الصين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة
تخفيف بعض التدابير المضادة غير الجمركية
أعلنت الصين الجمعة أنها أكّدت تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن "سترفع القيود" المفروضة عليها في حين ستقوم بكين بـ"مراجعة" السلع الخاضعة لضوابط تصدير.
وقال ناطق باسم وزارة التجارة الصينية في بيان: "نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق"، مشدّدا على أهمّية "تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة على نحو سليم ومستقرّ ومستدام".
والخميس، كشف البيت الأبيض أن الطرفين توصّلا إلى تفاهم بشأن سلسلة من المسائل، أبرزها شحنات تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وبعد مناقشات جرت في جنيف في أيار/مايو، اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بينهما.
والتزمت الصين من جانبها بتخفيف بعض التدابير المضادة غير الجمركية، لكن مسؤولين أميركيين اتهموا بكين لاحقا بالإخلال بما اتّفق عليه والمماطلة في الموافقة على رخص تصدير المعادن النادرة.
وفي مطلع حزيران/يونيو، اتّفق الطرفان خلال محادثات في لندن على "إطار عام" للمضي قدما لتسوية الخلافات التجارية بينهما عملا بما تمّ التوصّل إليه في جنيف.
وشكّلت المعادن النادرة الصينية محورا أساسيا للمفاوضات التي جرت في العاصمة البريطانية، مع رغبة الولايات المتحدة في إعادة وتيرة الصادرات إلى سابق عهدها بعدما اعتبر البيت الأبيض أنها باتت منخفضة جدّا.
وهذه المواد الأوّلية أساسية لصنع البطّاريات الكهربائية والطواحين الهوائية وأنظمة الدفاع (من صواريخ ورادارات وأقمار اصطناعية) على سبيل التعداد.
وبدأت الصين التي تهيمن على السوق العالمية لإنتاج هذه المعادن الاستراتيجية، تفرض منذ مطلع نيسان/أبريل رخص تصدير، في خطوة اعتُبرت ردّا على الرسوم الجمركية الطائلة التي فرضتها الإدارة الأميركية على الواردات الصينية.
"تواصل وثيق"
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس أن واشنطن "وقعت للتو" اتفاقا بشأن التجارة مع الصين، لكن من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض وكالة فرانس برس لاحقا بأن الولايات المتحدة والصين صدّقتا على الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه خلال المفاوضات السابقة بين البلدين.
وأكّدت بكين الجمعة التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم وزارة التجارة: "بعد المحادثات في لندن، أبقى الفريقان من كلا الطرفين على تواصل وثيق".
وتابع: "في الفترة الأخيرة، بعد الموافقة، أكّد الطرفان على تفاصيل إطار العمل"، مشيرا إلى أن الصين "ستراجع طلبات التصدير المرتبطة بسلع خاضعة لضوابط وتوافق عليها في حال توافقت مع القانون".
وأوضح الناطق باسم وزارة التجارة الصينية أن "الجانب الأميركي سيرفع في المقابل سلسلة من القيود التي تستهدف الصين".
تمديد محتمل
وفي ملف منفصل من الحرب الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطرّق البيت الأبيض الخميس إلى إمكان تمديد مهلة تنتهي في التاسع من تموز/يوليو يبدأ بعدها فرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الاقتصادات حول العالم.
وفرضت الإدارة الأميركية هذا العام رسوما بنسبة 10% على منتجات أغلبية شركائها التجاريين، وتوعدت بزيادة هذه الجمارك قبل أن تقر فترة سماح في ظلّ تواصل المفاوضات.
وردّا على سؤال عن احتمال الإعلان عن تمديد آخر، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين: "قد تمدّد المهلة ربّما. لكنه قرار يعود إلى الرئيس"، مشيرة إلى أن "المدّة الزمنية القصوى ليست أساسية".
وأضافت أن "الرئيس قد يقدّم بكلّ بساطة اتفاقا لهذه البلدان إذا ما رفضت عرض اتفاق علينا بحلول المهلة" المتفق عليها.
ويعني ذلك أن ترامب "قد يختار تعرفة متبادلة يرى أنها تعود بالنفع على الولايات المتحدة".
وفتحت أغلبية الأسواق المالية في آسيا وأوروبا على ارتفاع صباح الجمعة وسط آمال في تمديد مهلة تطبيق التعرفات الأميركية الجديدة.