باراك للمسؤولين : تعاونوا مع "سوريا الشرع"... سأعود بأجوبة خلال أسابيع

باراك للمسؤولين : تعاونوا مع "سوريا الشرع"... سأعود بأجوبة خلال أسابيع

image


باراك للمسؤولين : تعاونوا مع "سوريا الشرع"...  سأعود بأجوبة خلال أسابيع
عون يُصارح الأميركيين : التطوّرات أخّرت التنفيذ... وسنكثف الإتصالات!



 جويل بو يونس -"الديار"

على وقع حبس الانفاس الذي يشهده العالم مع اشتعال المنطقة بحرب ايرانية – "اسرائيلية" مفتوحة ، وتحذير من امكان انضمام الولايات المتحدة الاميركية الى هذه الحرب، حط الموفد الاميركي الى سوريا توماس باراك ، والمقرب جدا من الرئيس دونالد ترامب في بيروت، وفي جعبته "المطالب الاميركية" محليا واقليميا.

قبل بدء النقاش بملفات الساعة، حرص باراك في كل محطة ولقاء، سواء مع رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب كما رئيس الحكومة، على التحدث عن جذوره اللبنانية ، مبديا محبة وتعاطفا كبيرا مع لبنان، الذي كان ولا يزال يشكل منارة ساطعة للتسامح، وتقاطع الأديان والثقافات ووجهات النظر المختلفة ، بحسب باراك.

 
عن امه وابيه تحدث باراك المتحدر من اصل لبناني، فاشار الى ان امه من منطقة برمانا وابيه من زحلة الجميلة ، متقصدا بعث رسالة للمعنيين بان لبنان يعني له الكثير، وهو سبق وزاره بالماضي، واعدا بالعمل على نقل وجهة نظر لبنان الى الادارة الاميركية.

مصادر مطلعة على اجواء لقاءات باراك، جزمت بانه خلافا لما كان متوقعا، فالاجتماعات في المقرات الثلاثة كانت مريحة ولم يتخللها توتر ، وحملت عنوانا اساسيا هو امن واستقرار المنطقة، ودور لبنان ودول المحيطة كسوريا و"اسرائيل" وتركيا بهذا المشهد.

وكشفت المصادر ان ما سمعه باراك في بعبدا، هو نفسه الذي سمعه في عين التينة كما السراي،  حيث شدد المسؤولون اللبنانيون على 3 ملفات اساسية: الجنوب والانسحاب "الاسرائيلي" "اليونيفل" كما الاصلاحات واعادة الاعمار.

في موضوع سلاح حزب الله، كشفت المصادر ان باراك لم يحدد اي جدول زمني للمسؤولين اللبنانيين لنزع هذا السلاح، لكنه تحدث بلغة حازمة حول وجوب "تسريع العملية"، حرصا على الاستقرار، ولتسريع المساعدات للبنان في اعادة الاعمار. وهنا تشير المصادر الى ان الرئيس جوزاف عون شرح على مسمع باراك المسار الذي بدأته الدولة وتنفذه، فلفت الى ان منطقة جنوب الليطاني اصبحت خالية بنسبة 85 الى 90 بالمئة من اية مظاهر مسلحة، مشددا على ان الجيش يكمل انتشاره لكن ما يحول دون ذلك هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمسة.

 
وصارح عون باراك بان لبنان كان حدد موعدا هو 16 حزيران لبدء عملية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية، كما بدأ ( اي الرئيس عون) حوارا مع حزب الله بملف السلاح، قبل ان تقلب الاحداث التي شهدتها المنطقة والحرب بين ايران و"اسرئيل" المشهد، وتحول كل انظار العالم الى مآلات هذه الحرب، لكن عون اكد لباراك في الوقت نفسه انه فور انتهاء هذه الحرب ستعود الاتصالات لتتكثف من جديد، لتنفيذ ما اتفق عليه لبنان مع الجانب الفلسطيني، كما لاستكمال الحوار الذي بدأ مع حزب الله.

وعما اذا كان المبعوث الاميركي قد نبه الى خطورة وعواقب امكانية تدخل حزب الله بالحرب الدائرة بين ايران و"اسرائيل"، جزمت المصادرر بان باراك لم يتطرق لهذا الموضوع، الا من باب رده على اسئلة الصحافيين، حيث قال "ان الامر سيكون سيئا جدا".

وعلى مسمع عون وبري وسلام ، اشار باراك الى ان رؤية الرئيس ترامب هو تحقيق السلام بالمنطقة، وان دول الجوار معنية بذلك، واميركا ستعمل من هذا المنطلق لتحقيق هذه الرؤية. وفي هذا السياق، كشفت المصادر بان باراك كان حريصا خلال لقاءاته على السؤال عن العلاقة مع "سوريا الجديدة"، مشددا على وجوب التعاون مع سوريا الشرع ، فاتاه رد من الرئيس عون بصراحة مطلقة، مشيرا الى ان هذه العلاقة شهدت اضطرابا في بداية الامر، لكن الرئيس سلام كما وزير الدفاع زارا سوريا وحرصا على التنسيق وبدأت العلاقة تتحسن. واكد الرئيس عون ان لبنان لا ينوي الا على الخير مع سوريا، كما ان لبنان يريد ترسيم حدوده البرية كما البحرية ومن ضمنها مزارع شبعا.

 
اما الرئيس سلام فشرح بدوره لباراك ماذا فعلت الحكومة، لناحية التنسيق مع سوريا لضبط الحدود، مؤكدا ان هذه الحدود تشهد انضباطا كبيرا بظل التنسيق الحاصل، وان هذه الاجراءات ستستمر.

اما في موضوع النزوح السوري، فكشف مصدر موثوق بان رئيس الجمهورية استحضر هذا الملف ، فلفت امام باراك الى وجوب عودة النازحين السوريين الى بلادهم ،طالما تغير النظام بسوريا وتبدلت كل الظروف، وان لبنان لم يعد يحتمل هذا العبء، مشيرا الى وجوب ان تدفع الاموال للنازحين في بلادهم.

وكما في بعبدا حضر هاجس لبنان بالتجديد لليونيفل على طاولة النقاش في عين التينة والسراي، حيث شدد المسؤولون اللبنانيون على اهمية التجديد ، لاسيما ان لبنان حريص على وجود اليونيفل لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف اطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار.

كما تطرق النقاش مع باراك في مختلف المحطات، الى الاصلاحات التي يقوم بها لبنان، بحيث شرح له المعنيون ما انجزته الحكومة ، وما هو على الطريق كمعالجة الفجوة المالية واعادة هيكلة المصارف.

 
كل هذه الملفات ، استمع لها باراك جيدا واعدا بطرح ما سمعه على الرئيس ترامب في محاولة لتذليل ما امكن من عقبات ، مؤكدا انه سيكمل جولته ويعود لاميركا لشرح الوضع مفصلا، على ان يعود في زيارة ثانية الى لبنان، مع اجوبة حول ما طرح في غضون 4 اسابيع.

يشار الى ان باراك المكلف بملف سوريا، ابلغ المعنيين بلبنان انه سيتولى الملف اللبناني موقتا، لحين تعيين مبعوث خاص الى بيروت، كاشفا ان مورغن اورتاغوس تولت مهمة جديدة، هي مستشارة للبعثة الاميركية في نيويورك الى جانب السفيرة دوروثي شيا.