الفرزلي: قانون الإنتخاب الحالي خلاصة اتفاق باسيل وجعجع... والأرثوذكسي" الأنسب"
"تكتل العهد فريق يؤمن بخطاب القسم" المجتمع المسيحي لا يختصره "حزبان"
ابتسام شديد - الديار
أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ان الصدام الحالي بين إسرائيل وإيران كان مقدرا و"حتميا" لسبب بسيط لا علاقة له فقط بالملف النووي، فهناك تشعبات أخرى للمعركة فمن المعروف ان أي علاقة توافقية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ان حصلت كانت ستؤدي الى تردي وضعية إسرائيل الإستراتيجية من جهة، كما أن حجم الخدمات التي تقدمها إسرائيل الى الغرب أكبر من حجم العلاقة التي تقدمها ايران له وهذا ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله "يجرني نتنياهو الى معركة لا أريدها"، وتفسير كلام الرئيس ترامب ان الهدف الرئيسي للمعركة ليس ضرب النووي لكن إسقاط النظام الإيراني او اضعاف هيبته.
لكن المفاجأة وما حدث ان ايران استطاعت استيعاب الصدمة والعودة الى قصف تل أبيب وحيفا مما أدى الى انقسامات معروفة في تل أبيب والرأي العام العالمي والتظاهرات في واشنطن المنددة بالحرب والمطالبة بوقفها تتحدث عن هذا الأمر.
وعن تأثير الحرب على لبنان قال "الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن تاثيرات ما يجري وتطور المواقف الدولية ودخول اميركا الحرب أمر مهم وأساسي وله انعكاسات كبيرة على الوضع في المنطقة وهنا يقع الخطر الكبير على الساحة اللبنانية وبالتالي التفكير اليوم هو في كيفية استباق التطورات والواقع القائم والمخاطر التي يمكن ان تقع على لبنان، وهنا يجب الإشارة ان موقف الثنائي الشيعي ومعه رئيس الجمهورية يخدم التوجه من اجل تجنيب لبنان اي خطر وهذا ما يريده الأميركيون ايضا اذ تنشط المساعي لقيام ترتيبات اميركية معينة لإخراج لبنان وعدم توريطه".
لا يستبعد الفرزلي حدوث مفاجآت في المستقبل ويقول "أتوقع انسحاب إسرائيل على قاعدة إستكمال تنفيذ القرار 1701 والذهاب الى مفاوضات من اجل فصل الساحة اللبنانية عن الساحة الإسرائيلية وإعطاء مجال من اجل تنفيذ خطاب القسم وبسط سلطة الدولة وقد تبين ان الموفد الأميركي توم باراك نقل مناخات تطمينية الى قصر بعبدا وعين التينة".
اضاف "أضرار الحرب العميقة بين إيران وإسرائيل ستنعكس إيجابا على لبنان من حيث التفكير جديا بتراجع المخطط الإسرائيلي المتطرف وما كان يحاك من تقسيم وتفكيك للمنطقة كان لبنان أول ضحاياه. ومن دون شك فان لبنان اليوم محصن بعد انتخاب رئيس جمهورية وخطاب القسم وضع خريطة طريق المرحلة المقبلة وبرنامج الرئيس واضح كما ورد في القسم بحصر السلاح بيد الدولة وهذا منطق الدول جميعها".
أضاف "خطاب القسم رسم خطة عمل لردع العدوان وتحرير الأرض وامتلاك السلاح من اجل تجنيب لبنان الحرب الداخلية التي تريدها وتسعى إليها اسرائيل بدل الفوضى والذهاب الى حروب داخلية كما تريد إسرائيل، وباعتقادي ان الخطوات القادمة ستكون في سياق التوجه الذي وضعه رئيس الجمهورية جوزاف عون، واي طروحات اخرى نتيجة خلافات مع الرئيس عون لن ترى النور لأن موقف رئيس الجمهورية وتعاطيه بالملف اللبناني بدرجة "ممتاز" ومن المرجح ان يكون الاستقرار في المستقبل عنوان عهد الرئيس الذي وصل الى بعبدا على متن أقوى دعم وتأييد دولي، لكن أولا يجب ترسيم الحدود مع الدولة السورية وتثبيت الحضور مع إسرائيل فهذه المسائل عندما تنجز يكون لبنان على السكة الصحيحة وسلك الطريق المرجو منه".
لا يتخوف الفرزلي على المسيحيين في لبنان وباعتقاده لن يكون هناك أقليات مقموعة وبالعكس من المتوقع ان تكون فكرة المكونات ذات الكرامة سائدة بتطبيق الدستور والإلتزام بالقوانين.
المشهد المسيحي المقبل يختصره في نقطتين، الاولى وهي ان المجتمع المسيحي لا يمثله فقط حزبين مسيحيين بدليل الإنتخابات البلدية التي جاءت نتائجها بمعايير العائلية وتطلعات المجتمع المسيحي باستثناء زحلة التي خرجت عن هذا المعيار حيث كان هناك قصور بفهم إدارة المعركة ورسم الهدف. اما باقي المناطق فالتمثيل الشعبي والرأي العام لم يكن حزبيا ففي جزين فاز تيار العائلات وليس الاحزاب كما ادعى البعض.
النقطة الثانية هي ضرورة وجود فريق ثالث في البيئة المسيحية فلا تبقى إرادة الناس مصادرة من هنا وجب تغيير قانون الإنتخاب الحالي الذي هو خلاصة اتفاق جبران باسيل وسمير جعحع قبل موعد الإنتخابات النيابية، والقانون الأرثوذكسي هو الأنسب للجميع والتمثيل المسيحي الصحيح.
هل سيكون لرئيس الجمهورية تكتل نيابي في استحقاق العام 2026 يؤكد ان العهد كما ثبت في الإنتخابات البلدية والاختيارية لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد وهو سيبقى بمنأى عن الدخول في المناكفات والصراعات الداخلية لكن هذا لا يمنع ان يكون ممثلا بطريقة ما من خلال فئة لبنانية تنطق بخطاب القسم وتناضل من أجله.