويَحبِسُ أنفاسَ الكوكب/ ويقفُ عند مفترقِ طريقٍ بين السيرِ وراء نتنياهو في ضربِ فوردو وإسقاطِ النظام الإيراني وبين تداعياتِ هذه الضربةِ على دولِ الجوارِ الخليجية وانسحاباً نحو الداخلِ الأميركي/ فهل تتحملُ أميركا هزَّ وجودِها في قواعد الخليج؟ وهل هي قادرةٌ على خوضِ حربِ المضائقِ وتأثيراتِها على أسعار النِفط والطاقة تحديداً داخلَ أميركا؟/إذاً لا بد أن تتقدمَ الدبلوماسية وفي هذا الإطار رُصِد أولُ تواصلٍ أميركي إيراني مباشِر/ ومن بين سُحُب الحرب/ جرى تفعيلُ خطٍ هاتفي ساخن بادرت إليه واشنطن بين ستيف ويتكوف وعباس عراقجي، وبحَسَبِ رويترز فإن عراقجي اكد لويتكوف استعدادَ إيران للعودة إلى المحادثات النووية لكنها لا تستطيعُ ذلك بظلِّ القصفِ الاسرائيلي/ وأن المحادثاتِ تضمنت مناقشةً وجيزة لاقتراحٍ أمريكي قُدم لإيران في نهاية أيار يهدفُ إلى إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيبِ اليورانيوم خارجَ إيران، وهو عرضٌ ترفضُه طهران حتى الآن/ ويأتي الكشفُ عن الاتصالات الهاتفية عشيةَ لقاءِ جنيف المرتقب بين الترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبين إيران / فهل تتغلبُ لغةُ الدبلوماسيةِ وتلعبُ دورَ الإطفائي ؟/./