مداهمة في طرابلس تثير المخاوف: نشاط داعش يتجدد؟

مداهمة في طرابلس تثير المخاوف: نشاط داعش يتجدد؟

image

المدن- استفاق الطرابلسيون هذا الصباح على حدثٍ أمني خطير، عزّز في نفوسهم الشكوك والمخاوف من عودة التوترات الأمنية إلى الساحتين الطرابلسية والشمالية، قبل أن تتضح معالم هذا الحدث وتتبيّن صورته.
ففي عملية مداهمة نوعية نفذتها فرقة "سوات" في الشرطة القضائية فجر اليوم السبت، في محلة شارع المئتين، حصل تبادل لإطلاق النار بين دورية الشرطة والمطلوب ناصر رومية، ما أدى إلى استشهاد عنصر من القوى الأمنية وإصابة ثلاثة عناصر آخرين، قبل أن يستسلم رومية ويُلقي سلاحه، ويتم اقتياده مكبّلًا إلى التحقيق.

 
ووفق معلومات حصلت عليها "المدن"، فإن ناصر رومية من مواليد 1964، وهو متهم بارتكاب جرائم قتل وإطلاق نار، والتسبب بعدد من الإشكالات السابقة في طرابلس، لا سيما في مدينة الميناء. ولاحقًا، نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شهيدها المعاون إلياس طوق، الذي قضى خلال مداهمة منزل أحد المطلوبين في شارع المئتين – طرابلس.
وبحسب بيان قوى الأمن الداخلي، فإن رومية بادر إلى إطلاق النار على العناصر الأمنية، ورمى خمس قنابل باتجاههم.

وتأتي هذه الحادثة في وقتٍ تعيش فيه منطقة الشمال، وخصوصًا طرابلس، حالة من القلق والهواجس، حيث تبدو الأوضاع الأمنية على صفيحٍ ساخن، نتيجة التقارير الإعلامية والأمنية التي تتحدث عن نشاط متجدد لتنظيم "داعش" وخلاياه النائمة في المدينة.

ومجرد شيوع خبر المداهمة، فتح الباب واسعاً أمام التحليلات والتكهنات، إذ ذهبت بعض المواقع إلى الحديث عن اشتباكات بين القوى الأمنية وخلايا داعشية.
هذه الأخبار، وخلال أقل من ساعة، أعادت الهاجس الأمني إلى واجهة الأحداث في طرابلس، واحتلت المشهد الشمالي، وسط تخوف متزايد لدى المواطنين من انفلات أمني يهدد الاستقرار الهش في عاصمة الشمال، ويعيدها إلى مشهد تحاول طيّه ونسيانه.

قلق مبرّر

تقول مصادر متابعة إن "القلق الطرابلسي مبرر، خصوصًا أن الجيش اللبناني كان قد أعلن قبل أيام عن توقيف أحد قياديي تنظيم داعش ويدعى (ر.ف) الملقب بـ "قسورة"، في إطار ما وصفه بعودة نشاط التنظيم، وذلك ارتباطًا بأحداث شهدتها سوريا، أبرزها تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، وهي العملية التي تبناها التنظيم لاحقًا". وتضيف المصادر أن مداهمة الفجر في طرابلس "جاءت بعد عملية رصد وتعقّب للمطلوب منذ مدة، وبناءً على إشارة القضاء المختص، وبعد ورود معلومات أمنية عن وجوده في شقته بشارع المئتين. وفي سياق سعيها المتواصل لضبط الأمن على مختلف الأراضي اللبنانية، تؤكد القوى الأمنية أنها لن تتهاون مع المخلّين بالأمن في أي منطقة".

العائلة تتبرّأ
وأصدرت عائلة رومية بيانًا، عقب المداهمة، أوضحت فيه أنها كانت تسعى إلى معالجة مشكلات ناصر بالطرق القانونية، مؤكدة أن ما قام به تصرف فردي غير مسؤول، وأنها تتبرّأ من هذا العمل الإجرامي وتلتزم بالقانون والشرعية. وقدمت العائلة تعازيها لعائلة الشهيد طوق، وتمنّت للبنان الأمن والاستقرار.

وأعادت عملية الفجر إلى أذهان المواطنين في الشمال مشهدًا يعود إلى أيار/مايو 2007، عندما نفذت القوى الأمنية مداهمة مماثلة في شارع المئتين نفسه ضد عناصر من تنظيم "فتح الإسلام" كانت متحصنة في شقة سكنية، فوقع اشتباك مسلّح أدى إلى سقوط شهداء من القوى الأمنية. وسرعان ما امتدت المعركة إلى مخيم نهر البارد، حيث خاض الجيش اللبناني مواجهة عنيفة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، وانتهت باستسلام عناصر التنظيم وانتصار الجيش اللبناني.